تعد القضية الكردية من أكثر القضايا القومية تعقيدًا في الشرق الأوسط، إذ يمتد الأكراد عبر أربع دول رئيسية: سورية، تركيا، العراق، وإيران، مع انتشار واسع للشتات الكردي في كافة أصقاع الأرض خصوصا أوروبا وأمريكا وروسيا.
تاريخيًا، ظل الأكراد أقلية كبيرة في كل دولة من هذه الدول، تواجه تحديات مزدوجة تتمثل في الحفاظ على هويتهم الثقافية والسياسية، وفي الوقت نفسه التفاوض مع الحكومات المركزية التي غالبًا ما تعاملهم كأقلية هامشية وتتميز الحركة الكردية خلال تاريخها الطويل بتنوع أساليب النضال، الذي تراوح بين المقاومة المسلحة والعمل السياسي والمدني، وبين بناء المؤسسات المحلية وتحقيق الحكم الذاتي، وصولًا إلى إقامة تحالفات عابرة للحدود, وقد أثرت التحولات الجيوسياسية الكبرى، كسقوط الاتحاد السوفياتي وغزو العراق والربيع العربي، وصعود داعش والتدخل الدولي فضلا عن الحروب الإقليمية، على شكل وطبيعة النضال الكردي، وأعطت فرصًا جديدة للتكتل والفعل وللضغط السياسي والدبلوماسي، مع تحديات أمنية متجددة.
وأصبحت القضية الكردية في القرن الحادي والعشرين، محور اهتمام دولي أكبر، خاصة بعد دور الأكراد المستجد في محاربة داعش، وإنشاء مؤسسات إدارة محلية في العراق ومن ثم في سوريا، والتفاوض السياسي المباشر مع الحكومات الوطنية والجهات الدولية، مما جعلهم لاعبًا رئيسيًا في إعادة تشكيل المشهد السياسي في المنطقة
المشهد الكردي في سوريا: خرائط السياسة والعسكر وتحولات المجتمع
يمثّل الوجود الكردي في سوريا إحدى أكثر القضايا تعقيداً في البنية المتداخلة للصراع السوري فخلال عقود من الحكم المتعاقب في سوريا منذ الاستقلال لم يتم إيلاء القضية الكردية الاهتمام الكافي وفي ظل حكم حزب البعث، واجه الأكراد سياسات تمييز ممنهجة طاولت الهوية واللغة والحقوق المدنية، بدءاً من مشروع “الحزام العربي” وسياسات التعريب، وصولاً إلى حرمان عشرات الآلاف من الجنسية السورية ورفضت الحكومات المتعاقبة في سوريا حل القضية الكردية متذرعة أن هذا الحل يأتي على حساب سوريا كون تركيا تعمل على التخلص من الاكراد ومشكلتهم التاريخية معها على حساب سوريا ومع اندلاع الانتفاضة عام 2011، وجد المجتمع الكردي نفسه أمام منعطف تاريخي أتاح لأول مرة مساحة سياسية واجتماعية أوسع، لكنه كشف أيضاً عمق الانقسامات بين الأحزاب التقليدية والقوى الجديدة الصاعدة.
خلال السنوات اللاحقة، تبلور مشهد سياسي متعدد المراكز يتنافس فيه مشروعان رئيسيان، إلى جانب شبكات مدنية في طور التشكل. كما أدى الفراغ الأمني وصعود التنظيمات المتطرفة إلى تحويل التشكيلات العسكرية إلى فاعل مركزي في إدارة المناطق وتحديد مسارات السلطة المحلية وإلى جانب هذا البعد الداخلي، لعبت السياسات الإقليمية—التركية والإيرانية والعراقية دوراً حاسماً في إعادة رسم خريطة النفوذ الكردي السوري.
