نيويورك تايمز: قادة النظام السوري السابق يخططون لتمرد مسلح من المنفى

كشفت صحيفة نيويورك تايمز في تحقيق جديد، أمس الأربعاء، كيف يسعى قادة النظام السوري السابق الذين فروا بعد انهيار حكم بشار الأسد لاستعادة نفوذهم، عبر تمرد مسلح وجماعات ضغط سياسية تصل إلى العاصمة الأميركية واشنطن.

وأشار التحقيق، الذي استند إلى مراسلات مخترقة وتحليل لوسائل التواصل الاجتماعي، إلى أن هؤلاء المسؤولين من كبار رؤساء أجهزة الاستخبارات والجنرالات، ويخططون الآن لتقويض الحكومة السورية الجديدة وربما استعادة مناطق في البلاد.

بناء تمرد مسلح من المنفى:

كشف التحقيق أن قادة النظام السابق يحاولون إنشاء تمرد مسلح من الخارج، ويقومون بتوزيع الأموال وتجهيز الأسلحة وتجنيد المقاتلين عبر شبكة تمتد من لبنان والعراق إلى داخل سوريا.

ومن أبرز الشخصيات المنخرطة في هذه الخطط: سهيل الحسن، القائد السابق للقوات الخاصة، وكمال الحسن، الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية، وكلاهما يخضع لعقوبات دولية تتعلق بجرائم حرب.

وأكدت الرسائل النصية والمراسلات أنهم يعملون على تنظيم هياكل دعم وتمكين التحركات في الساحل السوري، موطن الطائفة العلوية.

خطط تجنيد الأسلحة والمقاتلين:

وفق التحقيق، خطط سهيل الحسن لتجنيد مئات المقاتلين وتأمين أسلحة، بالتعاون مع قادة قوات عراقية موالية لإيران.

أرسل الحسن مخططات مكتوبة بخط اليد تحدد أعداد المقاتلين ونوعية الأسلحة في قرى الساحل السوري، موثقاً تفاصيل 168 ألف مقاتل محتمل، بينهم مقاتلون يحملون رشاشات ومدافع مضادة للطائرات وقذائف مضادة للدروع.

عمل الحسن مع رامي مخلوف لتقديم دعم مالي للأسر العلوية الفقيرة، كما جنّد غياث دلا لتوزيع 300 ألف دولار شهرياً على مقاتلين محتملين.

استخدام منظمات مدنية كواجهة ضغط:

أبرز التحقيق أن بعض الجنرالات يحاولون استغلال منظمات مدنية وإنسانية للضغط على واشنطن لحماية الأقليات في سوريا، من بينها مؤسسة “تنمية سوريا الغربية” التي تتخذ من بيروت مقراً لها.

وتعاقدت المؤسسة مع شركة ضغط أميركية ومستشارين سابقين للرئيس ترامب، بموجب عقد قيمته مليون دولار، لتمثيلها أمام المسؤولين الأميركيين.

الوضع داخل سوريا والقيود على التمرد:

رغم نشاطهم، يشير مسؤولون سوريون إلى أن الانقسامات الداخلية بين قادة النظام السابق قد تحد من فعالية أي تمرد.

وتبقى سوريا منقسمة بعمق بعد 13 عاماً من الحرب، وتخضع أجزاء واسعة من البلاد لسيطرة ضعيفة، وسط مخاوف من جذور متطرفة لدى القيادة الجديدة بقيادة أحمد الشرع.

تقييم الخبراء والدبلوماسيين:

قال بسام بربندي، الدبلوماسي السوري السابق، إن هذا النوع من التحركات لن يمر بسهولة حالياً، لكنه أضاف: “ربما بعد عامين أو ثلاثة، إذا لم توفّر الحكومة الحالية الاستقرار، قد تبحث الأطراف الأميركية عن شركاء آخرين داخل سوريا”.

إقرأ أيضاً: اشتباكات في ريف جبلة والشيخ غزال غزال يحذر: ضبط النفس “ليس مفتوحًا إلى ما لا نهاية”

إقرأ أيضاً: مسؤول إسرائيلي: لا انسحاب من الجولان وواشنطن تتحرّك لصياغة تفاهمات جديدة

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.