نظمت وزارة الإدارة المحلية والبيئة بالتعاون مع عدة جهات دولية ومحلية ورشة عمل تحت عنوان “التغير المناخي في سورية.. الواقع والتحديات” في جامعة دمشق أمس، لبحث أثر التغيرات المناخية على سورية وسبل التصدي لها.
شارك في الورشة ممثلون عن الجهات الحكومية والأكاديمية والمجتمع المدني والسفارات الأجنبية، حيث تطرقوا إلى المشاركة في الجهود العالمية والإقليمية للتخفيف من آثار التغير المناخي، وضرورة توسيع التشاركية بين كل القطاعات والمجتمع في هذا المجال.
كما دعا المشاركون إلى إنشاء قاعدة بيانات دقيقة وبنك معلوماتي واضح، وخرائط منهجية تبين الدول والمناطق التي تتعرض للتغيرات المناخية، إضافة إلى تعزيز وعي الشباب بقضايا المناخ وتوفير الموارد التعليمية حوله، وفقاً لوكالة “سانا”.
وأشار وزير الإدارة المحلية والبيئة “حسين مخلوف” إلى أن سورية من أوائل الدول الملتزمة بالمواثيق الدولية في مجال حماية البيئة ومواجهة التغيرات المناخية، وأنها قطعت شوطاً كبيراً في هذا المجال من خلال برامج عديدة تتضمن قانون حماية البادية والحراج والآبار وصندوق مكافحة الجفاف، إلى جانب اتفاقية باريس للمناخ، لافتاً إلى أهمية مشروع التأقلم البيئي في الغوطة الشرقية لتعزيز قدرة المجتمعات المحلية في مواجهة تغيرات المناخ.
من جانبه، أكد القائم بأعمال سفارة الإمارات العربية المتحدة بدمشق “عبد الحكيم النعيمي” على أهمية مشاركة سورية في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “كوب 28″، الذي تستضيفه دبي خلال شهر كانون الأول من هذا العام، مشيراً إلى أهمية تعزيز التعاون بين سورية والإمارات في هذه القضية الحيوية.
بدوره، أوضح مدير البحوث والدراسات البيئية في وزارة الإدارة المحلية والبيئة “أحمد نعمان” أن أهم عوامل التصحر هي الرعي الجائر وسوء استعمال الأراضي وتناوب فترات الجفاف والاستخدام غير المستدام لمدخلات الإنتاج الزراعي، موضحاً أثر الحرب الإرهابية على تدمير المنشآت والبنى التحتية النفطية وزيادة الضغوطات على البيئة.
من جهتها، أشارت رئيسة الاتحاد الوطني لطلبة سورية الدكتورة “دارين سليمان” إلى أهمية خروج الورشة بمخرجات متكاملة تعكس دور الشباب في مجال التغير المناخي، مبينةً أن إطلاق مسابقة “فرصة خضراء” هو جزء من زيادة المعرفة لدى الشباب والتأثير في المجتمعات.
وأكد مدير برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية “الموئل” هيروشي تاكاباياشي أنه يعمل مع برنامجي الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة الأغذية والزراعة “الفاو” لتنفيذ مشروع التأقلم البيئي في الغوطة الشرقية، حيث تم التعاون مع المجتمعات المحلية لدراسة التحديات البيئية فيها.
كما لفت المدير العام لمنظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “أكساد” نصر الدين العبيد إلى ضرورة توحيد الجهود للحد من التغيرات المناخية على الموارد الطبيعية، والاستفادة من الخبرات في سبيل مواجهة آثارها.