ريف السويداء الغربي: اشتباكات دامية بين مسلحي العشائر والفصائل المحلية

يشهد ريف السويداء الغربي منذ صباح اليوم الإثنين، تصعيداً ميدانياً واسع النطاق، في امتدادٍ للتوترات المستمرة منذ أكثر من 24 ساعة، بعد أن شنّت مجموعات من أبناء عشائر البدو، هجمات على عدد من قرى ريف السويداء الغربي، انطلاقاً من ريف درعا الشرقي.

وتركّزت الهجمات على قرى تعارة، الدور، والدويرة، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة مع الفصائل المحلية من أبناء الطائفة الدرزية، ترافقت مع قصف متبادل بقذائف الهاون واستهدافات باستخدام الطائرات المسيّرة، ما أدى إلى دوي انفجارات قوية سُمعت في أرجاء واسعة من المنطقة.

ضحايا بالعشرات واستمرار تبادل الأسرى

وارتفعت حصيلة الضحايا حتى الآن إلى 40 قتيلاً، بينهم طفلان، وقرابة 100 جريح، بعضهم بحالة حرجة. وتوزعت أعداد القتلى إلى:

27 من أبناء السويداء

10 من بدو السويداء

3 مجهولي الهوية

في سياق متصل، تم الإفراج عن عدد من المختطفين من الطرفين، في إطار جهود الوساطة وتهدئة التوتر، حيث نُقل مختطفو السويداء إلى مضافة الشيخ يوسف جربوع، شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز، كما تم الإفراج عن مخطوفين من أبناء العشائر.

تطورات ميدانية: صدّ الهجمات واستعادة قرى

تمكنت الفصائل المحلية من طرد مسلحي العشائر من قرية الطيرة، بعد مواجهات عنيفة أسفرت عن إحراق مسلحي العشائر لعدد من منازل القرية. كما أجبرت الفصائل المحلية مسلحو العشائر على التراجع في قرية كناكر، بعد أن أسرت عدداً منهم وقتلت آخرين.

وزارة الدفاع تتدخل ميدانياً

ورغم إعلان وزارتي الدفاع والداخلية عن التدخل لـ”فض النزاع وفرض الأمن”، إلا أن الاشتباكات تصاعدت، مع إرسال تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، شملت مدرعات وعشرات العناصر، وسط تقارير عن مشاركة مباشرة لبعض التشكيلات في القتال ضد الفصائل المحلية من أبناء الطائفة الدرزية.

المدنيون في خطر ومحاولات نزوح

تسود حالة من القلق والتوتر في القرى الحدودية بين السويداء ودرعا، حيث وجد مئات المدنيين أنفسهم داخل دائرة الخطر، وبعضهم بدأ بمحاولات النزوح العشوائي بحثاً عن مناطق آمنة، وسط مطالب بإغاثة عاجلة وفتح ممرات إنسانية.

قطع الطرقات وتصعيد على طريق دمشق السويداء

وشهد طريق دمشق السويداء تصعيداً أمنياً منذ صباح الأحد، مع إغلاقه من قبل مسلحين في عدة محاور، لا سيما بلدة براق، الأمر الذي دفع القوات الأمنية إلى إغلاق الطريق بالكامل عند حاجز المسمية، بدعوى “الحفاظ على سلامة المدنيين”.

خلفية الأحداث: حادثة اعتداء فجّرت النزاع

تعود أسباب التصعيد إلى حادثة اعتداء على شاب من أبناء السويداء، اتُّهم بها مسلحون من عشائر بدو المنطقة، حيث تعرض للضرب والسلب قرب المسمية. ورداً على الحادثة، قامت فصائل محلية من السويداء باحتجاز أفراد من العشائر، ما أدى إلى سلسلة احتجازات متبادلة وقطع طرقات، تبعها التصعيد العسكري الراهن.

 

إقرأ أيضاً: محافظ السويداء خارج المشهد: بين السلاح المنفلت وصراع الشرعية

إقرأ أيضاً: عشرات الضحايا في السويداء وتأجيل امتحانات الثانوية بعد تصاعد الاشتباكات

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.