داما بوست _ كاترين الطاس| انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام مؤخراً، أنباء متداولة حول إصدار مصرف سوريا المركزي فئات نقدية جديدة من فئة الـ 25 ألف والـ 50 ألف ليرة سورية وطرحها في الأسواق وسحب الفئات النقدية المهترئة.
مصدر خاص في مصرف سوريا المركزي (فضَّل عدم ذكر اسمه) أكد لـ “داما بوست” بأن كل ما يُشاع عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول إصدار فئات نقدية جديدة هو مجرد “إشاعات” والأمر منفي جملةً وتفصيلاً.
وأفاد المصدر ذاته بأنه لن يتم سحب الفئات النقدية القديمة من الأسواق وستبقى مطروحة للتداول بين المواطنين، لافتاً إلى أنه في حال قرر مصرف سوريا المركزي طرح فئات نقدية جديدة فسيتم الإعلان عن ذلك عبر الموقع الإلكتروني الرسمي للمصرف.
وتتعالى أصوات خبراء الاقتصاد مطالبين بطرح فئات نقدية جديدة في الأسواق وسحب الفئات القديمة التالفة مما يخفف العبء على المواطن الذي يضطر لحمل كميات كبيرة من الأوراق النقدية عند نزوله للأسواق لشراء حاجاته اليومية البسيطة، بعد أن فقدت العملة السورية قيمتها مقابل الدولار الأمريكي منذ بدء الحرب.
فأكد نائب عميد كلية الاقتصاد في جامعة دمشق د. إبراهيم عدي أنه “كي تكسب الحكومة المنتظرة ثقة المواطن بها يجب أن تظهر مبادرات تحسين الواقع الاقتصادي من خلال الانفتاح الاقتصادي، ومعالجة أمر عصر الصرف للعملة الأجنبية، والخطوة الأولى يجب أن تكون إصدار قطع نقد جديدة تبدأ بـ 50 ألفاً أو 100 ألف”، مشيراً إلى أنه قبل الأزمة السورية كانت فئة الألف ليرة أكبر قطعة نقدية وتساوي 20 دولاراً، واليوم التعامل مع العملة الورقية مشكلة كبيرة وخاصة فئة الـ 500 ليرة القديمة المهترئة.
ووافقه الرأي الخبير الاقتصادي د. عابد فضلية، حيث قال: “أصبح من الضروري طرح عملات نقدية كبيرة من فئة 25 ألفًا و50 ألفاً، وهذا الاقتراح من شأنه أن يحد من حالة التضخم في البلاد”، مؤكداً أن طرح فئات جديدة لن يؤدي إلى زيادة التضخم في حال سحب الفئات النقدية المهترئة بما يوازي الذي سيتم طرحه.
من جانبه، نوه الخبير الاقتصادي جورج خزام إلى أن هناك طبعتان من فئة الـ 500 ليرة واحدة قديمة والثانية جديدة، كما أن هناك طبعتان من فئة الألف ليرة قديمة وجديدة أيضاً، موضحاً أنه في حال قام مصرف سوريا المركزي بسحب كامل الإصدارات القديمة من فئتي الـ 500 والـ 1000 ليرة المتداولة منذ 26 عاماً، وقام بعد ذلك بطباعة ورقة نقدية جديدة من فئة 25 ألف ليرة تساوي مقدار ما تم سحبه من التداول دون زيادة، فإن ذلك لن يكون مؤثراً على التضخم النقدي.
ولفت خزام إلى أن مسألة طباعة ورقة نقدية من فئة 10 آلاف ليرة لن يكون أمراً مجدياً، مرجعاً ذلك إلى أن تكلفة طباعة الورقة النقدية يصل إلى 15 سنت أمريكي بموجب عوامل الأمان الموجودة فيها، أي أن كلفة طباعتها نحو ألفي ليرة سورية أي نسبة 20% من القيمة الاسمية للورقة النقدية، وهذا غير مفيد أو مجدي، “وفق تعبيره”.
يُشار إلى أنه في كانون الثاني من عام 2021، طرح مصرف سوريا المركزي أوراق نقدية جديدة من فئة 5 آلاف ليرة سورية للتداول في الأسواق، ونوه المصرف حينها بأن هذه الأوراق النقدية تتمتع كسابقاتها بمزايا أمنية عالية يصعب تزويرها أو تزييفها، ويسهل تمييزها.. علماً أن ورقة الـ 5 آلاف ليرة هي أعلى فئة نقدية في البلاد حتى الآن..