الغرب يدعم تأجيج حرب شاملة.. وحزب الله شلّ حركة “إسرائيل” في الجو وعلى الأرض

داما بوست- خاص

لعبت الكثير من الدول أدواراً سلبية وعدائية ضد المنطقة خصوصاً تجاه ما يحدث اليوم في غزة من حرب على الإنسان ترقى إلى إبادة جماعية لمجتمع مدني معظمه من الأطفال والنساء والشيوخ، كم أن ما يشهده الشمال من غطرسة صهيونية واغتيالات ترد عليها ماكينة حزب الله العسكرية بقوة، يحظى بتأجيج من دول غربية وتشجيع من قبلها لاستدامة الفوضى في المنطقة، كما هو الحال مع كندا وغيرها من دول تساند كيان الاحتلال.

الإبادة الجماعية التي ترتكبها “إسرائيل” في غزة، تدفع الشرق الأوسط والعالم نحو مزيد من زعزعة الاستقرار، وحالياً قد تؤدي الحرب الشاملة بين حزب الله و”إسرائيل” إلى مزيد من الفوضى، وهذا أمر يخشاه الاحتلال، لكنه يحظى برغبة غربية عارمة في رؤية المنطقة الشرق أوسطية كتلة من اللهب لا نهاية لها.

ومنذ عملية طوفان الأقصى وحالة الحرب بين حماس و”إسرائيل” في 7 تشرين الأول الماضي،مستمرة، وأصبحت الاشتباكات العسكرية بين حزب الله اللبناني المقاوم والاحتلال تحدث بشكل شبه يومي، على طول الحدود اللبنانية في الشمال، وهو أمر يأتي من ناحية حزب الله إسناداً لمقاومة غزة في وجه حرب الاحتلال الظالمة المدعومة غربياً.

حزب الله استخدم لأول مرة في تاريخه صاروخاً مضاداً للطائرات لإجبار طائرة إسرائيلية على الانسحاب من المجال الجوي اللبناني، وقبل ظهوره كان إنجاز الدفاع الجوي الأكثر تقدماً لحزب الله هو إسقاط طائرة هليكوبتر إسرائيلية في حرب عام 2006 ، وهو أمر لا يتطلب أسلحة متقدمة.

إن امتلاك حزب الله اللبناني لتكنولوجيا أكثر تطوراً مضادة للطائرات يعني أن “إسرائيل” لن تتمكن من القيام بطلعات جوية فوق البلاد كما فعلت في السابق، فقد فرض حزب الله قيوداً ومعادلة، بل معادلات جديدة في السماء وعلى الأرض.

 وفي 18 حزيران الفائت، وسط تبادل الهجمات بين حزب الله اللبناني وجيش الاحتلال الإسرائيلي، أصدر حزب الله مقطع فيديو مدته 10 دقائق يظهر أن إحدى طائراته بدون طيار دخلت سراً إلى مدينة حيفا الشمالية، وانجرفت فوق مناطق مدنية، وحددت أهدافا عسكرية، ثم عادت إلى لبنان. وكانت الرسالة واضحة، حيث أثبت فيديو الطائرة بدون طيار لـ “إسرائيل” أن حزب الله لديه القدرة على التوغل في عمق أراضيها دون أن يتم اكتشافه، على الرغم من أن هذه كانت طائرة استطلاع بدون طيار، إلا أن احتمال وجود طائرة بدون طيار انتحارية أو طائرات بدون طيار تحمل رؤوساً حربية تحلق فوق حيفا له تأثير نفسي كبير لكل من المستوطنين في حيفا وجيش الاحتلال الإسرائيلي.

وفي اليوم التالي، صرح  الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن الحزب أعد بنكاً كاملاً من الأهداف في “إسرائيل” في حالة توسع الحرب، وبعد نشر ذلك الفيديو، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن الخطط العملياتية للهجوم على لبنان تمت الموافقة عليها، حتى أن وزير خارجية “إسرائيل”  كاتس قال إنهم يقتربون من تغيير قواعد اللعبة ضد حزب الله ولبنان في حرب شاملة، لكن كل ذلك لم يحدث.

“إسرائيل” تستعد لشن هجوم على لبنان، هي حقيقة، ولو استطاعت لفعلت لكن الحقيقة الأهم هي أن الحرب ضد حزب الله المقاوم من شأنها أن تخلق صراعاً متعدد الجبهات مع محور المقاومة القوي والمساند لجبهات المقاومة ضد كيان الاحتلال.

الغطرسة الإسرائيلية لجيش الاحتلال تتواصل، رغم عدم قدرته على هزيمة المقاومة في غزة، بالرغم من هجومه الوحشي على المدنيين، وتزايد قوة “حماس” بشكل أكبر مما كانت عليه في 7 تشرين أول الماضي، ومع كل ذلك قال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إنه يمكنهم “القتال على عدة جبهات”، وهذه كذبة كبيرة وقع نتنياهو في شراكها ولحقت بها الشتائم في داخل كيانه الذي يلفظه لضعفه وانكساره وكذبه.

 وقف الحرب في غزة من أجل عدم توسع نطاقها، من مصلحة الاحتلال لأن توسعة الحرب دمار كبير للكيان، حيث سبق للسيد حسن نصر الله أن قال في بداية العام “لو كان لدى الأميركيين عقل، لأدركوا جيداً أن أمن البحر الأحمر، وهدوء الجبهة مع لبنان، والوضع في العراق”، تعتمد على قضية واحدة وهي وقف العدوان على غزة.

