محافظ دير الزور: “قسد” تمثل تحدياً جوهرياً.. وثلاث فرق عسكرية بانتظار القرار
أكد محافظ دير الزور، غسان السيد أحمد، خلال مؤتمر صحفي عُقد اليوم، أن المحافظة تواجه تحديات ضخمة على مختلف المستويات، في ظل تراكمات ثقيلة خلّفها النظام السابق، وسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) على نصف مساحة المحافظة، إلى جانب واقع اجتماعي وبيئي أنهكته سنوات الحرب.
وأوضح أن الحكومة الحالية “تسلّمت محافظة مدمّرة، تفتقر إلى أدنى مقومات الدولة”، مضيفاً: “لم نبدأ بالنهوض بعد، لكننا نتهيأ لذلك”.
تعقيدات أمنية وسياسية
أشار المحافظ إلى أن دير الزور تعيش ظروفاً فريدة ومعقدة مقارنة بباقي المحافظات، نتيجة لما وصفه بـ”تعاقب قوى الشر عليها”، ما أدى إلى تدمير الإنسان قبل البنية. واعتبر أن سيطرة “قسد” على شرق الفرات تمثل تحدياً جوهرياً، حيث تستفيد الأخيرة، بحسب قوله، من موارد دير الزور وتضخ ملايين الدولارات يومياً في خزائنها.
وكشف السيد أحمد عن وجود ثلاث فرق عسكرية جاهزة للتحرك نحو تلك المناطق “إذا فشل مسار التفاوض”، مشدداً على أن القرار النهائي “سيُتخذ بما يضمن استعادة السيادة الكاملة على تراب المحافظة”.
اقرأ أيضا:مسؤول كردي: لا تراجع عن مطلب اللامركزية في سوريا
المخدرات: خطر داخلي متصاعد
وحذّر المحافظ من انتشار المخدرات بين فئة الشباب، واصفاً الوضع بـ”الخطر الداهم”، مشيراً إلى أن تسع جرائم وقعت منذ سقوط النظام السابق، جميعها على صلة مباشرة أو غير مباشرة بتعاطي أو ترويج المخدرات. وأكد أن العمل جارٍ على اتخاذ إجراءات حازمة لمعالجة هذه الظاهرة.
الخدمات: بداية متعثرة لمرحلة الإعمار
في ملف الخدمات، شدد المحافظ على أن “السكن يمثل التحدي الأكبر”، موضحاً أن الجهود تتركز على محورين: بناء مدينة جديدة على طريق دمشق، وترميم المنازل القابلة للسكن.
وأشار إلى بدء ترميم مشفى القلب في المدينة، وإطلاق مشروع لإنشاء مشفى متخصص بعلاج الأورام السرطانية. وفي القطاع الصحي، تم تشغيل أربعة أجهزة غسيل كلى، ويجري حالياً تجهيز ثمانية أخرى، مع وعود بوصول ثلاثة أجهزة إضافية من جهة مانحة.
إقرأ أيضاً: مظلوم عبدي: نحن على تواصل مع تركيا وملتزمون باتفاقنا مع دمشق لبناء سوريا لامركزية
الكهرباء والتعليم والبنية المحلية
على صعيد التعليم، تم تأهيل 13 مدرسة وكوادر تعليمية محلية منذ سقوط النظام السابق. كما تم رفع حصة المحافظة من الكهرباء من 30 إلى 50 ميغا واط، في خطوة لتحسين واقع التغذية الكهربائية.
وأشار السيد أحمد إلى دعم قطاع النظافة عبر تأمين خمس ضاغطات قمامة جديدة، بعد أن كانت المحافظة تمتلك واحدة فقط. كما يجري التحضير لتشغيل مجبلين للزفت، ما سيساهم في تحسين شبكة الطرق.
الجسور والمطار… عقبات قيد التفاوض
وفيما يتعلق بالبنية التحتية للنقل، بيّن المحافظ أن لجنة التفاوض رفعت طلباً رسمياً لتأهيل الجسور التي تعيق “قسد” ترميمها، ومنها جسر البوكمال–الباغوز وجسر العشارة، مؤكداً أنها محورية في ربط ضفتي الفرات.
أما مطار دير الزور، فلا يزال خارج الخدمة بسبب سيطرة “قسد” على مناطق استراتيجية، مثل حقل كونيكو ومنطقة المعامل. ومع ذلك، أرسلت الهيئة العامة للطيران المدني كوادر من المحافظة لتلقي تدريب تخصصي في مطار دمشق الدولي، تمهيداً لتسلم تشغيل المطار مستقبلاً.
إقرأ أيضاً: قسد تعتقل قادة عرب في دير الزور: تصفيات داخلية أم إعادة رسم النفوذ؟