تصريحات معاون الهجرة والجوازات تثير غضب السوريين: هل تم تخوين اللاجئين؟

أثار تصريح العقيد الوليد عرابي، معاون مدير إدارة الهجرة والجوازات في سوريا، موجة واسعة من الجدل والغضب بين ناشطين سوريين بعد وصفه السوريين الذين لم يتمكنوا من زيارة بلدهم بعد سقوط النظام بأنهم من “الفلول” أو “أذناب النظام السابق”. واعتبر كثيرون أن هذا التصريح يحمل تخويناً واضحاً لشريحة كبيرة من السوريين في الخارج، بينهم من لا يستطيع العودة لأسباب مالية أو قانونية أو اجتماعية.

وجاء تصريحات “عرابي” خلال مقابلة تلفزيونية، عقب قرار وزارة الداخلية بتخفيض مدة صلاحية جواز السفر السوري من 6 سنوات إلى عامين ونصف. وقال إن “3 ملايين مواطن سوري سجّلوا حركة دخول وخروج بشكل نظامي، بينما من لم يصحح وضعه هم من أذناب وفلول النظام السابق” على حد تعبيره.

هذا التصريح قوبل بانتقادات لاذعة من صحفيين وكتّاب وشخصيات عامة. حيث أوضح الصحفي عبد المعين حمص أن آلاف المهجرينخصوصاً من الغوطة ومناطق أخرىلم يتمكنوا من زيارة سوريا بسبب مشكلات تتعلق بالأوراق الرسمية أو الظروف المالية، مؤكداً أن إطلاق وصف “فلول” عليهم يُعد ظلماً ومساساً بكرامتهم. وقال: جزء كبير منهم ضالين ليشيلوا كتف عن أهاليهم. روح اعتذر واستقيل لأن أمثالك ما خرج يكونوا موظفين ليكونوا مسؤولين..

كما ردّت الشاعرة صافي أحمد على التصريح مؤكدة أن الكثير من السوريين في ألمانيا ودول اللجوء لا يستطيعون العودة بسبب القوانين التي تمنعهم من السفر إلى سوريا أو تهدد بإلغاء إقامتهم. وأضافت أن العودة إلى البلاد رغبة حقيقية لدى الغالبية، لكن فقدان المنازل وغياب الظروف المعيشية تجعل الأمر صعباً. ودعت حكومتها إلى التواصل مع السلطات الألمانية لإيجاد حل يسمح بزيارة سوريا، معتبرة أن “الوليد عرابي مطالب باعتذار لكل سوري حُرم من العودة لسبب خارج عن إرادته”.

ومن جانبه، كتب الصحفي محمود حميدان أن اعتبار السوريين في الخارج “فلولاً” هو تجاهل للواقع، مشيراً إلى أن كثيراً من المقرّبين من النظام السابق دخلوا البلاد بشكل طبيعي، بينما يعاني اللاجئون من قيود السفر والإقامة. وطالب باعتذار رسمي.

وتشير ردود الفعل المتصاعدة إلى أن تصريحات المسؤولين السوريين أصبحت موضع مساءلة شعبية، خاصة حين تتناول شريحة واسعة من السوريين في الخارج الذين فرقتهم الحرب وتحدّهم الإجراءات القانونية أو ظروف المعيشة من العودة. ويؤكد مواطنون أنهم ينتظرون من المؤسسات الرسمية خطابات تتفهم واقعهم وتخفف معاناتهم، لا تصريحات تزيد الانقسام وتعمّق الجراح.

إقرأ أيضاً: تعميم جديد من الهجرة والجوازات يثير الجدل: سنتان ونصف مدة الجواز للسوريين المخالفين في الخارج

إقرأ أيضاً: جدل في سوريا بعد تداول “ضريبة الانشقاق” ورسائل تطالب بمراجعة فرع فلسطين

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.