بعد أحداث دير الزور.. كيف يبدو مشروع “قسد” لتصفية الفصائل العربية في الجزيرة؟

داما بوست | جعفر مشهدية

ضمت ميليشيا “قسد” التابعة للاحتلال الأميركي تحت رايتها بعض الفصائل العربية لغاية نيل المشروعية في الجزيرة السورية، وضمان جانب الفصائل ذات البعد العربي والعشائري، لاحتوائها ضمن مشروعها الهادف إلى خدمة الاحتلال الأمريكي.

وبرز فصيلا “لواء ثوار الرقة” و”مجلس دير الزور العسكري” كأبرز الميليشيات العربية التي ساندت “قسد” وقاتلت في صفوفها، وساهمت بشكل كبير بتحقيق انتصارات “قسد” المزعومة ضد “داعش” الإرهابي.

وبعد انسحاب “داعش” من أماكن سيطرة “قسد” ودخول الميليشيا وسيطرتها على المناطق بدء يلوح في فلك الفصائل الكردية ضمن “قسد” حلم الانفصال المرتبط بتنفيذ أجندات الاحتلال الأميركي، الأمر الذي يحتاج إلى وحدة قرار لا تعكر صفوها أي تحركات عربية رافضة.

وعليه اتخذت قيادات “قسد” سيما المرتبطة مع عصابات “قنديل” كما يقول سكان الجزيرة، مخططاً لتصفية المكون العربي القوي ضمن صفوفها بناءً على حجج وأسباب واهية لا غاية منها سوى تحقيق مخطط احتلال الجزيرة السورية دون وجود أي صوت مناوئ، وعليه بدأ النهج بعمليات التجنيد القسري والاعتقالات، ولم ينته بمداهمة المنازل والإساءات، بل وصل إلى مرحلة إشهار السلاح ومحاولة فرض السطوة بالقوة.

 

“لواء ثوار الرقة”

تبع ما يسمى “لواء ثوار الرقة” بداية تشكله ميليشيا ما يسمى “الجيش السوري الحر” الإرهابي، ومع انطلاق مشروع ميليشيا “قسد” التحق “اللواء” وقائده المدعو “أحمد علوش” في صفوفه، وكانت العلاقة بين الطرفين على أفضل حال خلال مجابهة “قسد” وفصائلها لتنظيم “داعش” الإرهابي.

وبرز “لواء ثوار الرقة” خلال معارك استعادة المحافظة من تنظيم “داعش” وتلقى تأييد المليشيا والاحتلال الأميركي، وبعد تحرير الرقة من التنظيم الإرهابي بدأت المناوشات بين “اللواء” و”قسد” بسبب رغبة الأخيرة إدارة الرقة منفردةً وتتبيعها لمشروع “الإدارة الذاتية” الأمر الذي رفضه “اللواء”.

وأطلقت “قسد” في حزيران 2018 عملية أمنية ضد “لواء ثوار الرقة” اعتقلت خلالها أكثر من 300 عنصر وعممت أسماء باقي العناصر على حواجزها في عموم الجزيرة، جميعهم من أبناء العشائر العربية وعلى رأسهم متزعم اللواء “علوش” ووضعته تحت الإقامة الجبرية حتى تدخل الوسطاء في 2020 والإفراج عنه بعد ضمان “قسد” إنهاء التشكيل.

 

“مجلس دير الزور العسكري”

ظهر “المجلس” في عام 2016 مكوناً من أبناء العشائر العربي كالعكيدات، والبكارة، وجبور، والمشاهدة، والبوشعبان، حيث كانت البداية على شكل مجموعات صغيرة في الشدادي جنوب الحسكة، ثم بدء المجلس باستقطاب أبناء العشائر الفارين والكارهين لتنظيم “داعش” في عموم شمال وشرق سورية.

وانضم “المجلس” لاحقاً لصفوف ميليشيا “قسد”، وانخرط معها في المعارك ضد “داعش” في دير الزور، حيث شكل الثقل الأهم خلالها، ليتمركز في المحافظة منذ تحريرها ويدير شؤونها تابعاً لـ “قسد” وبزعامة المدعو “أحمد الخبيل / أبو خولة”.

ورويداً رويداً بدأت الخلافات تظهر بين “المجلس” و”قسد”، استناداً إلى رفض “المجلس” لتدخلات “قسد” ومحاولاتها إقصاء العشائر العربية من واجهة المشهد بعد التخلص من “داعش”، وتعمقت هذه الخلافات قيام “أبو خولة” بعقد لقاءات مع الاحتلال الأميركي وذلك دون التنسيق مع قيادة “قسد”.

