“معاريف”: إسرائيل في سوريا بلا استراتيجية.. ارتباك و”حرب استنزاف” لخدمة نتنياهو
سلط تقرير لصحيفة “معاريف” العبرية الضوء على حالة من الارتباك وغياب الاستراتيجية الواضحة التي تحيط بالتدخلات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في سوريا، مشيرًا إلى أن الأهداف الحقيقية لتل أبيب في هذا الملف المعقد لا تزال غامضة.
تساؤلات حول غياب الاستراتيجية
أفاد التقرير الذي نُشر أمس الثلاثاء، بأن التحرك الأخير لجيش الاحتلال الإسرائيلي في سوريا هو دليل على هذا الارتباك، وأن النتيجة هي “خطأ عملياتي” على جميع الجبهات، حيث “لا أحد يعلم أين نحن وإلى أين نتجه”.
وطرحت الصحيفة عشرات التساؤلات، منها:
ما الذي تسعى إليه إسرائيل تحديدًا في سوريا؟
هل الحكومة الإسرائيلية تولي اهتمامًا للتوجهات الجديدة للسيطرة التركية أو لإعادة تأسيس ما يشبه تنظيم “داعش” المدار حكوميًا؟
انتقادات لـ “دفن الرأس في الرمال”
يشير التقرير إلى أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي “تخفي رأسها في الرمال” وتتجنب ممارسة أي دبلوماسية سياسية
مرجعًا ذلك إلى اعتبارات سياسية مرتبطة بالعلاقة الشخصية بين رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب.
في ظل غياب التوجيه السياسي، يجد جيش الاحتلال الإسرائيلي نفسه يقوم بمهام عسكرية دون غطاء استراتيجي واضح.
وذكر التقرير أن الحكومة تحمّل الجيش مسؤولية تقاعسها، بينما يقوم الأخير بما يجيده، مثل بناء مواقع استيطانية “غير ضرورية” وإرسال قوات احتياطية للقيام بـ “اعتقالات كما لو كانت في نابلس”.
وتنتقد الصحيفة تجاهل “إسرائيل” للسيادة السورية، ومنع الجيش السوري من الانتشار بالقرب من الحدود، واصفة العملية بأنها ليست مجرد مشكلة عملياتية، بل “حماقة استراتيجية” نابعة من نشوة القوة.
ربط الاستنزاف بمصالح نتنياهو السياسية
يرى تقرير “معاريف” أن السلوك الإسرائيلي الحالي، بما فيه حالة حرب الاستنزاف الهادئة، يخدم الرواية التركية الجديدة التي تتهم إسرائيل بـ “الاحتلال وانتهاك الحقوق السيادية للدول المجاورة”.
وشددت الصحيفة على أن هذه الحرب الاستنزافية “قائمة على اعتبارات سياسية” تهدف إلى خدمة سلطة نتنياهو الشخصية، ومن ضمنها:
- تأجيل المحاكمات.
- العفو.
- تجميد الحكومة حتى يومها الأخير.
- بناء “رواية أمنية متجددة للانتخابات”.
أكدت “معاريف” أن هذه الاعتبارات تتعارض بشكل مباشر مع المصلحة الأمنية الحقيقية لإسرائيل، مشيرة إلى أن هذا الاستنزاف يقوّض الإنجازات والشرعية الدولية والإقليمية والجيش والميزانية.
واختتم التقرير بوصف ما يجري بـ “حرب التنقيط” التي تُعد “سيئة جدا بالنسبة لإسرائيل”.
مقترحات بديلة
لحل الوضع، قدم التقرير مقترحات بديلة، تشمل:
- إبرام اتفاقية أمنية مع سوريا (وهو ما تم تأجيله حاليًا).
- نقل المسؤولية إلى الجيش السوري بعد إعادة بنائه تحت إشراف أميركي لا تركي.
- إقامة منطقة أمنية خالية من الأسلحة الثقيلة تحت سيطرة الجيش السوري الجديد.
- نقل مسؤولية التعامل مع المنظمات “الإرهابية” إلى الجيش السوري فور الحصول على معلومات استخباراتية
- والتهديد بهجوم جوي في حال عدم الاستجابة، بدلًا من إرسال قوات برية للقيام بدوريات.
اقرأ أيضاً:نتنياهو يشترط منطقة خالية من السلاح من دمشق لجبل الشيخ لاتفاق مع سوريا
اقرأ أيضاً:نتنياهو يزور جنوب سوريا المحتل برسائل مباشرة لدمشق وواشنطن وأنقرة