توقعات بعودته للعمل قريباً.. صراع فصائل أنقرة يُغلق ممر “أبو الزندين” شمال شرق حلب بعد ساعات من افتتاحه
داما بوست- خاص| كما كان متوقعاً، لم تكد تمضي ساعات قليلة على إعادة افتتاح ممر “أبو الزندين” الرابط بين مناطق الدولة السورية، ومناطق سيطرة أنقرة وفصائلها شمال شرق حلب، حتى أغلقت أبواب الممر مجدداً إثر اشتباكات عنيفة فيما بين مسلحي فصائل تركيا الطامعين بإدارة الممر والاستفادة من عائداته المالية.
فبعد انتهاء كافة التجهيزات اللازمة لإعادة افتتاح الممر من قبل الدولة السورية، وتكليف القوات التركية لـ “فصيل الشرطة العسكرية” بإدارته من جانبها، بدأ بالفعل مرور الشاحنات التجارية عبر “أبو الزندين” صباح أمس الجمعة، إلا أن الحركة التجارية لم تستمر سوى لبضعة ساعات.
وعلى ما يبدو أن أنقرة لم تستطع كالعادة كبح جماح أطماع الفصائل الموالية لها، وكما هو الحال في المرات السابقة التي افتتح فيها الممر، سارعت باقي الفصائل الطامعة بتسلم إدارة الممر والتحكم في عائداته بدلاً من الشرطة العسكرية، إلى تحريك مسلحيها ومن يواليهم في منطقة الباب، وأرسلتهم تباعاً إلى ممر “أبو الزندين” للتظاهر ضد فتح الممر، تحت ذريعة رفض فتح أي ممرات تربط مناطقهم بمناطق الدولة السورية.
الذريعة الواهية من قبل المتظاهرين الوهميين، ما لبثت إلا قليلاً قبل أن تتكشف خيوطها، حيث لم يكد المتظاهرون يشعرون بفشل حركتهم، حتى كشفوا عن هوياتهم الحقيقية، وبادروا إلى إخراج الأسلحة والهجوم على مقر “الشرطة العسكرية”، وعملوا على تكسير وتخريب كافة “الكرافانات” والتجهيزات التي تم وضعها في الممر لتسهيل حركة مرور الشاحنات.
وتسبب الهجوم على الممر، في إصابة عدد من مسلحي “الشرطة العسكرية” المدربة تركياً، واضطرارهم إلى إخلاء مواقعهم في المَمر، بعد أن تم أسر عدد منهم، وليتبين لاحقاً أن جموع المتظاهرين الذين وصلوا للمر لم يكونوا سوى مسلحين تابعين لفصيل “حركة أحرار الشرقية” وبعض الفصائل الأخرى التابعة لتحالف “حركة التحرير والبناء” الطامعة بتسلم إدارة “أبو الزندين” والاستحواذ على عائداته المالية.
وإبان تلك الأحداث، سارعت قوات الشرطة التركية إلى إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة لفصيل “الشرطة العسكرية”، وسيّرت دوريات مكثفة أسفرت في محصلتها عن إلقاء القبض على عدد من المشاركين في الهجوم، تزامناً مع وصول دفعة كبيرة من مسلحي “الشرطة العسكرية” إلى مَمر “أبو الزندين” تمهيداً لإعادة فتحه واستكمال مرور الراغبين بالتنقل من خلاله، الأمر الذي من المتوقع حدوثه بالفعل خلال الساعات الأربعة وعشرين القادمة.
ويعدّ مَمر “أبو الزندين” من أهم الممرات الواصلة بين مناطق الدولة السورية والمناطق التي تحتلها أنقرة والفصائل الموالية لها في ريف حلب الشرقي، ويعتبر بمثابة شريان حيوي على الصعيد البشري والتجاري، حيث يعوّل الكثيرون من الأهالي العالقين في المناطق الخارجة عن السيطرة على المَمر، للتمكن من عودتهم مجدداً إلى منازلهم في مناطق الدولة السورية، أو القدوم إليها لأسباب صحية.