الجيش البريطاني غير مستعد لحرب شاملة.. ولجنة الدفاع تلمح لخيارات صعبة
داما بوست – متابعة:
تنتاب بريطانيا مخاوف معلنة من مغبة خوض حرب شاملة لن تصمد فيها طويلاً كما تعتقد في ضوء عدم استعداد الجيش البريطاني لخوض حرب محتملة واسعة النطاق، ما دعا لجنة الدفاع للحديث عن خيارات صعبة.
وفي هذا الصدد كشف تقرير صادر عن لجنة الدفاع التابعة للحكومة البريطانية أن الجيش البريطاني غير مستعد لحرب محتملة واسعة النطاق وطويلة الأمد بسبب نقص الأفراد والتحديات في تجنيد القوات والاحتفاظ بها.
وجاء في التقرير المنشور على الموقع الإلكتروني لمجلس النواب البريطاني: “لن تكون الحكومة قادرة على تحقيق المستوى المطلوب من حالة التأهب القصوى دون تسريع الإصلاحات لزيادة قاعدة صناعية مزدهرة والحفاظ عليها وتحسين عرضها للجيش، الجهد المفرط له تأثير سلبي على الاستعداد لعمليات قتالية عالية الشدة”.
وتابع التقرير: “الاستعداد لحرب شاملة وطويلة الأمد لا يحظى بالاهتمام الذي يتطلبه، ومع ذلك، فإن الوتيرة العالية للعمليات العسكرية الحالية و”الضغوط المستمرة” على الجيش أدت بالفعل إلى انخفاض القدرة على الاحتفاظ بالأفراد”.
ولفت التقرير إلى أنه “نتيجة لذلك، ووفقاً للجنة، ليس من المستغرب أن يكون عدد الأشخاص الذين يتركون القوات البريطانية أكبر من عدد الأشخاص الذين ينضمون إليها”.
ودعت لجنة الدفاع الحكومة البريطانية إلى اتخاذ “خيارات صعبة”، إما الاستثمار بشكل كامل في الجيش أو أن الإدراك أن تحديد الأولويات القتالية المناسبة سيعني قلة توفر المزيد من المهام.
وقالت لجنة الدفاع في مجلس العموم البريطاني، في تقرير إن الجيش “يتحمل فوق طاقته باستمرار”، حيث يتم منح أفراد العمليات وقتا ضئيلا للتدريب على القتال”، حسبما ذكرت وكالة الأنباء البريطانية “بي إيه ميديا”.
الجيش البريطاني.. تفاقم الأزمة في التجنيد والاحتفاظ
وقال التقرير “إن الحكومة تخاطر بعدم تمكنها من بناء حرب حقيقية واستعداد استراتيجي بسبب سرعة وتيرة العمليات، والتي يمكن أن تهدد أمن المملكة المتحدة”.
وأشارت اللجنة إلى أن “الضغط المتواصل” على الأفراد أدى إلى تفاقم الأزمة في تجنيد والاحتفاظ بكل من الجنود النظاميين وجنود الاحتياط، حيث يغادر عدد أكبر من الأشخاص القوات المسلحة مقارنة بالمنضمين إليها.
وأكد التقرير أن “الجهود التي تبذلها وزارة الدفاع البريطانية لمعالجة المشكلة لا يتم تنفيذها بالسرعة المطلوبة”.
بموازاة ذلك حذر نواب بريطانيون من أن المملكة المتحدة ليست مستعدة لخوض حرب شاملة ما لم تعالج الحكومة قدرات القوات المسلحة ونقص المخزونات وأزمة التجنيد.
ودعا النواب الوزراء إلى ضمان عدم حرمان القوات من الوقت والموارد والتدريب الذي تحتاجه للقتال والانتصار في حرب طويلة حامية الوطيس.
وقال النواب إن الاستعداد “ضروري لردع فعال لخصومنا” في وقت يتزايد فيه عدم الاستقرار الجيوسياسي.
وأوضح السير جيريمي كوين، الذي تولى مؤخراً منصب رئيس لجنة الدفاع في مجلس العموم البريطاني، “إن التسلسل المستمر والمطرد للعمليات والالتزامات المستمرة تعني أن الجيش غير قادر على تخصيص التدريب والموارد الكافية للقتال حامي الوطيس”.
وأضاف كوين: “على الرغم من قدرتنا على الانتشار في وقت قصير والوفاء بالالتزامات، فقد وجد التحقيق الذي أجريناه أن الاستعداد لحرب شاملة وطويلة الأمد لم يحظ باهتمام كاف ويحتاج إلى تركيز مستمر ومكثف”.
وسيشارك نحو 20 ألف جندي بريطاني في تدريبات حلف شمال الأطلسي التي تحمل اسم “المدافع الصامد” في جميع أنحاء أوروبا، وهي أكبر تدريبات من نوعها يجريها الحلف منذ نهاية الحرب الباردة.