داما بوست – الإعلامي: جمال ظريفة
شكل العدوان الأمريكي الأخير على سوريا والعراق، بداية النهاية للوجود الأمريكي في المنطقة، وسط استنكار عراقي واسع ومن جميع الأطراف
السياسية وصل إلى حد إعلان الحداد العام من قبل الحكومة، في مؤشر على أن من يتم استهدافه هو القوات العراقية وليست فئات منفلتة من عقالها،
وأن الحشد الشعبي هو جزء من تلك القوات، ويأتمر بأمر القائد العام للقوات العراقية وينفذ أوامره.
العدوان ليس غريباً على واشنطن، لا في شكله ولا حجمه ولا توقيته، فهي منخرطة في العدوان على غزة، ومعظم الأسلحة المستخدمة في قتل الشعب
الفلسطيني، هي أمريكية الصنع، وتأتي على شكل مساعدات عسكرية لضمان تفوق “إسرائيل” العسكري في المنطقة.
وهذا العدوان ليس جديداً على سوريا أيضاً، فقد زجت الولايات المتحدة وعلى اختلاف إداراتها جهودها لتدمير سورية قبل ذلك، وما زالت، ودعمت
الإرهابيين الذين أطلقتهم من معتقل أبو غريب في العراق إبان الغزو الأمريكي له برعاية بول بريمر واعتراف هيلاري كلينتون بعدما تركت وزارة
الخارجية الأمريكية.
وبعدها دخلت واشنطن سورية تحت مسمى “قوات التحالف الدولي” وقصفت مواقع كثيرة ومنها جسر دير الزور.
صحف أمريكية عدة أوردت في تقارير قبل عدوان الجمعة الماضي أن هيبة أمريكا اهتزت في المنطقة، وأن عليها إثبات وجودها بعمل ما، فما كان منها
إلا قصف مناطق مأهولة في دير الزور والأنبار العراقية ارتقى خلاله شهداء من مدنيين وعسكريين، إضافة لجرح عدد كبير منهم.
خطوة أمريكية متوقعة لكن اللافت للانتباه هو الانخراط الأردني في هذا العمل العدواني ضد دولتين شقيقتين هما سوريا والعراق، وفيما أكد مسؤول
أمريكي رفيع ل/سي إن إن/ أن “الأردن يشارك في العمليات ضد أهداف لميليشيات مدعومة من إيران نفى الجيش الأردني المشاركة في الغارات على
العراق.
ونشرت قناة “المملكة” الأردنية الرسمية تصريحات لمصدر عسكري مسؤول في الجيش الأردني، قال فيها: “سلاح الجو الملكي الأردني لم يشارك في
الغارات الجوية التي نفذتها القوات الجوية الأميركية داخل الأراضي العراقية”.
لكن هذا النفي هو حقيقة أم تضليل، فقد نفى بيان مماثل وجود قاعدة أمريكية في الأردن قبل ذلك، الأمر الذي فضحته المقاومة العراقية
باستهداف تلك القاعدة شمال شرق الأردن وراح ضحيته نحو 40 عسكرياً أميركياً بين قتيل ومصاب، وفق ما أعلنه الجانب الأميركي.
وأعلنت نائبة المتحدث باسم البنتاغون سابرينا سينغ أن “عدد ضحايا الهجوم على قاعدة عسكرية أميركية في الأردن ارتفع إلى 40 شخصا”.
وكانت القيادة الوسطى الأميركية، قد أعلنت في وقت سابق، “مقتل 3 جنود وإصابة 25 آخرين في هجوم بطائرة مسيرة استهدف قاعدة في شمال شرق الأردن “هذا الكلام فند البيان الأردني بان القاعدة المستهدفة هي قاعدة التنف ليتم التكتم على الموضوع بعد التصريحات الأمريكية تلك.
الانخراط الأردني حتى النخاع، ليس جديداً، فمن يسمع التصريحات الأردنية عما يسمونه تجارة المخدرات، كذبه بيان للخارجية السورية عقب قصف أردني للأراضي السورية وارتقاء مجموعة من الشهداء.
البيان السوري أوضح أنه تم الطلب من الجانب الأردني بالتعاون، لكنه لم يلق استجابة، وهذا دليل على النوايا المبيتة من قبل الأشقاء، والتي
يعمدون على التشهير بسورية، وهذا ليس غريباً فمن منا لا يذكر “غرفة موك ” التي كانت تنظم دعم التنظيمات الإرهابية، وإدخال المرتزقة إلى محافظة
درعا وتسهل الدخول عبر نفس الحدود التي تدعي أن تجار المخدرات يدخلون منها.
“غرفة موك” تلك التي كانت تضم بين جوانحها ضباط استخبارات أمريكيين وإسرائيليين وضباط مخابرات أردنيين ومنسقين قطريين، لدفع الأموال بالطبع
وليس لتقديم معلومات، قتلت آلاف السوريين وهجرت الآلاف أيضاً، وأقامت مخيم الزعتري، وتاجرت بكرامات السوريين فيه.
ولما الاستغراب من مساعدة الأردن للأميركي ضد دولة شقيقة، فذلك متأصل في هذه الأعمال فقد كشفت وثائق إسرائيلية رفعت عنها السرية قبل الذكرى
الخمسين لحرب تشرين التحريرية، وفق ما نشرته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن العاهل الأردني الراحل الملك حسين بن طلال، طلب لقاء رئيسة الوزراء
الإسرائيلية حينها غولدا مائير، وجرى اللقاء في ال25 من أيلول 1973/، أي قبل أيام من اندلاع الحرب، حيث عقد في منشأة للموساد خارج تل أبيب.
الملك حسين ووفق الوثائق “أراد أن يكشف ل/إسرائيل/ معلومات استخباراتية حول نوايا سورية شن حرب لاستعادة مرتفعات الجولان”.
وأشارت الوثائق إلى أنها ليست المرة الأولى التي يكشف فيها عن عقد لقاء بين مائير والملك حسين، ولكن هذه هي المرة الأولى التي تكشف فيه
الوثائق تفاصيل الاجتماع، والتي كتبها رئيس مكتب رئيسة الوزراء حينها إيلي مزراحي.
وتظهر الوثائق أنه تمت الإشارة للملك حسين بلقب “ليفت” أي “المصعد أو الرافعة” للتغطية على هويته.
تابعونا على فيسبوك تلغرام تويتر