هل يمكن لبروتين مفقود أن يضع حدّاً للالتهاب المزمن دون التأثير على المناعة؟
كشفت دراسة حديثة نشرت في دورية نيتشر العلمية عن اكتشاف واعد قد يغيّر طريقة التعامل مع الالتهاب المزمن، من خلال استعادة بروتين معين داخل الخلايا، ما مكّن الباحثين من وقف الالتهاب المزمن دون التأثير على قدرة الجهاز المناعي في الاستجابة للإصابات والأمراض القصيرة الأمد.
ويُعد الالتهاب المزمن حالة مستمرة من فرط نشاط الجهاز المناعي، وتصاحب عادة أمراضاً مثل التهاب المفاصل، والتهاب القولون التقرحي، والسمنة. أما الالتهاب الحاد، الذي يتمثل غالباً في الألم والحمى والتورم، فيُشفى عادة خلال فترة قصيرة نسبياً.
ووفقاً لما أوردته وكالة “رويترز”، اكتشف الباحثون أن بروتيناً يعرف بـ WSTF، المسؤول عن تنظيم جينات التهابية، يتحلل ويختفي من الخلايا في حالات هذا المرض.
وعبر تجارب مخبرية، وجد العلماء أن استعادة هذا البروتين منعت الالتهاب المزمن في خلايا بشرية دون أن تؤثر على الاستجابة الطبيعية للالتهاب الحاد.
كما طور الباحثون دواءً تجريبياً يحمي بروتين WSTF من التحلل ويمنع تفاعله مع بروتينات أخرى في نواة الخلية، ما أدى إلى تثبيط المرض.
وتم اختبار الدواء بنجاح على فئران تعاني من الكبد الدهني والتهاب المفاصل، وأظهر نتائج إيجابية في تقليل الالتهاب في خلايا الركبة المأخوذة من مرضى خضعوا لعمليات استبدال المفصل.
وأظهرت دراسات على عينات بشرية أن البروتين المذكور يختفي من أكباد المرضى المصابين بالكبد الدهني، بينما يكون موجوداً في أكباد الأفراد الأصحاء.
وقال الدكتور شيشون دو، الباحث الرئيسي من مستشفى ماساتشوستس العام: “تُسبب أمراض الالتهاب المزمن معاناة ووفيات كبيرة، وما زال أمامنا الكثير لفهم أسباب هذا النوع من الالتهاب وكيفية معالجته”، مضيفاً أن هذه النتائج تفتح الباب لفصل الالتهاب المزمن عن الحاد، وتحديد هدف علاجي جديد للسيطرة على التهابات الشيخوخة والأمراض المزمنة.
أقرأ المزيد: نصائح للبقاء رطباً وصحياً في الصيف: عادات صحية عليك اتباعها