أولاً: التيارات السياسية الكردية في سوريا:
- المجلس الوطني الكردي ( ENKS): التمثيل التقليدي وتحديات النفوذ
تأسس المجلس الوطني الكردي عام 2011 بوصفه مظلة تضم الأحزاب القومية التقليدية، أبرزها الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي)، وحزب يكيتي الكردي، والحزب الديمقراطي التقدمي. وجاء تأسيس المجلس بدعم مباشر من إقليم كردستان العراق، ما جعله امتداداً طبيعياً لسياسات أربيل في الساحة السورية.
اعتمد المجلس خطاباً يرتكز على الاعتراف الدستوري بالقومية الكردية، والحكم الذاتي ضمن إطار الدولة السورية، والمشاركة في مؤسسات المعارضة عبر الائتلاف الوطني. ورغم حضوره السياسي الخارجي، يعاني المجلس ضعفاً تنظيمياً داخل سوريا نتيجة محدودية قاعدته الشعبية وغياب مؤسساته المحلية، ما جعله عرضة لضغط مزدوج: توسع نفوذ حزب الاتحاد الديمقراطي من جهة، وتوقّعات الحلفاء الإقليميين من جهة أخرى.
ومع الزمن، اتسعت الفجوة بين المجلس والقاعدة الكردية في الداخل، خصوصاً بعد عجزه عن فرض نفوذ فعلي مقارنة بمؤسسات الإدارة الذاتية، ما دفع شريحة من قواعده إلى البحث عن خيارات أخرى.
- حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) :صعود القوة المحلية وبناء الإدارة الذاتية
برز حزب الاتحاد الديمقراطي منذ عام 2012 بوصفه الفاعل الأقوى في الساحة الكردية، مستفيداً من انسحاب النظام من عدد من المناطق الكردية، ومن شبكته التنظيمية المتماسكة عسكرياً وسياسياً وأمنياً. وقد أسس الحزب نموذج “الإدارة الذاتية” التي تشكّلت منها منظومة مؤسساتية واسعة تشمل المجالس المحلية، وهيئات الاقتصاد والخدمات، وأجهزة الأمن الداخلي، والهيئات التنفيذية المختلفة.
يرتكز المشروع السياسي للحزب على مفهوم “الأمة الديمقراطية” المستمد من أفكار عبد الله أوجلان، والقائم على اللامركزية والتعددية والمساواة الجندرية. وقد مكّنه هذا الإطار من بناء مؤسسات مستقرة نسبياً، رغم الانتقادات المرتبطة بالطابع الحزبي والأمني للسلطة، وتضييق عمل بعض الأحزاب المنافسة.
وبفضل قوته العسكرية—وحدات حماية الشعب ثم قوات سوريا الديمقراطية— وتحالفه مع الولايات المتحدة تمكّن الحزب من تعزيز ثقله التفاوضي داخلياً وخارجياً، وفرض نفسه مركز القرار في شمال شرق سوريا، في مواجهة المجلس الوطني الكردي وبقية القوى المحلية.
- الأحزاب الصغيرة والتحالفات المدنية: حضور رمزي وتأثير في النقاش العام
إلى جانب القوى الرئيسة، استمرت أحزاب صغيرة مثل حزب آزادي، وحزب المستقبل، وحزب اليسار الكردي، إضافة إلى مبادرات شبابية مستقلة، في لعب دور محدود على الأرض لكنه ملحوظ على مستوى الخطاب. وقد مثّلت هذه الأطراف صوتاً نقدياً للطرفين الكبيرين، مركزة على الحريات العامة، حقوق الإنسان، وإعادة تعريف مستقبل القضية الكردية ضمن سوريا ديمقراطية.
ورغم ضعف إمكاناتها التنظيمية والعسكرية، ساهمت هذه القوى في خلق تنوّع فكري داخل البيئة السياسية الكردية، وخفّفت من حدّة الثنائية القطبية بين المجلس وPYD.
