المدارس والجامعات: ساحة للضغوط القسرية تستهدف العلويين في الساحل السوري
تشهد مناطق عدّة ذات أغلبية علوية، تشمل مدن الساحل السوري، توتراً متصاعداً أعقب مظاهرات 25 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي التي دعا إليها الشيخ غزال غزال.
وردًا على اتساع دائرة المشاركة الشعبية في هذه المظاهرات، بدأ يظهر ما يوصف بـ “موجة من الضغوط والإجراءات الحكومية التعسّفية”، تستهدف هذه المرة بشكل مباشر الكوادر التعليمية والطلاب، في محاولة لـ “تسييس التعليم” وفرض أجواء تعبئة إجبارية داخل المؤسسات التعليمية تأييدًا للحكومة الانتقالية.
سياسة الإلزام والترهيب في المؤسسات التعليمية
وفقًا لشهادات متعدّدة حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الجهات الأمنية التابعة للحكومة الانتقالية تتبع سياسة تقوم على الإلزام والترهيب:
- الإلزام بالمشاركة: أُلزِمت إدارات المدارس بالمشاركة الإجبارية في فعاليات ومراسم الاحتفال بـ “يوم التحرير”، مع رفض تام لأي اعتراض أو اعتذار.
- عقوبات التهديد: يواجه الرافضون عقوبات تبدأ بالفصل وقد تصل إلى السجن.
- تذكير بالممارسات السابقة: أكد معلمون ومدراء مدارس علويون في ريف حمص الغربي وتلكلخ وصافيتا والدريكيش وطرطوس، أن أسلوب الضغط هذا يعيد إلى الأذهان ممارسات “النظام السابق” القائمة على الفرض والقسر.
الاستغلال المالي والتربوي
تضمنت الإجراءات التعسفية أيضًا استغلال الطلاب والعملية التعليمية لأغراض دعائية وتمويلية:
جمع التبرعات الإجبارية: طُلِب من الإدارات المدرسية جمع مبالغ مالية محددة من كل طالب دون استثناء، لشراء الأعلام والمواد اللازمة للزينة والاحتفال.
الدعاية القسرية: أُلزِم كل طالب وتلميذ بتقديم لوحة أو رسم يمجّد “يوم التحرير”، للمشاركة الإلزامية في معرض تلزم كل مدرسة بإعداده، ووصف معلمون هذه الخطوة بأنها “استغلال للعمل المدرسي لإنتاج دعاية إجبارية”.
استهداف الكوادر التعليمية والطلاب العلويين
أكدت شهادات المعلمين أن الحضور في الفعاليات بات إلزامياً بالكامل في الساحل السوري، وأن أي معلّم يتغيّب أو يرفض المشاركة يتعرّض لعقوبات تشمل التوبيخ والفصل، وقد تصل إلى السجن
التهديد المباشر: استُهدف المعلمون من الطائفة العلوية بشكل خاص، حيث تلقى بعضهم تهديدات مباشرة من عناصر أمنية.
ضغط على الطلاب وأسرهم: يتعرض الطلاب العلويون لضغوط للمشاركة تحت التهديد بالفصل واعتقال أولياء أمورهم
تتزايد مخاوف الأهالي من توسّع سياسات الإكراه داخل المدارس، مع استمرار فرض ممارسات قسرية تتناقض مع أبسط حقوق التعليم في غياب بيئة تربوية آمنة.
اقرأ أيضاً:التعليم في سوريا: 40% من المدارس مدمرة و3 ملايين طفل محرومون من الدراسة
اقرأ أيضاً:٢.٤ مليون طالب خارج التعليم في سوريا