دمى بقلب ينبض وعقل مفكر.. هل تحول الصين غرف الأطفال لمختبرات ذكاء اصطناعي؟

تتحول الصين اليوم من مجرد “مصنع للعالم” إلى مختبر عالمي يعيد تعريف طفولة أجيال المستقبل، حيث لم تعد الألعاب مجرد قطع بلاستيكية صامتة، بل أصبحت كائنات رقمية تفيض ذكاءً وتفاعلاً. من الأبطال الخارقين الذين يقدمون نصائح مالية، إلى القطط الآلية التي تنبض بالحنان، يقتحم الذكاء الاصطناعي الصيني غرف نوم الأطفال ليثير مزيجاً من الإعجاب والدهشة والقلق في آن واحد.

ألترامان بزيّ خبير مالي: عندما تتحدث الدمى بلغة الكبار

تخيل أن يسأل طفل دميته المفضلة عن بورصة الذكاء الاصطناعي، فتجيبه بوعي كامل عن “فقاعة الاستثمار” وتقلبات السوق! هذا ما تفعله دمية “CocoMate” المطورة من شركة “Haivivi” الصينية. لقد تجاوزت هذه الألعاب دور الترفيه التقليدي، لتصبح رفيقاً يتحدث في السياسة والاقتصاد، والأخلاق، مما يعكس طموح الصين الجريء لدمج التكنولوجيا الفائقة في أدق تفاصيل الحياة اليومية.

نبض اصطناعي وحب رقمي: قطط وجراء تكسر حاجز الوحدة

في مدينة تشنغدو، تأخذ شركة “Chongker” الابتكار إلى منطقة العواطف، حيث طورت قطة ذكاء اصطناعي لا تكتفي بالموء، بل تتعلم طباع صاحبها وتكيف سلوكها ليكون مرحاً أو هادئاً حسب رغبته. والمفاجأة الحقيقية تكمن في “القلب النابض”، حيث صُممت القطة لتعطي شعوراً بالطمأنينة عبر نبضات قلب تحاكي الواقع عند احتضانها. أما عشاق الحركة، فيجدون ضالتهم في الجرو “Loona” الذي يستخدم الليزر والكاميرات لتمييز أفراد العائلة والتنقل في المنزل بذكاء يضاهي الحيوانات الحقيقية.

الجاسوس اللطيف: هل تسرق الألعاب براءة أطفالنا وبياناتهم؟

خلف هذا الستار من التكنولوجيا المدهشة، تبرز تساؤلات شائكة حول الخصوصية والأمان. يحذر الخبراء من أن هذه الدمى “الذكية” قد تتحول إلى أدوات لجمع البيانات أو تقديم معلومات مضللة، كونها تعتمد على نماذج لغوية قد تخطئ أحياناً. ورغم أن الشركات تتيح للآباء مراقبة سجلات المحادثات، إلا أن القلق يظل قائماً حول تأثير هذه العلاقات “الرقمية” على نمو الأطفال النفسي وتفاعلهم مع الواقع.

ألترامان يحارب المخدرات: حارس أمين أم برمجة ذكية؟

لا تقتصر مهمة الأبطال الخارقين في النسخة الصينية الجديدة على محاربة الوحوش، بل تمتد إلى حماية الأطفال من السلوكيات الخطرة. فعندما تُسأل هذه الدمى عن ضغط الأقران أو تجربة المخدرات، تأتي الإجابة حازمة وداعمة لدور الأهل والمدرسة. إنها محاولة صينية لخلق “مربي رقمي” يدمج القيم بالتقنية، في سوق واعد يتجاوز حجمه 4 مليارات دولار ويعد بمزيد من المفاجآت التي قد تغير مفهوم “اللعب” إلى الأبد.

هل تعتقد أن طفلك مستعد لامتلاك صديق بقلب آلي وعقل اصطناعي، أم أنك تخشى على خصوصية منزلك من هذه العيون الرقمية؟

إقرأ أيضاً : أستراليا تحظر “تيك توك” وفيسبوك على الأطفال.. هل تلحق الدول العربية بالركب؟

إقرأ أيضاً : الهواتف الذكية: خطر خفي يهدد أطفالنا بالاكتئاب والسمنة واضطراب النوم

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

 

 

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.