داما بوست-خاص
ينوي الاحتلال الصهيوني اغتيال رفح وكتابة فصل جديد من سيناريو الدم في الأراضي الفلسطينية عنوانه رفح، بعد خمسة أشهر من الحرب والتدمير على القطاع والتي كانت كافية لتوضح الصورة الهمجية للمحتل عند الجميع، وأن نصف مليار نسمة من العرب يتفرجون على ما يحصل في غزة، والمحافل الدولية خالية من المناصرين إلا ما قل وندر كجنوب أفريقيا التي تحارب أمام محكمة العدل الدولية لانتزاع أي قرار يوقف العدوان الصهيوني على فلسطين.
وهذه الحرب نفهم منها أن “إسرائيل” تقول وتفعل، وهي كالضبع الجريح بعد أن مسحت المقاومة الفلسطينية بجنودها أرض الميدان، فقد قالت “إسرائيل” إنها سوف تمسح قطاع غزة مسحاً وفعلت، وقالت إنها ستقطع الماء والغذاء والدواء والهواء عن غزة وفعلت، وقالت إنها ستمنع العرب والعالم عن إدخال أية مساعدات إنسانية للقطاع وأطفاله وفعلت، وقالت إنها سوف تقتحم المستشفيات وتقتل كل من يتحرك وفعلت، من قبل واليوم تداول عدد من رواد مختلف منصات التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو، توثّق لمُحاصرة جيش الاحتلال الإسرائيلي، مستشفى ناصر الطبي بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، وطلب الاحتلال من النازحين داخله إخلاءه، وبالصوت والصورة، جيش الاحتلال حاصر المستشفى وأطلق النار على النازحين، لإخراجهم من المستشفى على الفور.
ويتواجد عدد من الشهداء والمصابين في محيط المستشفى، حيث يصعب على الطواقم الطبية نقلهم، بسبب إطلاق جيش الاحتلال النار بشكل كثيف، ولو استطاعت “إسرائيل” أن تضرب غزة بالسلاح النووي لما توانت وهي بالغفعل ضربه بما يعادل عدة قنابل نووية لتنتقم ليوم السابع من تشرين حين أذلتها المقاومة الفلسطينية.
اغتيال رفح.. سينايو فضيع لو تحقق
نعم فصل جديد وسيناريو أكثر فظاعة ووحشية بدأته قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، في إطار مخططها الإجرامي لإبادة الفلسطينيين وتهجير أولئك الذين نجوا من جرائمها قسراً كما تؤكد الوقائع ومجريات الأحداث، وحتى الغرب بات يؤكد ذلك وتكتب أقلام مثقفيه وإعلامييه على صفحات الإعلام ومتوت الكتب ما يدل على فهم الغرب لطبيعة الكيان التدميرية.
الكاتب الأمريكي أندريه ديمون أشار في سياق تقرير نشره موقع وورلد سوشاليست الأمريكي إلى أن “إسرائيل” انتقلت إلى تنفيذ مرحلة جديدة في خطتها المعدة منذ عقود طويلة لجعل غزة أرضاً مدمرة لا يمكن العيش فيها وقتل أو طرد أهلها والتنكيل بهم أينما توجهوا فبعد إجبارها سكان شمال القطاع المحاصر على الرحيل إلى خان يونس هرباً من جرائمها وقصفها المتواصل على غزة بدأت قوات الاحتلال باستهداف خان يونس بعمليات قصف مكثفة مرتكبة أبشع الجرائم بحق المدنيين الأبرياء لتنتقل الآن إلى مدينة رفح التي لجأ إليها عدد كبير من أهالي غزة.
هذا هو مخطط “إسرائيل” الرئيس والواضح والمعد سابقاً وفقاً لـ “ديمون” فهدف الاحتلال هو التنكيل بالفلسطينيين وقتل أكبر عدد ممكن من أهالي غزة وتهجير من تبقى خارج فلسطين المحتلة وكل هذه الجرائم تحدث أمام مرأى العالم وبمباركة ودعم من الولايات المتحدة وأوروبا الشركاء الرئيسيين في هذه الإبادة الجماعية.
ديمون أشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تدمر بشكل ممنهج جميع المباني والبنى التحتية المتبقية في أنحاء قطاع غزة معلنة بشكل واضح خططها للتطهير العرقي والإبادة الجماعية في مدينة رفح وعلى غرار ما ارتكبته من جرائم في غزة فإنها ستلاحق من تبقى من الفلسطينيين بدعم من الإدارة الأمريكية التي كلما زادت بشاعة جرائم الاحتلال زاد دعمها للكيان الصهيوني.
قد تكون رفح آخر ما تبقى من اختبار للعرب وهي ليست مجرد مدينة، ولا مكان يتجمّع فيه نحو مليوني نازح، هي ما تبقى من كرامة عربية، ويجب التحرك سريعاً لكبح العدوان عنها وعن غزة وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة.