سكان القنيطرة يتحدّون الاحتلال ويفتحون طريق “الأصبح – كودنا” المغلق منذ أيام

أعاد أهالي ريف القنيطرة الجنوبي فتح طريق “الأصبح – كودنا” بأيديهم، بعد أن أغلقته قوات الاحتلال الإسرائيلية لأكثر من عشرة أيام، ما أدى إلى شلل في الحركة وتفاقم المعاناة المعيشية والخدمية للسكان.

وبحسب شهادات محلية نقلها موقع “عنب بلدي”، فقد استخدم السكان معدات بسيطة لشق ممر ضيّق بعرض مترين، يكفي لمرور السيارات، دون أن يعترضهم جنود الاحتلال المتمركزون في منطقتي تل الأحمر الغربي والشرقي، اللتين تسيطر عليهما تل أبيب منذ سنوات.

معاناة يومية وخسائر اقتصادية

إغلاق الطريق القصير الذي لا يتجاوز طوله كيلومتراً واحداً، أجبر السكان على استخدام طرق بديلة وعرة تمتد حتى عشرة كيلومترات، ما أدى إلى زيادة التكاليف وأعاق الوصول إلى الخدمات الأساسية.

وأكد السكان أن التنقل بين “الأصبح” و”كودنا” بات مكلفاً ومرهقاً، خصوصاً مع تراجع كميات الوقود وصعوبة إسعاف المرضى في الحالات الطارئة.

اقرأ أيضاً: “إسرائيل” تربط تطبيع العلاقات مع سوريا بالاعتراف بسيادتها على الجولان المحتل

أزمة مياه خانقة

لم يقتصر الضرر على الطرق، بل طال أيضاً البنية التحتية الحيوية، وعلى رأسها شبكات مياه الشرب. وقال محمد الفواز، أحد موظفي شبكة المياه في “كودنا”، إن انقطاع طريق “الأصبح – كودنا” حال دون وصوله إلى مضخات مياه “عين زيوان”، ما أثّر على تغذية بلدة “عين زيوان” وعدة تجمعات أخرى، وأوضح أنه بات يقطع أكثر من 7 كيلومترات للوصول إلى المحطة، ما يعرقل عمليات التشغيل والتحويل بين الكهرباء والطاقة الشمسية.

توغّل إسرائيلي مستمر

وتأتي هذه التطورات في ظل تصعيد ملحوظ من جانب الاحتلال الإسرائيلي في ريف القنيطرة، حيث تواصل تل أبيب تنفيذ عمليات توغل وتجريف للأراضي، واختطاف للمدنيين في القرى الحدودية المتاخمة للجولان السوري المحتل.

ففي 17 حزيران الماضي، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي 15 منزلاً في بلدة الحميدية، بحجة قربها من قاعدة عسكرية جديدة أنشأتها مؤخراً، كما سيطرت على سد “المنطرة” بشكل كامل ومنعت الأهالي من الاقتراب منه.

وجود عسكري دائم

وبحسب إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، فإن تل أبيب أقامت “منطقة أمنية” داخل الأراضي السورية “بهدوء شديد”، وشرعت في بناء تسعة مواقع عسكرية فيها، في خطوة تعكس نيتها البقاء طويلًا.

وفي هذا السياق، قال وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، خلال زيارته للجانب السوري من جبل الشيخ في كانون الثاني الماضي، إن قواته “باقية في سوريا إلى أجل غير مسمى”.

خيار السكان: الصمود

في مواجهة هذا الواقع، لم يجد أهالي القنيطرة خياراً سوى الاعتماد على أنفسهم، بعد الصمت المطبق الذي اتخذته الحكومة السورية الجديدة، في محاولة لتجاوز المشاق اليومية وتحدي سياسات الاحتلال، التي تزداد توسعاً وخنقاً للحياة المدنية في الجنوب السوري.

 

اقرأ أيضاً: مجلس الأمن يمدد بالإجماع ولاية “أوندوف” في الجولان حتى نهاية 2025

اقرأ أيضاً: تحرك إسرائيلي داخل ريف دمشق الغربي في “بيت جن” وسط صمت رسمي سوري

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.