ثانياً: منظمات المجتمع المدني الكردية:
بعد عام 2011، ظهر جيل جديد من المنظمات المدنية لسدّ الفراغ الذي خلّفته البنى الحزبية التقليدية. فقد لعبت هذه المبادرات دور الجسر بين المجتمع والتحولات السياسية، وسعت إلى تخفيف طغيان الخطاب العسكري والاستقطاب الحزبي.
من أبرز هذه المنظمات:
- حركة الشباب الكرد/اتحاد شباب كرد ( Yekîtiya Ciwanên Kurd) :ركّزت على تمكين الشباب وتعزيز النشاطات الثقافية.
- منظمة كرد بلا حدود : وثّقت الانتهاكات وقدّمت تقارير حقوقية.
- مركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية: قدّم دراسات وتحليلات حول مستقبل الإدارة الذاتية.
- مركز آشتي للسلام: عمل على المصالحة المجتمعية وحوار المكوّنات.
- منظمات ثقافية وتعليمية مثل جمعية هيفي الثقافية ومنظمة تطوير اللغة الكردية (SZK) التي ساهمت في نشر اللغة وإحياء التراث الثقافي.
أسهمت هذه المنظمات في خلق منصات للحوار حول الدستور واللامركزية والهوية ودور المرأة، ووفّرت أدوات رقابية على أداء المؤسسات المحلية. ورغم محدودية تأثيرها مقارنة بالنفوذ الحزبي، فإنها شكلت رافعة مدنية حقيقية في المجتمع الكردي.
ثالثاً: التشكيلات العسكرية الكردية:
- وحدات حماية الشعب (YPG) العمود الفقري للنفوذ الكردي:
تأسست وحدات حماية الشعب عام 2012 استجابة للفراغ الأمني وصعود الجماعات المتشددة. ومع دخول الحرب ضد تنظيم داعش، تحولت إلى قوة رئيسية تلقت دعماً واسعاً من التحالف الدولي. وفي 2015، أصبحت الركيزة الأساسية لتشكيل قوات سوريا الديمقراطية قسد التي تضم مكوّنات عربية وسريانية، مع بقاء القيادة الكردية في مواقع القرار. لعبت هذه القوات دوراً محورياً في رسم حدود مناطق السيطرة وتوفير الاستقرار الأمني الذي أتاح للإدارة الذاتية تطوير مؤسساتها.
- قوات البيشمركة – روج آفا (البيشمركة – روج): القوة الغائبة عن الداخل
تشكّلت هذه القوات في إقليم كردستان العراق باعتبارها الجناح العسكري للمجلس الوطني الكردي، بدعم مباشر من حكومة الإقليم. ورغم اتفاقات متعددة—مثل أربيل ودهوك—لم تنجح محاولات إدخالها إلى سوريا بسبب الخلافات مع حزب الاتحاد الديمقراطي. ونتيجة بقائها خارج سوريا، افتقد المجلس قوة ميدانية تضاهي قسد.
- التشكيلات المحلية الصغيرة:
ظهرت مجموعات محلية محدودة خلال سنوات الصراع، مثل “لواء صلاح الدين” و”كتائب شمس الشمال”، لكن معظمها انتهى بالاندماج ضمن قسد أو التلاشي مع تبدل موازين القوى
رابعاً: أبرز الشخصيات الكردية السورية:
1 – صالح مسلم Salih Muslim
يُعدّ صالح مسلم أحد مؤسسي حزب الاتحاد الديمقراطي، ولعب دوراً مفصلياً في مسار الحزب السياسي منذ تأسيسه. مثّل الواجهة الدبلوماسية الأبرز للحزب على الصعيدين الإقليمي والدولي، وقاد جولات تفاوضية مع الحكومة السورية، ومع قوى دولية فاعلة، بما في ذلك الولايات المتحدة ودول أوروبية. وقد ساهم في صياغة الخطاب السياسي لـ”الإدارة الذاتية” وتوسيع قنوات التواصل الخارجية.
