شهادات صادمة لمعتقلين سوريين في السجون الإسرائيلية بعد التوغّل في جنوب سوريا

يروي الشاب السوري علي تفاصيل اعتقاله قبل نحو سبعة أشهر، عقب توقيفه مع أحد أقاربه قرب حوض اليرموك في ريف درعا الغربي، أثناء مرورهما في منطقة باتت ضمن حدود التوغّل الإسرائيلي بعد سقوط النظام السوري. وتم اقتيادهما إلى معتقل “سدي تيمان” سيّئ الصيت في صحراء النقب، على بُعد نحو 30 كيلومتراً من قطاع غزة.

ويؤكد علي خلال حديثه لجريدة “الأخبار” اللبنانية أنه أمضى أربعة أشهر في المعتقل دون أي تحقيق رسمي، قائلاً: “لم تكن هناك أسئلة أو استجواب، بل تعذيب نفسي وجسدي، وعزل انفرادي وعقوبات متواصلة”. ويضيف أن التعذيب شمل إجبارهم على القرفصاء لساعات طويلة مع تقييد الأيدي للخلف، إضافة إلى قنابل صوتية وإهانات دينية، إلى جانب تشغيل موسيقى صاخبة ليوم ونصف متواصلين بهدف كسرهم نفسياً.

من جانبه، يوضح قريبه بهاء أنهما نُقلا لاحقاً إلى سجن عوفر قرب رام الله، حيث خضعا لتحقيقات سبقتها فترة إنهاك نفسي تجاوزت 24 ساعة، قبل الجلوس لساعات طويلة في وضعية واحدة أمام المحققين.

نقل المعتقلين أداة للترهيب:

ويشرح أحد المحامين، في حديثه إلى “الأخبار” ، أن نقل المعتقلين بين السجون والمعسكرات يُستخدم كوسيلة للسيطرة النفسية وفرض حالة من الرعب تمهيداً لانتزاع اعترافات. ويشير إلى أن تعامل الاحتلال مع السوريين يتم وفق قانون “المقاتل غير الشرعي”، الذي ينزع عنهم صفة أسرى الحرب، ما يفتح الباب أمام التعذيب المستمر في سجون مثل سدي تيمان وعوفر.

آثار نفسية واجتماعية عميقة:

وتظهر آثار الاعتقال بوضوح على المفرج عنهم، ومنهم إبراهيم من ريف دمشق الغربي، الذي يعاني خوفاً دائماً من إعادة اعتقاله. وفي المدارس، تنعكس هذه المعاناة على الأطفال، إذ تروي معلمة الطفلة ريم كيف انزوت الطفلة خلال درس عن برّ الوالدين، بينما فقد زملاؤها آباءهم بقصف النظام أو الغارات الإسرائيلية. ورغم ذلك، لم تُخفِ ريم فرحتها بوصول رسالة من والدها المعتقل مأمون بعد ستة أشهر من الغياب، يطمئن فيها عائلته ويطلب منهم سداد الديون.

تحقيقات أمنية وقياس المواقف الشعبية:

وبحسب مصادر “الأخبار”، يخضع المعتقلون السوريون لتحقيقات تركز على تقييم وضعهم الأمني، والتحقق من وجود صلات بتنظيمات عسكرية، إضافة إلى معرفة أسباب تواجدهم قرب القواعد العسكرية الإسرائيلية التي أُنشئت بعد سقوط النظام، ويبلغ عددها تسع قواعد تمتد من جبل الشيخ إلى درعا.

كما تُطرح أسئلة على المدنيين عند نقاط التفتيش والاستبيانات حول موقفهم من السلطة الانتقالية، والفروق بين النظام السابق والحالي، والاحتياجات المعيشية في ظل الحصار الإسرائيلي، في إطار سياسة تهدف إلى إدارة المجتمع المحلي أمنياً والتحكم بحركة السكان عبر تصاريح دقيقة.

إقرأ أيضاً: الانتهاكات الإسرائيلية في الجنوب السوري … بعد سقوط النظام

إقرأ أيضاً: وفد أممي لتقصي الحقائق يوثق أضرار جيش الاحتلال الإسرائيلي في القنيطرة

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.