سيطرت اشتباكات الشرق السوري بين المجموعات العشائرية من جهة، ومليشيا “قسد” التابعة للاحتلال الأميركي من جهة أُخرى، على المشهد الميداني خلال الأسبوع الأخير.
وتفاعل الجمهور السوري مع الأخبار القادمة من دير الزور، وخرجت العديد من التحليلات التي ترمي إلى توضيح المشهد الميداني في شرق الفرات، لما تحمله المنطقة من أهمية استراتيجية كبيرة لسورية، إضافة لارتفاع حدة الصراع بين الاحتلال الأميركي والجيش العربي السوري وحلفاءه مؤخراً، خصوصاً وأن الاحتلال الأمريكي عمل بشكل مكثف مؤخراً على إيجاد تنظيمات عسكرية جديدة في المنطقة.
وانقسم المشهد في دير الزور بعد انقلاب “قسد” على الفصيل العربي الأبرز في صفوفها “مجلس دير الزور العسكري”، حيث قامت المليشيا باعتقال قياداته وعلى رأسهم المدعو “أبو خولة”، تبعه غضب من العشائر ومطالبة بالإفراج عن المعتقلين تحت طائلة إعلان النفير العام.
ولم تستجب “قسد” الأمر الذي دفع المجموعات العشائرية لخوض قتال عنيف مع “قسد” على مدار الأسبوع الماضي، أفضى إلى سيطرة أبناء العشائر على مناطق واسعة من دير الزور وطرد “قسد” منها وتكبيدها خسائر كبيرة في العدة والعتاد.
وحول أهداف تحرك العشائر في دير الزور، أوضح المحلل العسكري والاستراتيجي العميد هيثم حسون لـ “داما بوست” أن “ما يجري هو توريط أميركي لمليشيا قسد، بهدف التخلص منها بعد فشلها في السيطرة على المنطقة العربية لأسباب ديمغرافية، إضافة لكون قسد تجعل الحساسية كبيرة بين التركي والأميركي، وعليه قامت واشنطن بالإيحاء لقسد بقبولها اعتقال قيادات مجلس دير الزور، وبالتوازي مع ذلك حرضت العشائر على ضرورة تأديب قسد وكبح جماحها”.
وتابع “بدأت العشائر بعملية عسكرية صغيرة ضد قسد، ثم توسعت العملية بعد انضمام عشائر أُخرى للصراع، وكل ذلك تحت أعين الاحتلال الأميركي ومباركته، للتخلص من قسد وجلب واجهة عربية تحت يد أميركا تعمل على إدارة المنطقة وتأمين مصالحها، فلا يتوقع أحد أن المجموعات العشائرية الظاهرة في المشهد اليوم ترغب بطرد أميركا أو العمل لصالح سورية”.
وبخصوص الاجتماع الأميركي مع قيادات “قسد” والعشائر، وتلميح المسؤولين الأميركيين للتمسك بـ “قسد”، أجاب “حسون” أن واشنطن تريد الحفاظ على ورقة قسد بيدها، للتحكم في المناطق ذات الغالبية الكردية، والاستفادة منها عند اللزوم، لذلك ترغب واشنطن بالحفاظ على جميع اوراقها بنسب سيطرة متفاوتة تفيد مصالحها في النهاية.
وعن مخططات الاحتلال الأميركي في مناطق شرق الفرات، أشار الخبير العسكري إلى أن الكلام عن مخططات أميركية في شرق الفرات، لقطع طريق دمشق بغداد، أو ربط الجنوب بالشرق، مازال لليوم بإطار التحليلات الإعلامية، ولا اعتقد أن واشنطن ترغب بالدخول بصراعات عسكرية في المنطقة الشرقية، خصوصاً وأن مصالحها مؤمنة سواء تحت أعين قسد أو المجموعات العشائرية الجديدة.