غزة تحترق.. وبلينكن يقوم بجولة استعراضية تضليلية في المنطقة
داما بوست-خاص:
كما هي العادة تحرق الولايات المتحدة دولاً ومدناً بأيدي وكلائها في المنطقة كما هو الحال اليوم في غزة، وتضلل الرأي العام العالمي بإظهار نفسها راعية للسلام ووقف الحروب، ويعلم الجميع أن الكيان الإسرائيلي فتى واشنطن المدلل، ويشكل أكبر قاعدة أمريكة في المنطقة تعمل ليل نهار ودون كلل أو ملل على خدمة الأهداف الإمبربالية الصهيونية العالمية.
غزة تحترق ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن كعادته بدأ جولته الاستعراضية في المنطقة في محاولة لذر الرماد في العيون وخداع الرأي العام العالمي عبر التسويق لفكرة راعي السلام الأمريكي العالمي الذي يعمل بشكل مستمر على حفظ التوازنات الدولية والإقليمية ووقف الحروب والنزاعات، مع أن الواقع والتصرفات الأمريكية تعكس النقيض من ذلك.
جولة الدبلوماسي الأمريكي المخادعة ستشمل كل من الأراض المحتلة والسعودية ومصر وقطر، بحجة تغذية الجهود الدبلوماسية في المنطقة وكبح جماح الحرب التي تديرها آلة الحقد الصهيونية على قطاع غزة وتحاول إفراغه من ساكنيه وصناعة نكبة جديدة للشعب الفلسطيني عبر تهجيره القسري مرة أخرى واقتلاعه من جذوره، ولكن هذه المرة من غزة وهذا أمر خطير جداً، فغزة هاشم تعني الكثير للقضية الفلسطينية وتحويلها لأرض غير قابلة للحياة، ومن ثم منطقة عسكرية، وصولاً لزرع خلايا الاستيطان فيها أمر في غاية الخطورة لو حدث وتم على أرض الواقع.
رأس الخارجية الأمريكية يسوق في جولته أنه يسعى للتوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح جميع الأسرى المتبقين ويتضمن هدنة إنسانية تسمح بإيصال المساعدات الإنسانية بشكل مستدام ومتزايد إلى المدنيين في غزة، لكن الهدف الحقيقي لزيارة بايدن هو جمع التأييد للكيان الصهيويي، والبحث في مسألة الأسرى الغربيين وأسرى الكيان الصهيويي بالدرجة الأولى والوصول لنتائج تخدم الكيان الصهيويي في حربه المتواصلة على قطاع غزة.
بلينكن يقوم بجولة والقصف الإسرائيلي مستمر على كامل القطاع
حرب غزة مستمرة وبلينكن يقوم بجولته الجديدة في “الشرق الأوسط”، والقصف الإسرائيلي على كامل القطاع مستمر بوتيرة عالية، وفي فكر بيلنكن تلك المنطقة المخالفة للقوانين الدولية والتي يسميها الكيان الصهيوني منطقة عازلة، وهي في حقيقة الأمر منطقة لضمان أمن الكيان ومستوطنيه وتمهيد لتهويد القطاع عبر زرع كتل المستوطنات في قلبه بشكل تدريجي.
وكما هو مألوف في بروتكولات الدبلوماسية الغربية، تترافق جولات واشنطن المكوكية بعد الحروب والنزاعات أو في إبانها مع جولات لوزراء خارجية من الحلف الغربي المتماهي مع الولايات المتحدة، حيث بدأ وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، جولة شرق أوسطية من السبت الماضي تستمر حتى غد الثلاثاء، وفيها دعم لا يخفى على أحد للجهود الأمريكية التي تصب في خانة المصالح الصهيونية، وتتمحور الزيارة بحسب ما تدعي باريس حول الآفاق السياسية لمرحلة ما بعد الحرب على غزة، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، ومن هذا الإعلان يلمح أن الغرب بات يدرك ضرورة وقف الحرب، وينتظر بلوغ الكيان الإسرائيلي لأهدافه، والضوء الأخضر من الإدارة الأمريكية، وهذا الضوء طبعاَ مرتبط بمدى تحقيق الكيان الصهيوني لأهدافه في الحرب على قطاع غزة.
وتقول باريس إن رأس خارجيتها سيسعى في جولته أيضاً إلى “العمل للتوصل إلى وقف لإطلاق النار والإفراج عن الأسرى” وإقناع الفرقاء بـ”إعادة فتح الأفق السياسي” استناداً إلى مبدأ حل الدولتين، وفق المتحدث باسم الوزارة كريستوف لوموان.
وفي الحقيقة تأتي الجولتان لدعم الكيان الإسرائيلي، وفي خضم مفاوضات مكثّفة تجري بين الأميركيين والمصريين والإسرائيليين والقطريين من أجل التوصل إلى هدنة جديدة، بعدما أتاحت هدنة مؤقتة تم التوصل إليها في نهاية تشرين الثاني المنصرم واستمرت أسبوعاً، الإفراج عن أسرى لدى المقاومة في قطاع غزة، مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.