2 – إلهام أحمد Ilham Ahmed
تشغل إلهام أحمد موقعاً بارزاً في هرم “مجلس سوريا الديمقراطية”، وتُعد إحدى الشخصيات السياسية الأكثر تأثيراً ضمن مشروع الإدارة الذاتية. أدّت دوراً محورياً في المفاوضات مع واشنطن وموسكو، وفي بناء علاقات دبلوماسية لـ “الإدارة الذاتية” مع مؤسسات دولية. كما أسهمت في تطوير الأطر المدنية وتمثيل قضايا شمال شرق سوريا في المحافل السياسية.
3 – فرات بركات Ferhat Berkat
يُعد من الوجوه السياسية الرفيعة داخل “الإدارة الذاتية”، وشارك في صياغة السياسات المحلية، خصوصاً في ملفات الخدمات والتنمية والحوكمة. كما تولى إدارة ملفات التواصل مع منظمات المجتمع المدني، وساهم في تعميق العلاقة بين الهياكل البيروقراطية للإدارة والمجتمع المحلي.
4 – مظلوم عبدي Mazloum Abdi
يشغل مظلوم عبدي منصب القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية ويُعد الشخصية العسكرية الأكثر تأثيراً في المعادلة الكردية السورية. لعب دوراً رئيسياً في الحرب ضد تنظيم داعش، وفي بناء الشراكة مع “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة. وقد عزّز حضوره السياسي من خلال المشاركة في مفاوضات تخص مستقبل شمال شرق سوريا والعلاقة مع الحكومة السورية.
5 – أفرام شيخو Afram Sheikho
عضو في القيادة العليا لحزب الاتحاد الديمقراطي، ومسؤول عن ملفات سياسية وثقافية استراتيجية، خصوصاً ما يتعلق بتطوير المؤسسات المدنية وتعزيز برامج التفاعل المجتمعي. كما عمل على توسيع قنوات التنسيق مع الفعاليات الثقافية الكردية والمنظمات الدولية ذات الصلة بقضايا الهوية واللغة وحقوق الأقليات.
اتفاق 10 آذار 2025 وجولات التفاوض:
بدأت محادثات الاتفاق مع السلطة السورية، ضمن اتفاق 10 آذار/مارس، بمشاركة مظلوم عبدي عن قسد وأحمد الشرع عن السلطة السورية، تحت إشراف أمريكي رفيع المستوى ركزت المفاوضات على ضمانات دستورية وسياسية وأمنية لـ “الإدارة الذاتية” ودمج القوات المحلية ضمن مؤسسات الدولة السورية، مع الحفاظ على دور قسد في الدفاع عن المناطق الكردية فضلا عن تعزيز مشاركة الأكراد في الحكم المحلي والسياسي والحفاظ على مؤسسات الإدارة الذاتية، المدارس، والبرامج الثقافية الكردية وينتظر أن تظهر نتائج الاتفاق قبل نهاية العام الحالي .
أكراد تركيا: النضال المستمر ومرونة الاستراتيجيات
يمثل الأكراد في تركيا نسبة كبيرة من السكان، ويواصلون كفاحهم الطويل لتحقيق حقوقهم السياسية والثقافية وتختلف الإحصاءات في تحديد نسبتهم حسب الاتجاه السياسي إلا أنهم يشكلون ثقلا سكانيا هاما وينتشرون على مساحة جغرافية كبيرة ومن أبرز تشكيلاتهم :
- حزب العمال الكردستاني (PKK): تأسس عام 1978، خاض صراعات مسلحة طويلة مع الدولة التركية، وكان يعتمد أيديولوجية الكونفدرالية الديمقراطية التي تركز على الحكم الذاتي المحلي والمجتمعات متعددة المكونات. أعلن PKK حل نفسه جزئيًا عام 2025ما فتح باب إعادة تقييم استراتيجيات النضال المسلح والمدني وأعلن زعيم الحزب المسجون عبد الله أوجلان تخليه عن كل المشاريع التي تمس وحدة تركيا مطالبا في الوقت نفسه بالحقوق الثقافية وتعزيز الديمقراطية .
