ماذا دار في الرسائل المتبادلة بين أبو قصرة وعبدي؟
في تطور يعكس تعقيدات المفاوضات السورية الداخلية، تسلّمت وزارة الدفاع في الحكومة السورية الانتقالية ردّ قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على المقترح التفصيلي لانضمامها إلى الجيش السوري.
وبحسب المعلومات التي نشرتها صحيفة “القدس العربي”، فإن المراسلات المتبادلة بين وزير الدفاع اللواء مرهف أبو قصرة وقائد “قسد” مظلوم عبدي تكشف عن فجوات جوهرية تهدد اتفاق “10 آذار” الرامي لدمج القوات قبل نهاية عام 2025.
مقترح دمشق: دمج عسكري وتقليص عددي
ركزت رؤية وزارة الدفاع على استعادة “السيادة المركزية” من خلال خطوات هيكلية محددة:
إعادة الهيكلة: تشكيل 3 فرق عسكرية في الرقة والحسكة ودير الزور، تضم نحو 15 ألف مقاتل، وهو ما يعني تقليص حجم “قسد” بشكل كبير مقارنة بأعدادها الحالية.
السيادة المالية والحدودية: المطالبة بتسليم فوري لملفات النفط والغاز والمعابر الحدودية للدولة، ورفض أي إدارة محلية مستقلة لهذه الموارد.
التبعية الإدارية: إلحاق كافة المديريات والمؤسسات المدنية في مناطق سيطرة “قسد” بالوزارات المركزية في دمشق لإنهاء حالة الانفصال الإداري.
رد “قسد”: تمسك بالألوية النوعية والتمثيل القيادي
جاء رد مظلوم عبدي ليضع شروطاً تضمن الحفاظ على مكتسبات قواته:
ألوية مستقلة: القبول بالفرق العسكرية بشرط إنشاء ألوية مستقلة لـ “حماية المرأة”، و”مكافحة الإرهاب”، و”حرس الحدود”.
شراكة في القرار: المطالبة بتمثيل في هيئة الأركان العامة وتعيين نائب لوزير الدفاع مخصص للمنطقة الشرقية.
ترحيل الملفات السياسية: رفض تسليم ملف النفط والإدارة كشرط مسبق، والمطالبة بمناقشتها ضمن مسار سياسي يبحث “اللامركزية الدستورية”.
مأزق التفاوض: صدام الرؤى
تعكس هذه الرسائل حالة من الإحباط في دمشق، حيث تُتهم “قسد” بالمماطلة واستخدام الحوار لامتصاص الضغوط السياسية.
وفي المقابل، ترفض “قسد” الذوبان الكامل في مؤسسات الدولة دون ضمانات دستورية واضحة، مما يضع الاتفاق أمام طريق مسدود يهدد بالعودة إلى مربع التوتر العسكري.
اقرأ أيضاً:تصعيد ميداني: مواجهات بين الجيش وقسد في حلب وهجمات مجهولة بريف دير الزور
اقرأ أيضاً:نزوح جماعي شرق السويداء بعد غارات جوية استهدفت مواقع يُشتبه بارتباطها بتهريب المخدرات