أكد د.نضال جوني أستاذ الجيوفيزياء والرئيس السابق لقسم علم الزلازل في المعهد العالي للبحوث والدراسات الزلزالية في جامعة دمشق، أن الأحداث الزلزالية في منطقة حماة وعلى الأخص شرق المدينة باتجاه سلمية كانت متتالية وشكلت سرباً من الهزات.
وقال د.جوني لـ”داما بوست”: “كان لابد من زلزال الذروة وربما الهزة بقدر 5.3 حسب بعض المصادر واختلاف مصادر أخرى لتحديد القدر الصحيح، وأعتقد أنه لو كان الزلزال فوق 5 درجات وعلى هذا العمق لكانت الآثار الناتجة أكبر، فهناك مشكلة إما بالقدر أو بالعمق”.
وتابع: “مهما يكن فإن هذا النشاط متوقع تماماً، ولا يخرج عن طبيعة النشاط التكتوني في المنطقة، ودون الاختباء وراء إصبعنا، فنحن في منطقة ذات نشاط زلزالي وتاريخ زلزالي، وحدوث زلازل أمر ممكن ويحدث”.
وأضاف: “أعتقد أن المنطقة وخاصة على صدع مصياف والتفرعات يوجد فيها تراكم إجهادات قد تصل إلى زلزال في المنظور المتوسط يتجاوز 6 درجات، من دون تحديد مكان وزمن الحدث لأن ذلك غير ممكن”.
واعتقد د. جوني أن الإجهادات ستنتقل حسب رؤيا خاصة ومراقبة تجوالها حول وداخل الصفيحة العربية والصفائح المجاورة، وذلك بالنظر إلى وضع المنطقة والنشاط المتزايد.
وأضاف: “كما ذكرت فإن النشاط الزلزالي في منطقتنا لا مفر منه سوى بإجراءات السلامة والأمان في الأبدان والمساكن”.
وبين الدكتور أن المناطق الأكثر عرضة للزلزال هي الواقعة على أو بالقرب من صدع البحر الميت من جنوب إلى شمال سوريا، التقاء من صدع شرق الأناضول وفالق اللاذقية كيلس”.
ولفت “جوني” إلى أن أغلب المباني في سوريا غير مصممة لأن تكون مقاومة للزلازل، حيث أن الكود الزلزالي للبناء وضع عام 2007 وتم تبنيه من قبل نقابة المهندسين لكن الالتزام كان ضعيفاً، مشيراً إلى أن العشوائيات منتشرة بكثرة في نطاق المدن، وبنيتها ضعيفة جداً، لذلك يجب الإنتباه إلى جودة المسكن ومدى صلاحيته وهل هو مقاوم للزلازل أو لا.
يذكر أن محطات الرصد في المركز الوطني للزلازل سجلت 14 هزة ليوم الاثنين ولغاية الساعة الثامنة صباح الثلاثاء، منها 13 هزة شرق مدينة حماة.
وأفاد المركز الوطني للزلازل بأنه سبق وأن نوّه بتاريخ 18 أيار 2023 لتغيّر ملحوظ في الزلزالية ضمن نطاق يمتد من جنوب مدينة طرطوس في البحر إلى تلكلخ إلى حماة وصولاً إلى السلمية، وأن احتمال حدوث الهزات الأقل من 5 درجات تقدر بـ30%.