- حزب السلام والديمقراطية (BDP): حزب سياسي كردي يشارك في البرلمان التركي ومؤسسات الحكم المحلي، يسعى لتعزيز التمثيل السياسي للأكراد وتحقيق حقوقهم المدنية والثقافية عبر المسار الديمقراطي.
- اتحاد المجتمع الديمقراطي (KCK): ينسق جهود PKK في تركيا وخارجها، مع التركيز على بناء حكم ذاتي ديمقراطي محلي ودعم الحقوق الثقافية والسياسية للأكراد.
يعتبر الحراك الكردي في تركيا مزيجا من المقاومة المدنية والسياسية، مع مواجهة تحديات الدولة التركية الصارمة، والتحولات الإقليمية التي تؤثر على التوازن الداخلي للأكراد.
أكراد العراق: القوة الإقليمية والنفوذ السياسي
يمثل الأكراد العراقيون نموذجًا للحكم الذاتي ضمن إطار الدولة الفيدرالية، مع مؤسسات سياسية وعسكرية واقتصادية متينة وبعد مخاض عسير ومواجهات مع الدولة المركزية ورهانات خاسرة كثيرة فضلا عن استبداد ممنهج في ظل حكم البعث في العراق نجح الاكراد في الحصول على إقليم خاص بهم بعد الغزو الأمريكي للعراق وتفكيك الدولة وأبرز مكوناتهم :
- الحزب الديمقراطي الكردستاني (KDP): تأسس عام 1946 بقيادة مصطفى بارزاني، ويمثل تيارًا قوميًا ديمقراطيًا يسعى للحكم الذاتي. يمتلك بيشمركة قوية ونفوذًا سياسيًا واسعًا، ويشارك في دعم المجلس الوطني الكردي السوري سياسيًا.
- الاتحاد الوطني الكردستاني (PUK): أسسه جلال طالباني في منتصف السبعينات، ويركز على العدالة الاجتماعية والحكم المحلي الديمقراطي، ويحافظ على علاقات مع فصائل كردية سورية مرتبطة بـ PYD/PKK.
- حركة غوران (Gorran): تأسست عام 2009 بعد انشقاق عن PUK، تسعى لمكافحة الفساد وتعزيز الإصلاح السياسي ودعم التنمية والعدالة في إقليم كردستان.
- قوات البيشمركة: القوات شبه الرسمية للإقليم، التابعة غالبًا لـ KDP وPUK، لعبت دورًا استراتيجيًا في محاربة داعش، وتمثل قوة ردعية وأداة للحفاظ على الأمن الإقليمي.
يعد إقليم كردستان العراق مصدر إلهام لجميع الأكراد، حيث يظهر نموذج الدولة شبه المستقلة، مع مؤسسات تعليمية، اقتصادية، وعسكرية متطورة، توفر مثالًا يمكن تقليده في مناطق أخرى من كردستان الكبرى.
أكراد إيران: النضال السياسي والمدني
لا يختلف وضع الأكراد الإيرانيون عن نظراءهم في الإقليم، لكنهم حافظوا على نشاط سياسي ومدني مستمرداخليا وفي الشتات وتعتبر أبرز مكوناتهم :
- حزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني (KDPI/PDKI): تأسس في الأربعينات، يطالب بإيران فيدرالية ديمقراطية تضمن حقوق الأقليات، ويعمل غالبًا من الشتات الكردي في العراق.
- حزب كومالا (Komala): نشأ من مجموعات طلابية ومثقفين، وانتقل من الماركسية إلى التوجه الاجتماعي الديمقراطي، لتعزيز الحكم الذاتي والعدالة الاجتماعية.