الأمر الذي اعتبرته المليشيا محاولة تمرد من “المجلس” عبر التقرب من واشنطن، ما فتح باب الاشتباكات بين الطرفين على مصراعيه، وعلى مدار أكثر من شهر تحولت ساحات دير الزور لأماكن تماس بين “قسد” و”المجلس”، حتى نفذت “قسد” عملية أمنية بحجة القضاء على “داعش”، لكن الهدف السري هو القضاء على “المجلس”، حيث تم اعتقال قياداته ومنهم “أبو خولة”.

 

فصائل ذابت ولم تُحل

ضمت “قسد” في صفوفها عدة فصائل عربية من فتات ما يسمى ميليشيا “الجيش الحر” الإرهابية مثل “جيش الثوار” الذي تأسس عام 2015 ثم انضم لاحقاً إلى “قسد” وذاب بين صفوفها، حاله حال كتائب “شمس الشمال” التي تأسست 2014 شرق حلب، ثم التحقت بـ “قسد” ولم يبقى منها سوى موقعها الإلكتروني.

وعبر لواء “أويس القرني” بين عدة فصائل وميليشيات، حيث تنقل بين ميليشيا “الجيش الحر”، ثم التحق بصفوف “داعش” الإرهابي، وفي النهاية وصل إلى عضوية “قسد”، حيث التحق بها ما تبقى من عناصر هربوا من بطش “داعش”.

وبناء على كل ما سبق، وبعيداً عن أي تحليل سياسي بل استناداً إلى وقائع مؤكدة في سياقات تاريخية واجتماعية يعرفها جميع سكان الجزيرة، يبدو جلياً رغبة ميليشيا “قسد” باقتلاع المكون العربي من الجزيرة السورية وإجراء تغيير ديمغرافي يستهدف كل من لا يحني الرأس، ولأهداف معروفة أهمها ضمان استمرار الدعم الأمريكي والانخراط بشكل أكبر بمشروع الانفصال أو التوسع بما يخدم مقتضيات الأهداف الأمريكية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار
وزير التجارة ‏الداخلية: مخزون القمح يكفي لأكثر من ‏عام.. التشدد باتخاذ أقصى العقوبات ‏للمحتكرين استقرار سعر غرام الذهب في السوق المحلي استقرار أسعار النفط قبل اجتماع "أوبك+" من واشنطن.. الملك عبدالله الثاني يؤكد رفضه كل ما يهدد أمن واستقرار سوريا ريال مدريد يتكبد الهزيمة الثانية في الليغا الحرارة حول معدلاتها وأمطار محلية خفيفة متوقعة على بعض المناطق أبرز المباريات العربية والعالمية اليوم الخميس في اليوم الـ426 للعدوان.. حملة اعتقالات واسعة تطال نابلس ليفربول يتعثر أمام نيوكاسل.. والسيتي يستعيد ذاكرة الانتصارات وزير الخارجية المصري يؤكد في محادثات مع نظيريه الإيراني والأميركي وقوف بلاده إلى جانب سوريا كوريا الديمقراطية تؤكد دعمها وتضامنها الكاملين مع سوريا تونس تندد بالهجمات الإرهابية شمال سوريا بضغط عشائري.. "قسد" تسمح للوافدين العرب بالدخول لمناطقها مصدر في وزارة الكهرباء يبين الوضع الكهربائي في محافظة حلب بعد دخول الإرهابيين إليها وزير الخارجية لـ قائد قوة الأمم المتحدة بالجولان: نرفض الإجراءات غير القانونية للاحتلال المالكي يدعو للوقوف مع سوريا بوجه الإرهاب: سقوطها يعني استباحة المنطقة بأكملها "السادة المعامرة الأشراف" بالحسكة: الالتفاف حول الجيش في حربه ضد المجاميع الإرهابية مجلس الشعب يقر مشروع قانون موازنة 2025 قوائم لاهاي السوداء وشبح الاعتقال يطاردان جنود الاحتلال وقادتهم عضو المكتب التنفيذي بريف دمشق لداما بوست: حوالي 40 ألف وافد من حلب وحماة السـورية للطيران: معالجة كافة تذاكر سفر الوافدين من محافظة حلب بكل مرونة مدير النقل الطرقي يتحدث لـ "داما بوست" عن الاجراءات التي تم اتخاذها فيما يتعلق بنقل حلب عشائر دير الزور برسالة للتحالف الأميركي: لسنا تنظيم "داعش".. وسنتعامل مع أي معتد مصدر في وزارة التموين لـ "داما بوست": المخابز تعمل بكامل طاقتها في جميع المناطق دون الحاجة لأوراق ثبوتية.. التربية والتعليم العالي: يمكن للطلبة الوافدين من حلب الالتحاق بالمدارس وا...