يحاول المجتمع الأهلي في سورية لعب دور مساند لتخفيف الضغط والأعباء عن الناس، في ظل ضعف الخدمات المقدمة، من خلال إقامة المبادرات التي تسعى لمساعدة الأهالي وتخفيف الأعباء عنهم، من تجهيزات المدارس إلى الألبسة الشتوية وغيرها الكثير، وفي إحدى بلدات محافظة حماة انطلقت أمس الجمعة، مبادرة تعتبر الأولى من نوعها لمد خط كهرباء معفى من التقنين وإيصاله بمشروع مياه الشرب المغذي للمنطقة.
وعانت “طيبة الإمام” في ريف حماة منذ 5 أو 6 سنوات، من سوء توصيل مياه الشرب إلى المنازل نتيجة انقطاع التيار الكهربائي، الأمر الذي انعكس على الأهالي بزيادة تكاليفهم وصعوبة تأمين مياه للشرب خصوصاً في ظل ارتفاع درجات التي تشهدها البلاد في الفترة الأخيرة، وبحسب حديث مختار القرية سمير عبد الرحمن لـ “داما بوست”.. فإن “عدد السكان يتراوح بين 35 و40 ألف نسمة، والزراعة في هذه المنطقة لم تتأثر بشكل مباشر لاعتماد السكان على الآبار الارتوازية”.
وعن المبادرة، تحدث رئيس لجنة العمل الشعبي محمد الأسعد لـ “داما بوست”.. “عانت القرية من عطش شديد بسبب نقص في مياه الشرب، إضافة لوصول نقلة “صهريج” المياه إلى 80 ألف ليرة، وانطلاقاً من هذه المعاناة تم تشكيل لجنة اجتمعت مع وجهاء القرية وقدّمت طلباً للمحافظة بالحاجة إلى عمل شعبي وطلب بإنشاء مبادرة شعبية وتمت الموافقة عليه”.
وأكمل “الأسعد”.. “بلغت قيمة تنفيذ المشروع مليار و400 مليون ليرة، وحتى الآن قمنا بجمع 400 مليون ليرة، وسنبدأ بتنفيذ المشروع حال توفر المبلغ المطلوب، علماً أنه سيقوم متعهد بتنفيذه بوجود متطوعين من القرية، وأن وزارة الكهرباء ستقدم لنا التسهيلات الممكنة في حال توفر المبلغ المطلوب للتنفيذ”.
فيما تحدث منسق عمل اللجنة وأحد المتبرعين حسين طه لـ “داما بوست” قائلاً.. “في الأمس كان الإقبال على المشروع رهيباً، لدرجة أن الأطفال قاموا بالتبرع “بخرجياتهم” فالموضوع الخدمي شكل هاجساً بالنسبة للأهالي الموجودين في المنطقة لما كان فيه من معاناة، مؤكداً أن هذا المشروع سيخفف من ضغط التكلفة على الحكومة في هذا الشأن، وأن المبادرة مستمرة لثلاثة أيام انطلاقاً من الأمس، مؤكداً أن تعاون الناس مع بعضها البعض، شكل حافزاً للقيام بمبادرات أخرى في المنطقة، للنهوض بالمستوى الخدمي والمعيشي”.