- حزب الحياة الحرة الكردستاني (PJAK): تأسس عام 2004، مرتبط فكريًا بـ PKK، يضم جناحًا مسلحًا للرجال والنساء، ومستقبله محل إعادة تقييم بعد حل PKK التركي جزئيًا عام 2025.
النشاط الإيراني يجمع بين المقاومة المدنية والسياسية، مع محاولة استغلال القنوات الدولية للضغط على الحكومة المركزية لتعزيز اللامركزية وحقوق الأقليات.
الشتات الكردي: الجسور بين الوطن والمهجر
يلعب الشتات الكردي دورًا محوريًا في دعم القضية الكردية، سياسيًا وثقافيًا، لا سيما فيما يتعلق بالشأن السوري.
- الاتحاد الوطني الكردي – أوروبا (ENKS-Europe): يدعم الأكراد السوريين سياسيًا، ويعزز التنسيق بين المكونات المختلفة، ويؤثر على السياسات الأوروبية تجاه سوريا.
- مؤسسة دجلة للثقافة والتعليم: تمول المشاريع الثقافية والتعليمية، بما في ذلك التعليم باللغة الكردية للطلاب في الشتات.
- المجلس الكردي السوري في المهجر: يوثق التجربة الكردية السورية، ويعزز مؤسسات المجتمع المدني في شمال شرق سوريا.
- شبكة الأكراد السوريين في ألمانيا وفرنسا: تقدم الدعم القانوني والسياسي للاجئين، وتنظم فعاليات ثقافية تربط الشتات بالمجتمع الكردي السوري المحلي، مع التركيز على الديمقراطية وحقوق الإنسان.
- طارق نعمو: سياسي وناشط مدني، يشكل قناة تواصل فعالة الإدارة السورية الجديدة والإدارة الامريكية لتعزيز الحوار والتنسيق السياسي ودعم الاتفاقات الدولية التي تضمن حقوق الأكراد.
الأكراد بين الهوية والنضال
يشكل الأكراد عنصرًا أساسيًا في النسيج القومي في منطقة الشرق الأوسط من خلال تاريخهم الطويل، وسعى الأكراد في سورية، تركيا، العراق، وإيران للحفاظ على هويتهم وتحقيق حقوقهم السياسية والثقافية، سواء عبر النضال المسلح أو المشاركة المدنية والسياسية وتنعكس نجاحاتهم أو اخفاقاتهم في دولة على الدول الأخرى ما خلق تحديات وديناميات متباينة حكمت كل مرحلة تاريخية صعودا وهبوطا كما استمر تأثير التحولات الدولية والمشاريع الدولية على قضاياهم بدون أن يتم خلق مساحة إقليمية خاصة لمعالجة واحدة من أكثر قضاياه تعقيدا وقدما .
كما أن الاكراد أنفسهم بحكم التاريخ والجغرافيا تبنوا خيارات وإيديولوجيات مختلفة اختلفوا حولها وعليها ما زاد من تعقيد المشهد واختلفت الدول معهم وعليهم وراهنت عليهم في اختلافاتها وهمشتهم في اتفاقاتها
إلا أن لحالة الراهنة تشهد صعودا لقضاياهم وقوتهم مستفيدين من رافعة دولية تحاول إعادة صياغة المنطقة ودمجها في مشاريعها وخصوصا من علاقتهم مع الولايات المتحدة وتقاطع المصالح مع مشروعها في المنطقة التي تتصف بسرعة التغير وعدم ثبات التحالفات وتقلباتها المفاجأة ما يطرح تحديات هائلة على مستقبل شعوب المنطقة وحقوق مكوناتها ويجعل من كل خيار سؤالا مفتوحا برسم المستقبل تكتبه الشعوب بدماء أبناءها .
إقرأ أيضاً: أنقرة بين إسرائيل والأكراد: معضلة جديدة في المشهد السوري