داما بوست علي خزنه| اختفت هدايا عيد الأم هذا العام بشكل كبير عن العام الفائت بسبب الأوضاع الإقتصادية الحالية التي تشهدها البلاد، الأمر الذي أوقف الغالبية عند شراء هدايا لأمهاتهم وإدخال الفرحة لقلوبهن.
يقول “طارق .ر” وهو موظف في القطاع العام، إن عطلة عيد الأم صادفت هذا العام في يوم الخميس وبالتالي شكلت قيداً له فلا مهرب من الذهاب إلى منزل والدته ومعايدتها، ولايوجد ذريعة للهرب بحجة ظروف العمل، لكنها تعلم حاله وأسرته وضيق الحال الذي يمر فيه.
يتاربع طارق في حديثه لـ”داما بوست” أنه في العام الفائت تمكن من شراء هدية عبارة عن بيجامة بقيمة 60 ألف ليرة، وقالب من الكاتو بسعر 50 ألف ليرة أيضاً، ولكن هذا العام لايمكن شراء أي هدية بسبب ارتفاع الأسعار المصحوب بارتفاع سعر صرف الدولار مقارنة بالعام الفائت.
وارتفعت أسعار الأدوات المنزلية والألبسة والتي عادة ماتقدم كهدية رمزية بمناسبة عيد الأم، فيما سجلت الأسواق ضعفاُ في حركة الإقبال على شراء الهدايا خلال اليومين الماضيين.
وأفاد “حسام” صاحب محل ألبسة في منطقة مزة شيخ سعد،لـ”داما بوست” أن حركة الأسواق ضعيفة مقارنة بالعام الماضي، حيث صادف عيد الأم هذا العام في شهر رمضان المبارك، وفي هذا الشهر تكون أولوية رب الأسرة تأمين مايلزم منزله من مواد غذائية وتموينية وغيرها، وبالتالي لايكون هناك إقبال على شراء هدايا عيد الأم.
فيما قالت “لين.س” لـ”داما بوست” وهي عاملة في القطاع الخاص أن راتبها لايكفي لشراء هدية بمناسبة عيد الأم، حيث أنها قامت باستطلاع أسعار لما يمكن أن تقوم بشرائه كهدية لوالدتها، حيث يتراوه سعر الكنزة النسائية مابين 100 ألف ليرة وتتجاوز 150 ألف ليرة سورية، والبيجاما تبدأ من 150 ألف ليرة وتتجاوز 300 ألف ليرة.
في عيد الأم الهدية بحاجة راتب كامل..و”الله يرحم أيام زمان”
تشهد مختلف أسواق دمشق ازدحاماً طفيفاً من قبل شبان وشابات يحاولون البحث بين واجهات المحال التجارية عن هدية إقتصادية تنال إعجاب والداتهم ولكن عيونهم تشاهد أسعار بحاجة لراتب كامل وفي غالب الأحيان تكون بحاجة راتبين.
وبإلقاء نظرة على الأسعار في أٍواق المدينة، نجد أن أسعار الحقائب وهي هدية مرغوبة لدى الأمهات تبدأ بسعر 80 ألف ليرة وقابلة للزيادة بضعف هذا الرقم وأكثر بحسب نوع الجلد المستخدم، أم البيجامات النسائية ذات النوع الجيد تبدأ بسعر 100 ألف ليرة وتصل إلى 400 ألف ليرة وذلك بحسب نوع القماش المستخدم في الصناعة والسوق إن كان في منطقة شعبية أو وسط العاصمة.
في حين تبدأ أسعار الجلابيات ذات القماشة الصيفية من 80 ألف ليرة وتتجاوز 200 ألف ليرة والسعر قابل للزيادة بحسب نوع القماش المستخدم والتطريز إن كان يديوياً أو عن طريق الآلة.
فيما وجد العديد من الباحثين عن الهدايا ضالتهم في أن تكون العيدية عبارة عن مشوار إلى أحد مقاهي المدينة، أو “مشوار” يتضمن شراء حلويات و”تغيير جو عن البيت”.
يستذكر رياض في حديثه لـ”داما بوست” أن الأعوام الماضية كان بمقدوره القيام بإحتفال لوالدته بمناسبة عيد الأم لكن الأحوال الإقتصادية وقفت هذا العام عائقاً أمام قيامه بشراء الهدية.
أمهات: الهدية رؤية أولادي بسلامة دائمة
تروي “خلود.د” ذات 45 عاماً لـ”داما بوست” أن ولدها عسكري في صفوف الجيش العربي السوري ولايمكنها أن تنتظر هدية منه فسماع صوته وهو بخير على إحدى جبهات القتال كافياً بأن يكون هدية جميلة في مثل هذا اليوم.
فيما تفتقد “رويدة.ع” في حديثها لـ”داما بوست” رؤية كافة أبنائها بجانبها بسبب سفر ثلاثة منهم إلى الخارج للعمل فيما بقيت بقربها إبنة واحدة، وتكون المعايدة في عيد الأم ضمن مكالمة على تطبيق المسنجر تجمع فيه أبناؤها.
أم “سوسن.ب” تقول لـ”داما بوست” أنها لم تنجب أولاد لكن لديها إبن من ضرتها المتوفية، فهو بعامله وكأنها والدته وتعبر طريقته في المعاملة على أنها أمه من أجمل المعايدات الدائمة التي تعيشها في حياتها.
فيما أجمعن الأمهات اللواتي إلتقاهن مراسل “داما بوست” في دمشق على أن رؤية الإبتسامة مرسومة على وجوه أبنائهن ورؤيتهم بخير وسلامة هي من أجمل المعايدات التي ينتظرنها.