انتهاكات إسرائيلية تضيق على أهالي معرية في درعا

يواجه أهالي قرية معرية في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي واقعًا شديد التعقيد، نتيجة الإجراءات التي تتخذها قوات الاحتلال الإسرائيلي في محيط القرية، والتي حدّت بشكل كبير من قدرة السكان على الوصول إلى أراضيهم الزراعية شمال البلدة، وهي مصدر رزقهم الأساسي منذ عقود.

ويقول الأهالي إن الانتهاكات الإسرائيلية ليست جديدة، لكنها ازدادت مؤخرًا حدةً وخطورة، مع استمرار التضييق على المزارعين والرعاة، وحرمانهم من استثمار أراضيهم ومزارعهم، ما أدى إلى تدهور ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية.

إطلاق نار متكرر يزرع الخوف في المنطقة

أحد المزارعين تحدث لموقع “تلفزيون سوريا” حول واقع الحياة في المنطقة، مؤكدًا أن قوات الاحتلال تطلق النار بشكل عشوائي بين الحين والآخر في الأراضي الزراعية، سواء بحجة رصد حركة “مريبة”، أو في إطار تدريبات عسكرية تجري على مشارف القرية. ويقول إن هذه الممارسات خلقت حالة خوف دائم بين الأهالي، الذين بات كثيرون منهم يتجنبون التوجه إلى مزارعهم إلا لفترات قصيرة، بينما امتنع آخرون تمامًا عن زيارتها.

وأفاد المزارع ذاته بأن دورية إسرائيلية أطلقت النار قبل أيام على طفل يبلغ من العمر 10 سنوات بينما كان يحاول الهروب من المنطقة بعد رؤيته قوات الاحتلال. نجى الطفل، لكن الحادثة — التي سبقتها إصابة الشاب عبد الله أحمد مصطفى برصاصة في ساقه خلال تدريبات إسرائيلية في المنطقة نهاية تموز الماضي — زادت من مخاوف السكان.

خسارة الأراضي تدفع أصحابها للعمل بالأجرة

لم يقتصر الضرر على الخوف فحسب، بل امتد ليضرب أساس اقتصاد السكان. فبحسب مصدر محلي، اضطر مزارعون كانوا يملكون أراضي واسعة في منطقة الوادي هذا العام إلى العمل بالأجرة اليومية في ورشات قطاف الزيتون وفي مزارع أخرى، بعد حرمانهم من الوصول إلى أراضيهم.

ويصف المصدر الوضع بأنه “مرير للغاية”، حيث لم تعد أجور العمل اليومي كافية لتغطية احتياجات الأسر، فيما يعيش كثير من الأهالي على الديون أو على تحويلات أقارب في الخارج.

وفي السياق ذاته، قال أحد الرعاة إنه اضطر لبيع قطيع مكون من أكثر من 150 رأسًا من الأغنام بعد أن أصبح الوصول إلى المراعي محفوفًا بالمخاطر بسبب الاستهداف المتكرر، مشيرًا إلى أن قطعانًا كثيرة في القنيطرة أُبيدت بالكامل نتيجة إطلاق النار الإسرائيلي.

توغلات وعمليات تفتيش تثير الذعر

وتحدث سكان القرية عن توغلات إسرائيلية متكررة داخل الأراضي الزراعية، تترافق مع عمليات تفتيش واعتقالات مفاجئة. وأكد مصدر محلي أن الكثير من المداهمات تتم في ساعات الفجر وتكون مصحوبة بإطلاق نار، ما يثير الهلع داخل المنازل، خصوصًا بين الأطفال والنساء.

ويشير الأهالي إلى أن هذه الانتهاكات أثرت على حركة الناس اليومية، وأدت إلى شعور متزايد بانعدام الأمان، في ظل غياب أي ضمانات تمنع تكرار هذه الحوادث.

مطالبات بتدخل حكومي ودولي

على خلفية هذه الظروف، يطالب سكان معرية الجهات الحكومية والمنظمات الدولية بالتدخل العاجل لحمايتهم، وتأمين وصولهم إلى أراضيهم الزراعية ومصادر رزقهم، بالإضافة إلى تعويض المتضررين عن خسائرهم المتراكمة.

ويؤكد الأهالي أن استمرار الانتهاكات يهدد الاستقرار الاجتماعي في القرية والمنطقة ككل، وينذر بمزيد من التدهور ما لم تُعالج هذه الأزمة بشكل جدي وسريع.

اقرأ أيضاً:تصعيد إسرائيلي جديد: إطلاق نار على مدنيين في القنيطرة وتوغل في درعا

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.