انتشار الإنترنت اللاسلكي في سوريا: خدمة جديدة بتقنية قديمة وأسعار مضاعفة
يشهد سوق الاتصالات في سوريا انتشاراً متسارعاً لخدمات الإنترنت اللاسلكي، التي تقدّمها شركات خاصة باعتبارها بديلاً مطوّراً عن خدمة الـADSL الحكومية. ورغم الوعود بـ”سرعات أعلى وجودة أفضل”، تكشف التجارب أن الخدمة الجديدة ليست سوى إعادة توزيع لخدمة ADSL نفسها، ولكن بأسعار مرتفعة وكلفة تركيب عالية، ما أثار جدلاً واسعاً بين المستخدمين.
خدمة الإنترنت اللاسلكي في سوريا.. تقنية قديمة بتغليف جديد:
تؤكد شهادات المستخدمين أن الإنترنت اللاسلكي لا يقدم أي تحسين فعلي في السرعة، إذ تعتمد الشركات على اشتراكات ADSL أساسية، تُعاد مشاركتها عبر هوائيات سطحية ونقاط توزيع محلية.
النتيجة: الجودة نفسها التي تقدّمها الاتصالات الحكومية، ولكن بسعر أعلى بثلاثة إلى أربعة أضعاف.
مقارنة الأسعار بين ADSL والإنترنت اللاسلكي:
أسعار ADSL:
2 ميغابت: 40–50 ألف ليرة
8 ميغابت: 65–75 ألف ليرة
أسعار الإنترنت اللاسلكي:
2 ميغابت: 130–140 ألف ليرة
8 ميغابت: 350–400 ألف ليرة
حتى في الاختبارات العملية، تصل السرعات الحقيقية إلى:
2 ميغابت: نحو 250–260 كيلوبايت/ث
8 ميغابت: 800–900 كيلوبايت/ث
لكلا الخدمتين دون فرق فعلي.
تكاليف تركيب مرتفعة بلا مقابل حقيقي:
تتراوح كلفة تجهيز الخدمة بين 300 ألف ومليون و400 ألف ليرة سورية، وتشمل:
1- راوتر
2- لاقط هوائي
3- تمديدات سطحية
4- رسوم تثبيت وربط
ومع أن التسويق يوحي بوجود “إنترنت فضائي”، إلا أن وزارة الاتصالات نفت ذلك تماماً، مؤكدة أن كل الخدمات تعتمد حصراً على بوابة ADSL الحكومية.
كيف تعمل شركات الإنترنت اللاسلكي؟
بحسب وزارة الاتصالات، تنقسم الشركات إلى نوعين:
مرخّصة: تحصل على الإنترنت من المؤسسة السورية للاتصالات وتعيد توزيعه ضمن نطاق محدد.
غير مرخّصة: تعتمد على اشتراكات ADSL عادية وتعيد مشاركتها عبر الهوائيات.
وبذلك لا توجد:
1- تقنية فضائية
2- بوابة دولية مستقلة
3- مصادر إنترنت خارج البنية الرسمية
بل مجرد نقل للإشارة من مكان إلى آخر عبر موجّهات لاسلكية.
لماذا تبدو الخدمة اللاسلكية “أفضل” رغم أنها ليست كذلك؟
ترجع التجربة الأفضل لدى بعض المستخدمين إلى:
1- تهالك خطوط النحاس القديمة
2- ضعف صيانة شبكة الاتصالات
3- المقاسم المتضررة
4- رطوبة وتشوّش الخطوط
5- نقل الإشارة من نقاط مرتفعة ذات جودة أفضل
أي أن الشركات تستعير نقطة جيدة من مكان آخر وتعيد بيعها بسعر أغلى فقط.
الرواية الرسمية: مشكلة في مقدمي الخدمة وليس في التقنية:
أوضحت وزارة الاتصالات أن:
1- الإنترنت اللاسلكي ليس بديلاً رسمياً
2- الجودة لا تتفوق على ADSL مطلقاً
3- بعض الشركات تسوّق خدمات مضللة
4- لا وجود لإنترنت فضائي في سوريا
5- الأجهزة المضافة غير القانونية تعد مخالفة
خدمة “جديدة” بلا أي جديد:
المستخدم السوري اليوم يقف بين خيارين:
ADSL رخيص لكنه غير مستقر
إنترنت لاسلكي مكلف لكنه يعتمد على التقنية نفسها
وفي ظل غياب تطوير حقيقي للبنية التحتية، يبقى الإنترنت اللاسلكي مجرد حل مكلف ومؤقت، يعالج خللاً بسيطاً في خطوط النحاس عبر وسيلة أكثر تكلفة، من دون أي تحسين فعلي للخدمة أو السرعة.
إقرأ أيضاً: هل رفع أسعار الاتصالات في سوريا شراء للوقت؟.. خبير يحذر من مخطط لبيع البنية التحتية