انخفاض أسعار الفروج بدمشق: وفرة المعروض وتراجع الطلب
شهدت أسواق مدينة دمشق مؤخرًا انخفاضًا ملحوظًا في أسعار الفروج، بعد أشهر من الارتفاع المستمر الذي قلّص القدرة الشرائية للكثير من الأسر. وجولة ميدانية أجرتها عنب بلدي بين محال بيع الدواجن في العاصمة أظهرت تباينًا في الأسعار، مع تراجع ملموس مقارنة بالفترات السابقة.
سجل كيلو الفروج في أسواق دمشق حاليًا بين 20 و22 ألف ليرة سورية، فيما بلغ سعر كيلو “شرحات الدجاج” 40-45 ألف ليرة، و”الجوانح” 20-26 ألف ليرة، و”فخاد الدبوس” و”الوردة” 25-30 ألف ليرة. أما في الشهرين الماضيين، فكانت الأسعار أعلى بشكل واضح، حيث تراوحت بين 25-30 ألف ليرة للفروج، و47-50 ألف ليرة للشرحات، و22-28 ألف ليرة للجوانح، و30-40 ألف ليرة للفخاد والوردة.
أسباب انخفاض الأسعار
يعزو بعض الباعة هذا الانخفاض إلى تحسن توفر المادة ووفرة الإنتاج خلال الصيف الماضي، إضافة إلى تراجع الطلب على الفروج نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
وأوضح أمين سر جمعية حماية المستهلك والخبير الاقتصادي عبد الرزاق حبزة أن رغم صدور قرار وقف استيراد الفروج، فإن التهريب مستمر، إضافة إلى آثار قرارات سابقة سمحت بالاستيراد ثم أُلغيت، ما أسهم في دخول كميات كبيرة على أنها طازجة وأثر على الأسعار.
كما أشار إلى أن اللجنة الوطنية للاستيراد والتصدير أصدرت قرارًا في 24 من كانون الأول الحالي يقضي بوقف استيراد عدة منتجات زراعية، بينها الفروج الطازج والمجمد وأجزاؤه، وذلك ضمن الرزنامة الزراعية وحرصًا على حماية المنتج الوطني.
وحلل الأستاذ الجامعي والخبير الاقتصادي عبد الرحمن محمد أسباب انخفاض الأسعار، مشيرًا إلى:
-
زيادة الإنتاج: عودة العديد من المربين للإنتاج ساهمت في ارتفاع المعروض وضغط الأسعار.
-
تراجع الطلب: قدرة المستهلكين الشرائية ضعفت، ما حد من الطلب المحلي على الفروج.
-
المنافسة مع المنتجات المستوردة: دخول الفروج المجمد المستورد بأسعار أقل دفع المستهلكين لتفضيله على المنتج المحلي.
-
الممارسات التجارية: المضاربات والتقلبات بين التجار أثرت على استقرار الأسعار.
آثار الانخفاض على المربين والمستهلكين
يشير محمد إلى أن انخفاض الأسعار يترتب عليه عدة نتائج:
-
على المربين: خسائر مالية نتيجة تراجع الأرباح، صعوبة في تغطية تكاليف الإنتاج، وفقدان الحافز للاستثمار في تحسين الجودة أو زيادة الإنتاج.
-
على المستهلكين: تحسن القدرة الشرائية وارتفاع الطلب، لكن قد يؤدي انخفاض الأسعار أحيانًا إلى تراجع جودة المنتجات إذا تم تقليل التكاليف بشكل مبالغ فيه.
مقترحات للنهوض بقطاع الدواجن
اقترح محمد خطوات عملية لدعم القطاع، منها:
-
دعم المربين مباشرة عبر توفير الأعلاف والأدوية بأسعار مدعومة، وقروض ميسرة لزيادة الإنتاج وتحسين الجودة.
-
إنشاء صناديق تعويضية لتغطية الخسائر الناتجة عن تقلبات الأسعار أو الكوارث الطبيعية.
-
تطوير مراكز تربية الدواجن وتحديث تقنيات الإنتاج وتحسين شبكات النقل والتخزين للحد من الفاقد.
-
تنظيم السوق ومكافحة الاحتكار، وإنشاء أسواق مركزية لضمان المنافسة العادلة واستقرار الأسعار.
-
وضع خطط زراعية متكاملة تأخذ بعين الاعتبار الرزنامة الزراعية واحتياجات السوق، وتشجيع التنوع في الإنتاج الزراعي والحيواني.
-
تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص عبر حوافز ضريبية وتسهيلات إدارية لتشجيع الاستثمار في تربية الدواجن.
وبهذا، يمكن تحقيق توازن بين مصالح المربين والمستهلكين، وتعزيز استدامة القطاع الزراعي والحيواني كركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في سوريا.
اقرأ أيضاً:نزيف المازوت في سوريا: هدر الثروة الوطنية يفضح أزمة إدارة قطاع المحروقات