داما بوست – مارينا منصور| شكّل موضوع الوظائف الدراسية الجامعية عبئاً على الطلاب، ما دفعهم إلى اللجوء لشرائها جاهزة، في انتشار كبير لهذه الظاهرة إما عبر أشخاص فردية يكتبونها، أو عبر المكتبات، وبالطبع شعار هذه المرحلة “نعم للاستغلال”، إذ يكاد سعر الوظيفة يرتبط بسعر الصرف ويزداد معه!
“كل شي بحسابو”
أفاد أحد طلاب الجامعة الافتراضية السورية “الذي فضّل عدم ذكر اسمه” لشبكة “داما بوست”، أنه في الفصل الماضي سلّم جميع وظائفه لشخص كتبها بدلاً عنه.
وبيّن الطالب أن سعر الوظيفة يتراوح بين 125 ألف إلى 200 ألف، موضحاً أن السعر يختلف حسب العلامة المرغوبة، فإذا أراد الطالب علامة عالية بين الـ85 للـ90، يتراوح السعر من 175 إلى 200 ألف، أما إذا أراد علامة النجاح فقط أي بين الـ60 للـ70 مثلاً، فيتراوح السعر بين 125 إلى 150 ألف.
وحول وسيلة التواصل بين الطالب ومَن يكتب الوظيفة، أشار الطالب إلى أن هؤلاء الأشخاص يدخلون إلى “غروبات” الطلاب ويسوّقون لأنفسهم، أو يتعاملون مع مكتبات معينة.
وذكر الطالب أنه دفع مليون و300 ألف لأحدهم ليكتب له 8 وظائف، لافتاً إلى أن التعامل معه يكون على أساس “كل شي بحسابو”، وأن هذا العمل أصبح كغيره من المهن، “عادياً” على حسب تعبيره.
1 من 100 للوظائف المتشابهة أو المسروقة
وفي هذا الصدد، التقنيا أحد المدرّسين في برنامج نظم تكنولوجيا المعلومات في الجامعة الافتراضية السورية “فضّل عدم ذكر اسمه”، والذي أكد لـ”داما بوست” أن نظام الجامعة الافتراضية عالمي ومشابه لتجارب جامعات عالمية أخرى تدرّس “أونلاين” ومعترف بنظامها التدريسي، مبيناً أن طبيعة النظام التدريسي هي محاضرات “أونلاين”، ومشروع عملي خلال الفصل “الوظيفة”، بالإضافة إلى امتحان في مركز امتحاني.
وقال المدرس: “إن علامة الوظيفة أو العملي يتم وضعها من 100 لكن في المحصلة تثقّل من 20 أو 25”.
وأشار إلى أن المدرّس يضع نقاطاً في الوظيفة لكشف الطالب الذي يتابع المحاضرات معه خلال الفصل، إذ لن يتمكن الطالب غير المتابع من حلّها حتى لو اشتراها جاهزة، وهي إحدى الطرق التي يُكشف عبرها مَن اشترى الوظيفة.
وأضاف: “توجد العديد من الأدوات التي تكشف تشابه أو تطابق الوظائف، كالبرامج التي يوضع عليها ملفان وتكشف نسبة التطابق بينهما، وفي نظام الجامعة الوظيفة المسروقة أو المتشابهة تحصل على درجة 1 من 100، ما يعني حرمان الطالب من الامتحان، ورسوبه في المقرر”.
وذكر المدرّس أن الجامعة تعمل على مكافحة الأشخاص الذين يبيعون الوظائف للطلاب، لافتاً إلى أن هؤلاء الأشخاص يعملون عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر المكالمات الهاتفية بالاتفاق مع الطلاب على أجر الوظيفة، ويتم إرسال نص الوظائف لهم، وإذا عُرفت أسماؤهم تتخذ الجامعة إجراءات جدية بحقهم.
وحول تواطؤ بعض الأساتذة في الجامعة مع الطلاب بهذا الموضوع، لفت المدرّس إلى أن الموضوع يعود لضميرهم، وفي حال كشف هؤلاء الأشخاص يتخذ مدير البرنامج أو مدير الجامعة إجراءات بحقهم تصل للفصل.
ولدى سؤالنا إذا كانت الجامعة تفكر بإلغاء آلية “الوظائف” لتحد من ظاهرة شرائها، وتخفف العبء عن الطلاب، أشار المدرّس إلى أن طلاب الجامعة الافتراضية ليسوا من سوريا فقط بل يوجد طلاب من دول الخليج وغيرها تدرس في الجامعة وهذه الطريقة المتبعة لاحتساب علامة العملي لهم، وبرأيه فإن الجامعة يجب أن تكون حازمة وصارمة باتخاذ إجراءاتها في هذا الموضوع للحد منه، أما طرق وآليات الجامعة فهي عالمية وحتى مناهجها يتم تحديثها كل فترة، مؤكداً أن هذه هي ميزة الجامعة الافتراضية عن غيرها من الجامعات.