عندما يتحول وقت الوجبة إلى ساحة معركة: كيف تتعامل مع الطفل “الانتقائي” في الأكل؟

يمر كل والد تقريباً بهذا التحدي الصامت، عندما يقرر الطفل فجأة أن نظاماً غذائياً يقتصر على نوعين من الطعام فقط هو الأفضل لحياته. إنها مرحلة “الانتقائية في الأكل”، وهي وإن كانت مقلقة للأهل، إلا أنها غالباً ما تكون جزءاً طبيعياً من رحلة نمو الطفل وسعيه المستمر لتأكيد استقلاليته.

لكن لماذا هذا الرفض؟

الأسباب متعددة، وقد تكون حسية بحتة، مثل الحساسية القوية للنكهة أو القوام. فالأطعمة “المطاطية” أو ذات المذاق القوي قد تكون بمثابة إنذار حقيقي للبعض. كما يمكن أن تكون تجربة سلبية سابقة، أو حتى محاولة من الطفل لفرض سيطرته في عالم مليء بقواعد الكبار. وفي حالات نادرة، قد تشير إلى حساسية حسية أعمق، خاصة لدى الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

مفتاح النجاح يكمن في تحويل المطبخ إلى ملعب. لا تفرضوا الطعام بالقوة، فالضغط يزيد من الرفض. بدلاً من ذلك، اعتمدوا استراتيجية “المواجهة اللطيفة”:

تكتيكات الأهل الأذكياء

تقديم الطعام بشكل فني ومرح:

الوجبات ليست مجرد وقود، بل يجب أن تكون لوحات فنية. شكّلي الطعام بأشكال جذابة أو قدميه في قطع صغيرة ومبتكرة تشجع على الاستكشاف.

إشراك الطفل في العملية:

دعي طفلك يغسل الخضار أو يختار مكان الأطباق. عندما يصبح جزءاً من التحضير، يزداد اهتمامه بما سيأكله.

الصداقة أولاً ثم التذوق:

ضعي الطعام الجديد دائماً بجوار طبق يحبه الطفل. الهدف هو التعود على وجوده ورائحته دون ضغط فوري لتناوله. تذكري، قد يحتاج الطفل إلى رؤية الطعام نفسه عشرات المرات قبل أن يقرر تذوقه. الصبر هنا هو سلاحك الأقوى.

القدوة الإيجابية:

لا يمكن أن تطلبي من طفلك أن يأكل الخضروات بينما قائمة طعامك تقتصر على المعكرونة! شاهدي وأنت تتناولين مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية لتغرسي الفضول والرغبة في التجربة.

لكن متى يجب أن يدق جرس الإنذار؟

على الرغم من أن معظم الأطفال يتجاوزون هذه المرحلة، إلا أن بعض العلامات تستوجب استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية: فقدان الوزن المفاجئ، أو بطء في النمو، أو الرفض المطلق لمجموعات غذائية أساسية كبيرة، أو مقاومة شديدة لا تقدم أي تحسن. في هذه الحالات، يصبح التدخل الطبي ضرورياً لضمان عدم وجود نقص غذائي أو حساسية تستدعي خطة علاجية متخصصة.

إن التعامل مع الطفل الانتقائي هو درس في الفهم والصبر. فمن خلال تقديم خيارات صحية ضمن حدود، وتحويل وجبة الطعام إلى تجربة ممتعة، يمكن للأهل أن ينجحوا في زرع عادات غذائية جيدة تدوم مدى الحياة.

إقرأ أيضاً : وصفة العافية المتغيرة: دليلك لأفضل المكملات الغذائية للمرأة حسب كل مرحلة عمرية

إقرأ أيضاً : التوحد والتكنولوجيا: كيف يغير الذكاء الاصطناعي والروبوتات مستقبل أطفالنا؟

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

 

 

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.