داما بوست – خاص
قالت مصادر خاصة لـ “داما بوست” أن “قوات سوريا الديمقراطية“، وعبر ما تسميه بـ “الإدارة الذاتية”، أبلغت 15 منظمة تنشط في المنطقة الشرقية بإيقاف تراخيص عملها ضمن المناطق التي تسيطر عليها، فيما تعد مشروعاً لإخطار 85 منظمة أخرى بذات القرار خلال الأيام القليلة القادمة.
حسب المعلومات التي حصل عليها “داما بوست”، فإن القرار مستند إلى حجة “عدم تقديم المنظمات لخطط وبرامج إنمائية مستدامة”، في المحافظات الشرقية، علماً أن كامل المنظمات والمؤسسات التي دخلت الأراضي السورية بصورة شرعية أو غير شرعية وتنشط في المحافظات الشرقية، بما في ذلك المنظمات الأممية تقدم دعماً لا محدوداً للمؤسسات التابعة لـ “قسد”، خاصة في مجالات التعليم والصحة، التي تتباين مستويات الخدمات المقدمة فيها من منطقة إلى أخرى حسب سياسات “قسد” القائمة أساساً على التمييز العنصري، فالمناطق التي تقع بالقرب من الحدود مع تركيا وتسمى بـ “مناطق الحاضنة الشعبية لـ “قسد”، لكون غالبية سكانها من الكرد، تحظى بخدمات مستمرة، فيما تشهد المشافي الواقعة في بقية المناطق من محافظة الحسكة والرقة ودير الزور، نقصاً في الكوادر الطبية والأدوية والمعدات.
وتشير المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن “قسد” تفرض ضريبة بمقدار 20% على رواتب الموظفين السوريين ضمن المنظمات والمؤسسات النشطة في المنطقة الشرقية، أياً كان حجم هذا الدخل، وتعتبر “قسد”، أن التعاقد من قبل السيارات وصهاريج نقل المياه مع المؤسسات يعد خاضعاً لقانون الضريبة المشار إليه، علما أن المبالغ المالية التي يتم تحصيلها من قبل “قسد”، تنقل إلى خزائن الإدارة الذاتية في القامشلي.
السبب الأساس في الموقف الذي اتخذته “قسد” حيال المؤسسات الإنسانية النشطة في المنطقة، جاء نتيجة لنقل ما يزيد عن 80% من المساعدات التي تدخل إلى محافظة الحسكة إلى “مخيم الهول”، الذي يعيش فيه أكثر من 51 ألف شخص، غالبيتم من المرتبطين بتنظيم “داعش”، وتعتبر “قسد”، أن الأمر لا يتناسب مع سياساتها التي تحتاج للمزيد من الدعم المالي واللوجستي في مجالات الخدمات وتقديم المساعدات للمخيمات المسكونة من قبل نازحين من مناطق احتلتها القوات التركية في تشرين الأول من العام 2019.
المصادر تقول أن “قسد” نفسها تمنع تفكيك المخيمات التي يسكنها المدنيين، وذلك لضمان استجرار المساعدات، حيث تقول المصادر أن مخيمات “العريشة”، جنوب الحسكة، و”أم مدفع – أبو خشب”، بريف دير الزور الجنوبي الشرقي، لم يعد هناك حاجة لها، إلا أن “قسد” تمنع قاطنيها من العودة إلى مناطقهم التي خرجت من دائرة الصراع المفترض مع تنظيم “داعش” شرق نهر الفرات، كما إن مخيم “التوينة”، الواقع بريف محافظة الحسكة الغربي، والذي يقطنه نازحون من مدينة “رأس العين”، المحتلة من قبل تركيا، يقطنه حاليا أشخاص أبدو رغبتهم بالدخول إلى مدينة الحسكة أو القرى التابعة لها والسكن فيها بكونهم من سكان المحافظة أساسا، إلا أن “قسد” منعت ذلك لأسباب سياسية حيث تستثمر معاناة السكان في الضغط الإعلامي على النظام التركي، علماً أن هذا الضغط لا يلقى أذناً صاغية من قبل أي طرف منذ أربع سنوات.