“دمشق أغلى من دبي!”.. أسعار الفنادق تشتعل رغم غياب الخدمات والبنية السياحية

في مشهد يثير الدهشة، تشهد العاصمة السورية دمشق قفزة غير مبررة في أسعار الإقامة الفندقية، حيث وصلت تكلفة الليلة الواحدة في بعض الفنادق إلى 400 دولار، وهو رقم يفوق أسعار الإقامة في فنادق فاخرة بدبي أو باريس، على الرغم من ضعف الخدمات وتردّي البنية التحتية.

هذه الظاهرة المثيرة أثارت استياءً واسعًا بين الزوار والسياح والمغتربين السوريين، الذين عبّروا عن غضبهم من الفجوة الهائلة بين السعر والجودة، وسط غياب أي مبررات اقتصادية أو سياحية تبرر هذا الغلاء المفرط.


فنادق بلا رفاهية.. وأسعار “سياحية” في بلد لم يستعد عافيته بعد

صانع المحتوى عبيدة أبو قويدر، كشف في مقطع متداول على فيسبوك أن الأسعار في دمشق تخطت نظيراتها في دبي بثلاثة أضعاف، رغم الفارق الكبير في مستوى الخدمات والنظافة والتجهيزات. وأشار إلى أن القيمة الحقيقية للخدمات المقدمة لا تتجاوز 25 دولارًا لليلة، مشددًا على أن استمرار هذا الواقع سيؤدي إلى نفور السياح وهروب المغتربين.

ودعا الحكومة السورية الانتقالية إلى التدخل العاجل لوضع سقف عادل للأسعار يتناسب مع الوضع الاقتصادي ومستوى المعيشة داخل البلاد، خاصة في ظل ما يُوصف بأنه بداية موسم سياحي واعد نسبيًا.


مخاوف من تكرار تجربة “السائح الخائب”.. ومطالبات بالرقابة

تفاعل رواد مواقع التواصل مع تصريحات أبو قويدر، مؤكدين أن الاستغلال الفجّ الذي يمارسه بعض أصحاب الفنادق يشكل خطرًا على صورة دمشق كوجهة سياحية في مرحلة ما بعد الحرب.

وكتب أحد النشطاء: “العقوبات الغربية قد تُرفع، لكن جشع بعض التجار أكبر من العقوبات… هؤلاء يتعاملون مع الزائر على أنه فرصة لنهب ما تبقى من العملة الصعبة”.

فيما شبّه آخر أصحاب بعض الفنادق بـ”لصوص على هيئة مستثمرين”، معتبراً أن عدداً منهم كان من أركان السلطة السابقة ويحاول تعويض خسائره بعد سقوط النظام.


السياحة تحاول النهوض… ولكن الواقع مؤلم

ورغم تسجيل القطاع السياحي السوري نموًا بنسبة 5% عام 2024 مقارنة بالعام السابق، بعد وصول عدد الزوار إلى أكثر من مليون شخص حتى يوليو، إلا أن البنية التحتية المدمرة ونقص الكوادر المدربة وضعف الرقابة، ما زالت تشكل تحديات كبيرة أمام أي انتعاش حقيقي.

وكانت سوريا قد خسرت نحو 50 مليار دولار من عائدات السياحة منذ عام 2011، فيما خرجت أكثر من 1460 منشأة فندقية من الخدمة بسبب الحرب، ما يجعل الحديث عن “منافسة دبي” في أسعار الفنادق أمرًا صادمًا، ويطرح سؤالًا ملحًا:
هل أصبحت دمشق باهظة الثمن… لكن بدون مقابل؟

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.