ريف اللاذقية يحترق: 5600 هكتار تلتهمها النيران و”أنصار السنة” يتبنى الحرائق

تواصل موجة الحرائق الكارثية في ريف اللاذقية لليوم الرابع على التوالي، وسط مشهدٍ مرعب تُغلفه سحب الدخان وامتداد ألسنة اللهب نحو المناطق السكنية، مهددةً حياة المدنيين ومخلّفةً دماراً بيئياً هائلاً.

وزير الطوارئ والكوارث السوري، رائد الصالح، أكد أن أكثر من 5600 هكتار من الأراضي الزراعية والغابات احترقت حتى الآن، مشيرًا إلى أن الرياح الشديدة ودرجات الحرارة المرتفعة كانت العوامل الأبرز في توسّع رقعة الحرائق.
وأضاف أن التضاريس الوعرة، وبُعد مصادر المياه، ووجود ألغام ومخلفات حرب، كلها تشكل عوائق خطيرة أمام فرق الإطفاء، خصوصًا في مناطق مثل قسطل معاف ومحيط بلدة ربيعة.

 

استنفار واسع… ومشاركة إقليمية

منير مصطفى، مدير الدفاع المدني التابع لوزارة الكوارث، أعلن عن استنفار 62 فريق إطفاء من مختلف المحافظات، يساندهم دعم من فرق تركية وأردنية. وأوضح أن السيطرة الجزئية على بعض النقاط تمت صباح الجمعة، لكن سرعان ما تجددت النيران بفعل الطقس القاسي.

وأشار مصطفى إلى أن بعض المناطق المتضررة تحتوي على مخلفات متفجرة، مما يزيد من تعقيد المهام الميدانية. ولفت إلى أن الأضرار شملت ليس فقط الغابات، بل أيضًا المحاصيل الزراعية والممتلكات الخاصة، فيما تشرف المحافظة على عمليات إجلاء السكان من المناطق المهددة.

مأساة المزارعين… “خسرت موسمين في ساعات”

يقول محمد بكري، أحد المزارعين المتضررين من ريف اللاذقية: “النيران وصلت إلى منزلي خلال ساعات، وأحرقت بساتيني التي تضم أشجار الزيتون والكرز والتين”. وأضاف: “خسائري تعادل موسمين كاملين من التعب، وهو حال الكثير من سكان القرية”.

تحذيرات صحية وبيئية عاجلة

أصدر الدفاع المدني تعليمات لسكان المناطق القريبة من مواقع الحرائق، خاصة في شمال جبال الساحل وجنوب إدلب، وطالبهم بعدم مغادرة المنازل، وإغلاق النوافذ، وارتداء الكمامات، واللجوء للمراكز الصحية عند الشعور بأي ضيق تنفسي.

“أنصار السنة” يتبنى الحرائق

أعلن تنظيم “سرايا أنصار السنة” عبر قناته على تلغرام، مسؤوليته عن إشعال حرائق القسطل في ريف اللاذقية بتاريخ 3 تموز، واصفاً العملية بأنها تستهدف من وصفهم بـ”النصيرية”. ويعد هذا الإعلان الأول من نوعه بشأن تبنٍ إرهابي لحرائق الغابات في سوريا.

وظهر التنظيم للمرة الأولى في كانون الثاني الماضي، وتبنى لاحقًا تفجير كنيسة مار إلياس في دمشق، الذي أسفر عن استشهاد 25 شخصًا وجرح أكثر من 63 آخرين. وهدّد التنظيم في بياناته الأخيرة باستهداف أبناء الطوائف العلوية والشيعية والدروز، وهدد بملاحقة من يُطلق عليهم اسم “فلول النظام”. لكنه أيضاً لم يُخفِ عداءه لحكومة الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع.

نداءات استغاثة… وقلق دولي

مدير فريق “شباب سوريا” في الساحل، إبراهيم الزيدان، وجّه نداء استغاثة إلى المنظمات الإنسانية، مطالبًا بتأمين النازحين الذين فرّوا من منازلهم هربًا من ألسنة النار، مؤكدًا أن هذه الحرائق هي من الأضخم في تاريخ سوريا الحديث.

ومع تصاعد الأدخنة التي غطت سماء إدلب وطرطوس واللاذقية، يبقى الخوف الأكبر من كارثة صحية وبيئية واسعة النطاق، في ظل عجز الإمكانيات المحلية، وتعقيدات المشهد الميداني.

إقرأ أيضاً: حرائق اللاذقية تستعر: تحديات وعرة وجهود إخماد مستمرة

إقرأ أيضاً:  حرائق غير مسبوقة في سوريا: أكثر من 3500 حريق خلال ثلاثة أشهر

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.