قلق في بيروت بسبب تعامل السلطات السورية مع لبنان: تراجع ملف النازحين وتكثيف الملاحقات الأمنية
تسود الأوساط السياسية اللبنانية حالة من القلق المتزايد حيال طريقة تعامل السلطات السورية الجديدة مع بيروت، وتركز دمشق في هذه المرحلة على القضايا الأمنية والقضائية، بينما يبدو أن ملف النازحين السوريين قد تراجع بشكل ملحوظ عن جدول أعمالها، وفق جريدة الأخبار اللبنانية.
زيارة عبد الرحمن دباغ إلى بيروت: تحركات سورية لتشديد الرقابة الأمنية:
في هذا السياق، قام العميد عبد الرحمن دباغ، مساعد مدير المخابرات السورية، بزيارة إلى بيروت يوم الأربعاء الماضي على رأس وفد أمني سوري. اللقاءات التي عقدها دباغ مع مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد طوني قهوجي ومسؤولين أمنيين لبنانيين تمحورت حول شخصيات محسوبة على النظام السوري السابق يُعتقد أنها متواجدة في لبنان.
ووفقًا للمصادر، تركزت مطالب دمشق في زيارة دباغ على تشديد الرقابة الأمنية على تحركات هذه الشخصيات، مع مناشدة تسليم بعض الأسماء التي تعتبرها السلطات السورية ملاحقة أمنيًا أو قضائيًا. تُعتبر هذه التحركات جزءًا من ترتيبات ما بعد التغيير السياسي في سوريا. وفي خطوة لزيادة التأكد من وجود بعض المسؤولين السوريين السابقين، قام دباغ بجولات على عدد من المقاهي والمطاعم في وسط بيروت، وهو ما أثار تساؤلات حول تنامي النفوذ السوري في لبنان.
تعيين إياد الهزاع: التعيينات الدبلوماسية في بيروت تثير الجدل:
في تطور آخر، علمت الأخبار أن دمشق عينت إياد الهزاع قائماً بأعمال بعثتها في بيروت. الهزاع، المسؤول السابق عن الشؤون السياسية في الساحل السوري، وصل إلى بيروت الأسبوع الماضي برفقة محمد الأحمد، مدير الشؤون العربية في وزارة الخارجية السورية، حيث تم تقديم أوراق اعتماد الهزاع إلى وزارة الخارجية اللبنانية.
الهزاع كان قد شغل مناصب سياسية عدة في هيئة تحرير الشام أثناء وجودها في إدلب، وعقب سقوط النظام والمجازر التي حدثت في الساحل السوري، تولى منصبًا سياسيًا في المنطقة وعقد لقاءات مع فاعليات محلية عارضًا إجراءات الدولة السورية لملاحقة المتورطين في المجازر وحماية أبناء الساحل.
الجدل حول تعيين الهزاع ورفض لبنان تبادل السفراء:
تعيين الهزاع لم يكن بلا جدل، حيث كان قد طُرح في وقت سابق أسماء أخرى لهذا المنصب مثل محمد التنّاري، الناشط السوري المعارض والحقوقي الذي شارك في مؤتمرات دولية تناولت الانتهاكات السورية، بما في ذلك قصف الغوطة بالأسلحة الكيميائية.
ورغم تعيين إياد الهزاع كقائم بأعمال في بيروت، يظل هذا القرار مثيرًا للجدل في لبنان، حيث لا يتماشى مع المطالب اللبنانية الخاصة بتبادل دبلوماسي مباشر على مستوى السفراء. سبق أن عين لبنان سفيرًا له في دمشق، وهو هنري قسطون، قبل أكثر من ستة أشهر، وقد وافقت دمشق على استلام أوراق اعتماده مؤخرًا بعد عدة أشهر من التأجيل.
موقف لبنان: ضرورة تعيين سفير سوري في بيروت:
من جانبها، تُصر السلطات اللبنانية على ضرورة تعيين سفير سوري في بيروت بدلًا من الاكتفاء بقائم بالأعمال. هذا الموقف أُعرب عنه مرارًا رئيس الجمهورية اللبنانية جوزاف عون، وخاصة في أثناء لقائه وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني قبل فترة، حيث أشار إلى أهمية تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين البلدين على مستوى السفراء.
إقرأ أيضاً: زيارة الشيباني إلى بيروت: اختبار للعلاقات السورية-اللبنانية
إقرأ أيضاً: خلافات جوهرية تُعرقل تسليم السجناء السوريين.. ودمشق ترفض شروط العفو اللبنانية