صراع “حلبة الإقصاء” يحتدم في دير الزور.. هل يتعمّد الأمريكي هزيمة “قسد”؟

داما بوست | الهام عبيد 

بات الوضع في أرياف دير الزور الشمالي والشرقي بمثابة عمليات إقصاء متتالية، فميليشيا “قسد” تسعى لإقصاء ما يسمى بـ “مجلس دير الزور العسكري” والأخير وبعد اعتقال قائده “أبو خولة” إثر إيقاعه في فخ الإقامة الجبرية، يسعى لإقصاء “قسد” بمشاركة العشائر العربية التي أظهرت جاهزية قواتها واستنفرت تحت مسمى “جيش القبائل العربية في سورية”.

وتستمر الاشتباكات في يومها الثالث، موقعة خسائر وسط جميع الأطراف المتقاتلة، وبين كرّ وفرّ إلى حين انتهاء المهلة التي طالب فيها وجهاء عشيرة “العكيدات” بالإفراج عن قادة “مجلس دير الزور العسكري” المُعتلقين، والتي حددت بــ 12 ساعة، ستصبح ميليشيا “قسد” بعناصرها وأماكن تمركزها تحت النيران، وسيعلن النفير العام ضدها، بحسب فيديو مصور للوجهاء.

بداية تفكك “قسد”

تدور اشتباكات دائمة بين “قسد” والفصائل العربية الداخلة في مكوناتها، وسرعان ما تنتهي بحلّ تلك المجموعات وضمها إلى المجموعة الأم، التي يهيمن على مفاصل قراراتها “حزب العمال الكردستاني، بعد تلقيه الأوامر مما يسمى بــ “قادة جبال قنديل”، وهو ما جددت التأكيد عليه الفصائل العشائرية مؤخراً خلال مواجهتها مع “قسد”.

ويختلف اشتباك الميليشيا مع “مجلس دير الزور العسكري” حالياً عن كل الخلافات الأخرى بحسب مراقبين، سيما أنه من أكبر التشكيلات العشائرية فيها، وقائده المعتقل شخصية ذات نفوذ في قرى ريف دير الزور الشرقي، وهو من ساعد “قسد” في تطبيع علاقاتها مع عشائر المنطقة.

وزاد من حدة الخلاف، مشكلة المكونات العربية في إبعادها قسراً عن مفاصل اتخاذ القرارات داخل المؤسسات العسكرية والمدنية التابعة لـ “مجلس سوريا الديمقراطية” أو ما يسمى بـ “مسد” الجناح السياسي لـ “قسد”.

في هذا الإطار يرى الصحفي المختص بالشأن السياسي “وائل أمين” في حديث لــ “داما بوست” أن الخلاف الحاصل يتخطى “قسد” ليصل إلى قيادات “جبل قنديل” وهي التي سعت دوماً لتنفيذ أجندات الاحتلال الأمريكي دون أي عرقلة، ما دفعها إلى إقصاء المكون العربي من أي نفوذ عسكري أو مدني في مناطق سيطرة “قسد” وبالتالي فإن هذا الخلاف قد يكون الضربة القاضية، إن حسمت نتيجة المعركة لصالح أبناء العشائر.

وأشار “أمين” إلى أن معظم المكون العربي انتسب لــ “قسد” بغية محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي، الذي كان يتركز ثقله العسكري في دير الزور، مضيفاً إن “تحول الصراع إلى “مجلس دير الزور العسكري” يعني أن “قسد” بدأت بضرب المكون العربي ذاته، وهو ما دفع العشائر لإطلاق مناشدات بانشقاق أبنائها عن “قسد”، كي لا يتحول الصراع إلى عشائري قبلي، فيما دعتهم للتمسك بالهدف الرئيسي وهو الخروج من عباءة أكراد “قنديل”.

وعن معطيات الواقع الميداني أكد “أمين” أن قسد لن تستطيع مجابهة العشائر وحدها، سيما أنهم يشكلون منها ما لا يقل عن 60%، لافتاً إلى أن تدخل الأمريكي وحده عبر قواته غير الشرعية هو من يمكنه قلب الموازين، وبالتالي خلق لاعبين أساسيين في شرق الفرات، ولفت إلى أن ظهور الأعلام السورية داخل مقرات ما يسمى بـ “مجلس دير الزور العسكري” والتسجيل الصوتي الذي سُرب لأحد قياديه بالدعوة للالتفاف حول الجيش العربي السوري، يوضح من الذي سيقف في مواجهة الأمريكي، بحسب رأيه.

واعتبر الصحفي بأن الدولة السورية وحلفائها لن تسمح للاحتلال الأمريكي باستهداف الداخل السوري عبر مكوناته، مبيناً أنه ورغم عدم صدور أي تعليق عما يحصل في شرق الفرات اليوم، إلا أن حدة الخطاب من قبل سورية ظهرت سابقاً من خلال كلمة وزير الخارجية والمغتربين “فيصل المقداد” عندما قال من طهران إنه على الاحتلال الأمريكي أن يغادر قبل يرغم على ذلك، في إشارة إلى المقاومة الشعبية هناك.

