سوريا دولة العام 2025: تحول لافت بعد سنوات من الحرب والقمع
اختارت مجلة الإيكونوميست البريطانية سوريا كـ “دولة العام 2025″، معتبرةً أنها حققت أكبر تحسن خلال العام، في تحول لافت بعد سنوات من الحرب والاضطرابات السياسية. ووفقًا للمعايير التي تعتمدها المجلة سنويًا، تركز الجائزة على مقدار التغيير الذي شهدته الدولة، بدلاً من الازدهار أو النفوذ.
معيار التحسن وليس الكمال:
في عددها الصادر بتاريخ 18 ديسمبر 2025، أشارت المجلة إلى أن اختيار سوريا جاء بناءً على التقدم الواضح الذي حققته في مختلف المجالات مقارنةً بوضعها السابق، مُعتبرة أن سوريا ليست الدولة “الأكثر سعادة” أو “الأكثر نفوذًا”، بل تلك التي شهدت أكبر تحول في عام واحد.
سوريا والأرجنتين: منافسة قوية على جائزة دولة العام:
اختيار سوريا لم يكن بمفرده، حيث تنافست مع الأرجنتين على لقب “دولة العام”. وبينما ركزت المجلة في حالة الأرجنتين على التحسن الاقتصادي الكبير خلال حكم الرئيس خافيير ميلي، والذي شهد تراجع التضخم من 211% إلى حوالي 30%، وتحسن مؤشرات الفقر، كانت سوريا في صدارة المنافسة بسبب تحسنها السياسي بشكل رئيسي.
وأشارت المجلة إلى أن سوريا، التي كانت تحت حكم بشار الأسد حتى نهاية عام 2024، كانت قد شهدت سنوات من القمع السياسي، حيث امتلأت السجون بالمعتقلين السياسيين وتعرضت البلاد لدمار واسع في الحرب التي أودت بحياة أكثر من نصف مليون شخص، واستخدمت فيها الأسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة، ما أدى إلى نزوح أكثر من ستة ملايين سوري.
تحول سياسي كبير بعد رحيل الأسد:
ومع رحيل بشار الأسد في ديسمبر 2024، تلاحظ المجلة تغييرًا ملحوظًا في سوريا خلال عام 2025. في خاتمة تقريرها، قالت المجلة إن سوريا أصبحت أكثر سعادة وسلامًا مما كانت عليه في 2024، معتبرة أن الخوف لم يعد السمة الغالبة في المجتمع السوري، وأن الحياة، رغم الصعوبات، أصبحت “طبيعية إلى حد كبير” لمعظم الناس.
وأوضحت المجلة أن نحو ثلاثة ملايين سوري عادوا إلى بلادهم خلال العام، ما يعكس تحسن الأمان والاستقرار في العديد من المناطق. في النهاية، اعتبرت المجلة أن سوريا هي الدولة التي شهدت التحول الأوضح في عام 2025، في ظل الوضع العالمي المضطرب.
تحذيرات الإيكونوميست: الإحباط الشعبي ومخاوف من الاستبداد:
رغم هذا التقييم الإيجابي، أشارت الإيكونوميست في تقرير سابق في آب/أغسطس 2025 إلى تراجع المزاج العام في سوريا، محذرة من خيبة أمل السوريين تجاه أداء الرئيس الانتقالي أحمد الشرع. وكان التقرير قد أشار إلى أن التفاؤل الذي ساد في النصف الأول من العام بدأ يتلاشى مع عجز الحكومة عن معالجة الانقسامات الطائفية، ما أعاد الإحباط إلى الشعب السوري.
كما لفتت المجلة إلى أن الاستبداد بدأ يظهر مجددًا في تصرفات الحكومة السورية، بينما نشأت معارضة مدنية منظمة تنتقد الأوضاع السياسية والاجتماعية. ورأت أن طريقة تعامل أحمد الشرع مع هذه التحديات ستكون حاسمة في تحديد مستقبل رئاسته ومسار سوريا في السنوات القادمة.
إقرأ أيضاً: هل تعود دمشق إلى طهران؟ رسائل مباشرة وتحركات إقليمية تعيد رسم خريطة التحالفات في سوريا
إقرأ أيضاً: “أطيعوني ما أطعت الله فيكم”.. جدل واسع حول خطاب الطاعة في سوريا