تخلله ضحايا مدنيين.. تصعيد عنيف بين “قسد” وفصائل أنقرة على جبهات شمال شرق حلب

داما بوست- خاص| شهدت محاور ريف حلب الشمالي الشرقي مساء أمس، تصعيداً لافتاً غير مسبوق منذ عدة أشهر، إثر سلسلة من الهجمات العنيفة التي نفذتها “قوات سوريا الديمقراطية” من مناطق سيطرتها في منبج باتجاه مواقع فصائل أنقرة على أطراف منطقة الباب، تزامناً مع قصف مدفعي متبادل بين الجانبين.

وبدأ التصعيد بين الجانبين إبان تنفيذ مسلحي “قسد” قصفاً مدفعياً عنيفاً باتجاه مدينة الباب الخاضعة لسيطرة أنقرة وفصائلها، انطلاقاً من مواقعهم على الأطراف الشمالية والغربية من منطقة منبج، الأمر الذي تسبب بإصابة عدد من مسلحي فصائل أنقرة، إضافة إلى استشهاد وإصابة ما يزيد عن /15/ مدنياً، وإلحاق أضرار مادية سواء بمقرات الفصائل أو بمنازل الأهالي القاطنين في المدينة.

وبعد ساعات قليلة من تنفيذهم القصف المدفعي، بادر مسلحو “قسد” إلى تنفيذ هجمات برية واسعة النطاق باتجاه النقاط المتقدمة لفصائل أنقرة على محاور قرى “العجمي” و”البويهيج” و”البوغاز” و”القاوقلي”، بالتزامن مع تجديدهم القصف المدفعي على نقاط الفصائل كغطاء لهجومهم، ليتمكنوا من الوصول إلى عدة نقاط متقدمة، ويسيطروا عليها بعد اضطرار مسلحي فصائل أنقرة للانسحاب والتراجع تحت ضغط الهجوم، وفق ما أفادت به مصادر ميدانية لـ “داما بوست”.

وفي أعقاب التقدم السريع لـ “قسد” وما سببه من صدمة وتشتت بين صفوف فصائل أنقرة، استنفرت مختلف الفصائل المنضوية تحت لواء “الجيش الوطني” الموالي لتركيا أعداداً كبيرة من مسلحيها، ليبدأ تدفق التعزيزات تباعاً نحو محاور الهجوم والنقاط التي سيطرت عليها “قسد”، وسط ارتفاع غير مسبوق لوتيرة الاشتباكات التي استمرت إلى حلول منتصف الليلة الماضية.

ومكّنت التعزيزات العسكرية الكبيرة والغطاء المدفعي الكثيف الذي أمّنته قواعد أنقرة المتمركزة في ريف منطقة الباب، مسلحي فصائل أنقرة من استعادة النقاط التي خسروها خلال هجوم “قسد”، وفق ما أكدته المصادر لـ “داما بوست”، حيث اضطر مسلحو “قسد” للانسحاب من تلك النقاط تحت وطأة الهجمات العكسية والضربات المدفعية العنيفة، لتعود خارطة السيطرة في المنطقة بالنتيجة إلى ما كانت عليه قبل بدء الهجوم.

وحول حصيلة القتلى والجرحى التي أسفرت عنها الاشتباكات، أشارت المصادر إلى سقوط ما يزيد عن /30/ من مسلحي فصائل أنقرة بين قتيل ومصاب، عدا عن الخسائر المادية الكبيرة المتمثلة في الآليات العسكرية والمدافع والذخائر التي نجح مسلحو “قسد” في تدميرها، بينما اقتصرت خسائر الأخيرة على نحو /15/ مصاباً تم نقلهم إلى مشفى مدينة منبج لتلقي العلاج.

صباح اليوم حمل في جعبته استمراراً في التصعيد على الجبهة الشمالية الشرقية من ريف حلب، حيث بادرت القوات التركية ومسلحو الفصائل الموالية لها، إلى تنفيذ عمليات قصف مدفعي واسعة استهدفت القرى الآهلة بالسكان على أطراف منطقة منبج، وشمل القصف كلاً من قرى “القاوقلي”، “الصيادة”، “البوغاز”، “الصيادة”، “الدندنية”، “عرب حسن”، “أم عدسة”، “الفارات”، “جبل الحمرا”، و”السنارة”، ما تسبب بخسائر مادية كبيرة لحقت بممتلكات الأهالي وأراضيهم الزراعية، دون ورود أي معلومات مؤكدة حول حصيلة الخسائر البشرية.

في سياق متصل، نفذت قوات الاحتلال التركي المتمركزة بريف منطقة أعزاز مساء أمس، اعتداءات مكثفة نحو المناطق الآمنة في الجزء الغربي من ريف حلب الشمالي، عبر عدد كبير من القذائف المدفعية التي خلفت خسائر بشرية ومادية كبيرة بين صفوف المدنيين.

وتركزت اعتداءات القوات التركية، باتجاه مدينة تل رفعت المكتظة بالمدنيين، وقريتي “حليصة” و”حربل”، ما تسبب باستشهاد مدني وإصابة /7/ آخرين بينهم أطفال، بجروح بليغة استدعت نقلهم إلى مشفى قرية “فافين” لتلقي العلاج، فيما تعرضت عدة منازل للتدمير بشكل شبه كامل جراء القذائف.

ويعد تصعيد الليلة الماضية، الأعنف من نوعه الذي تشهده جبهات ريف حلب الشمالي الشرقي بين “قسد” وفصائل أنقرة منذ أكثر من /6/ أشهر، اقتصرت المجريات الميدانية خلالها على القصف بعيد المدى وخاصة من القواعد العسكرية التركية نحو قرى شمال منبج، إضافة إلى هجمات برية محدودة تبادل الجانبان تنفيذها دون أن تسفر عن أي نتائج تذكر.

اقرأ أيضاً: تزامناً مع استقدامها تعزيزات جديدة.. قوات أنقرة توسّع قصفها باتجاه مناطق شمال حلب