كشفت وكالة ” رويترز ” نقلاً عن مصادر سورية وغربية، عن عقد اجتماعات مباشرة بين مسؤولين أمنيين من سوريا و”إسرائيل” خلال الأسابيع الماضية، بهدف التنسيق الأمني وتفادي الاشتباك العسكري في المناطق الحدودية، خاصة على امتداد مرتفعات الجولان المحتلة.
وأوضحت الوكالة أن هذه اللقاءات تأتي امتدادًا لاتصالات غير معلنة جرت عبر وسطاء دوليين منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، وذلك في محاولة لاحتواء التوتر ومنع أي تصعيد ميداني.
أحمد الدلّاتي يقود التنسيق من الجانب السوري
ووفقًا للمصادر، فإن اللواء أحمد الدلّاتي، الذي يشغل منصب محافظ القنيطرة، هو المسؤول السوري الذي قاد هذه المحادثات. الدلّاتي، الذي تولى مؤخرًا أيضًا مسؤولية الملف الأمني في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، لعب دورًا محوريًا في الاجتماعات، التي عُقد بعضها داخل أراضٍ خاضعة لسيطرة “إسرائيل”.
في المقابل، لم تكشف الوكالة عن هوية المسؤولين الإسرائيليين المشاركين في اللقاءات، إلا أن مصدرين أشارا إلى أنهم ينتمون إلى المؤسسات الأمنية الإسرائيلية.
اجتماع مفصلي بين ترامب والشرع في الرياض
وفي سياق متصل، ذكرت “رويترز” أن العاصمة السعودية الرياض شهدت في 14 مايو الجاري اجتماعًا لافتًا بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والرئيس السوري أحمد الشرع، ما اعتُبر تحولًا محوريًا في الموقف الأمريكي من الملف السوري.
وبحسب مصدر استخباراتي إقليمي، فإن هذا اللقاء وجّه رسالة قوية إلى الحكومة الإسرائيلية بضرورة انتهاج سياسة تفاهم مع القيادة السورية الجديدة، خاصة في ظل التغيرات الميدانية والجيوسياسية بعد سقوط النظام السابق.
وأشار المصدر ذاته إلى أن المحادثات الحالية لا تستهدف “التطبيع” مع إسرائيل في هذه المرحلة، بل تركز على تحقيق حالة من “السلام السلبي” – أي غياب الحرب دون إقامة علاقات رسمية، فيما أكد ترامب أن الرئيس الشرع أبدى استعدادًا لمناقشة التطبيع لاحقًا، لكنه أشار إلى أن الأمر “سيأخذ وقتًا”.