هل ينهي الأمريكي “قسد” وما علاقة التركي؟

وأوضح المختص في الشأن السياسي أن ما يحصل في الجزيرة السورية اليوم، يتزامن مع صمت أمريكي إزاء الضربات التركية لقيادات “قسد” خلال الفترة الماضية، إضافة إلى زيارة بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي للشمال السوري المحتل من قبل أنقرة والميليشيات الموالية لها، وبالتالي قد يكون إشارة للتخلي الأمريكي عن “قسد” كمشروع سلّحته لتحقيق أجندات مطلوبة فشلت الأخيرة في الوصول إليها بالمستوى المطلوب.

وبين الصحفي أن عملية نقل المسلحين الموالين للاحتلال التركي إلى قاعدة “التنف” الأمريكية غير الشرعية، يعني أن أطراف إشعال شرارة الحرب على سورية وأكبر داعمين للإرهاب فيها، يخططان لنقل الصراع إلى مرحلة جديدة عنوانها “إشعال كل الجبهات” وتوسيع الشرخ بين “قسد” وعشائر الجزيرة جزءاً منها.

والمراقب لسياسة “قسد” في دير الزور يعرف أن هيمنتها غير مكتملة هناك، فلا مناهج تعليمية لما يسمى بـ “الإدارة الذاتية” فيها، ولا مسيرات موالية لمؤسس ما يسمى بـ “حزب العمال الكردستاني” كما هو الحال في الحسكة والرقة وريف حلب، وبالتالي فإن السيناريوهات التي ترتسم للمنطقة هناك كيفما دارت، ستصب في نهاية المطاف في خانة “عدم الاستقرار والاضطراب” سيما أن غرب الفرات يشهد انتشاراً كبيراً للجيش العربي السوري مدعوماً بالحلفاء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار
وزير التجارة ‏الداخلية: مخزون القمح يكفي لأكثر من ‏عام.. التشدد باتخاذ أقصى العقوبات ‏للمحتكرين استقرار سعر غرام الذهب في السوق المحلي استقرار أسعار النفط قبل اجتماع "أوبك+" من واشنطن.. الملك عبدالله الثاني يؤكد رفضه كل ما يهدد أمن واستقرار سوريا ريال مدريد يتكبد الهزيمة الثانية في الليغا الحرارة حول معدلاتها وأمطار محلية خفيفة متوقعة على بعض المناطق أبرز المباريات العربية والعالمية اليوم الخميس في اليوم الـ426 للعدوان.. حملة اعتقالات واسعة تطال نابلس ليفربول يتعثر أمام نيوكاسل.. والسيتي يستعيد ذاكرة الانتصارات وزير الخارجية المصري يؤكد في محادثات مع نظيريه الإيراني والأميركي وقوف بلاده إلى جانب سوريا كوريا الديمقراطية تؤكد دعمها وتضامنها الكاملين مع سوريا تونس تندد بالهجمات الإرهابية شمال سوريا بضغط عشائري.. "قسد" تسمح للوافدين العرب بالدخول لمناطقها مصدر في وزارة الكهرباء يبين الوضع الكهربائي في محافظة حلب بعد دخول الإرهابيين إليها وزير الخارجية لـ قائد قوة الأمم المتحدة بالجولان: نرفض الإجراءات غير القانونية للاحتلال المالكي يدعو للوقوف مع سوريا بوجه الإرهاب: سقوطها يعني استباحة المنطقة بأكملها "السادة المعامرة الأشراف" بالحسكة: الالتفاف حول الجيش في حربه ضد المجاميع الإرهابية مجلس الشعب يقر مشروع قانون موازنة 2025 قوائم لاهاي السوداء وشبح الاعتقال يطاردان جنود الاحتلال وقادتهم عضو المكتب التنفيذي بريف دمشق لداما بوست: حوالي 40 ألف وافد من حلب وحماة السـورية للطيران: معالجة كافة تذاكر سفر الوافدين من محافظة حلب بكل مرونة مدير النقل الطرقي يتحدث لـ "داما بوست" عن الاجراءات التي تم اتخاذها فيما يتعلق بنقل حلب عشائر دير الزور برسالة للتحالف الأميركي: لسنا تنظيم "داعش".. وسنتعامل مع أي معتد مصدر في وزارة التموين لـ "داما بوست": المخابز تعمل بكامل طاقتها في جميع المناطق دون الحاجة لأوراق ثبوتية.. التربية والتعليم العالي: يمكن للطلبة الوافدين من حلب الالتحاق بالمدارس وا...