وبعيداً عن إنهاء الإبادة الجماعية في غزة، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي هجماته الوحشية على القطاع المحاصر من الأرض في حين يحتفظ بالدعم العسكري والدبلوماسي من العديد من الدول الغربية، بما في ذلك كندا.

الدعم العسكري قدمه كندا لـ “إسرائيل” وكان ضمن ذلك انضمامها إلى ما يسمى عملية “حارس الازدهار” التي قادتها الولايات المتحدة، وهي مهمة فاشلة لإنهاء هجمات القوات المسلحة اليمنية على السفن المرتبطة بـ “إسرائيل” في البحر الأحمر، كما انتشر أفراد القوات المسلحة الكندية لدعم القصف الأمريكي البريطاني على اليمن، ولكن كل ذلك لم يفلح.

ووافقت كندا على عدد قياسي من مبيعات الأسلحة إلى “إسرائيل”، مع تسريع الموافقات بعد 7 تشرين الأول، وفقاً لمايكل بوكيرت، نائب رئيس منظمة كنديون من أجل العدالة والسلام في الشرق الأوسط الذي قال “يبدو الأمر كما لو أن كندا تعمل على تسريع عملية الترخيص بتصدير الأسلحة وسط حملة إبادة جماعية في غزة “، لتظل كندا مشاركاً نشطاً في الفظائع المرتكبة ضد غزة.

ولن ننسى كيف قمعت الشرطة الكندية كل المسيرات والمظاهرات المناهضة للإبادة الجماعية في فلسطين المحتلة، حيث عمدت الشرطة إلى استخدام أساليب قاسية؛ لتعطيل التنظيم المناهض للإبادة الجماعية، بما في ذلك المداهمات قبل الفجر، وخطف الناس في الشوارع، ومحاولة تحويل الأفراد المعتقلين إلى مخبرين، والظهور بشكل غير معلن في المحاضرات الجامعية، والاستفادة من على سنوات من مراقبة الحركات الناشطة.

وفي خضم الحرب على غزة والتي قد تمتد إلى حرب شاملة انطلاقاً من شمال لبنان، تعمل كندا بنشاط على تأجيج التوترات من خلال مشاركتها في الحرب على غزة ورفضها الضغط على “إسرائيل” لحملها على التراجع، وبدلاً من محاولة نزع فتيل الحرب والتي تتطلب الخطوة الأولى من كندا إنهاء مشاركتها في الإبادة الجماعية في غزة، تبدو كندا مرحبة باحتمال نشوب حرب أوسع نطاقاً وشمولية في المنطقة.

تابعونا على فيسبوك تلغرام تويتر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار
وزير التجارة ‏الداخلية: مخزون القمح يكفي لأكثر من ‏عام.. التشدد باتخاذ أقصى العقوبات ‏للمحتكرين استقرار سعر غرام الذهب في السوق المحلي استقرار أسعار النفط قبل اجتماع "أوبك+" من واشنطن.. الملك عبدالله الثاني يؤكد رفضه كل ما يهدد أمن واستقرار سوريا ريال مدريد يتكبد الهزيمة الثانية في الليغا الحرارة حول معدلاتها وأمطار محلية خفيفة متوقعة على بعض المناطق أبرز المباريات العربية والعالمية اليوم الخميس في اليوم الـ426 للعدوان.. حملة اعتقالات واسعة تطال نابلس ليفربول يتعثر أمام نيوكاسل.. والسيتي يستعيد ذاكرة الانتصارات وزير الخارجية المصري يؤكد في محادثات مع نظيريه الإيراني والأميركي وقوف بلاده إلى جانب سوريا كوريا الديمقراطية تؤكد دعمها وتضامنها الكاملين مع سوريا تونس تندد بالهجمات الإرهابية شمال سوريا بضغط عشائري.. "قسد" تسمح للوافدين العرب بالدخول لمناطقها مصدر في وزارة الكهرباء يبين الوضع الكهربائي في محافظة حلب بعد دخول الإرهابيين إليها وزير الخارجية لـ قائد قوة الأمم المتحدة بالجولان: نرفض الإجراءات غير القانونية للاحتلال المالكي يدعو للوقوف مع سوريا بوجه الإرهاب: سقوطها يعني استباحة المنطقة بأكملها "السادة المعامرة الأشراف" بالحسكة: الالتفاف حول الجيش في حربه ضد المجاميع الإرهابية مجلس الشعب يقر مشروع قانون موازنة 2025 قوائم لاهاي السوداء وشبح الاعتقال يطاردان جنود الاحتلال وقادتهم عضو المكتب التنفيذي بريف دمشق لداما بوست: حوالي 40 ألف وافد من حلب وحماة السـورية للطيران: معالجة كافة تذاكر سفر الوافدين من محافظة حلب بكل مرونة مدير النقل الطرقي يتحدث لـ "داما بوست" عن الاجراءات التي تم اتخاذها فيما يتعلق بنقل حلب عشائر دير الزور برسالة للتحالف الأميركي: لسنا تنظيم "داعش".. وسنتعامل مع أي معتد مصدر في وزارة التموين لـ "داما بوست": المخابز تعمل بكامل طاقتها في جميع المناطق دون الحاجة لأوراق ثبوتية.. التربية والتعليم العالي: يمكن للطلبة الوافدين من حلب الالتحاق بالمدارس وا...