الذكاء الاصطناعي في 2026: هل تنفجر الفقاعة وهل يختفي الموظفون الإداريون؟

يشهد عالم التكنولوجيا تحولًا تاريخيًا بفضل الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي حطم أرقام البورصة وسجل نموًا غير مسبوق. لكن مع اقتراب عام 2026، تلوح في الأفق إشكاليات حساسة وتساؤلات مصيرية: هل نحن أمام “فقاعة” تكنولوجية جديدة على وشك الانفجار؟ وهل الذكاء الاصطناعي قادم ليحل محل الموظفين في المكاتب؟

علامات الخطر: هل انفجار الفقاعة وشيك؟

القلق يخيّم على وادي السيليكون. فبعد جنون الاستثمار والزخم المتسارع، بدأت تظهر إشارات حمراء.

انسحاب الكبار:

أقدم مستثمرون ضخام مثل “سوفت بنك” والملياردير بيتر ثيل (المؤسس المشارك لـ “باي بال”) على بيع حصصهم بالكامل في “إنفيديا”، عملاق تصنيع الرقائق. هذه الخطوة تثير تساؤلات جدية: هل يرى هؤلاء المستثمرون نهاية الدورة؟

نظام اقتصادي هش:

الأرباح المحققة في القطاع تبدو غير متناسبة مع حجم الاستثمارات الضخمة. الشركات الكبرى ومصنعو الرقائق يضخون الأموال في الشركات الناشئة، التي تعود لتشتري منتجاتهم، في حلقة اقتصادية دائرية تبدو معرضة للانهيار إذا اهتزت الأسواق. هذا المشهد يذكّر كثيرين بالمراحل الأولى لفقاعة الإنترنت عام 2000.

تحذير “غوغل”:

سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لـ “ألفابت” (الشركة الأم لـ “غوغل”)، صرّح بوضوح: “لن تنجو أي شركة، بما في ذلك نحن” في حال انفجرت هذه الفقاعة.

الموظفون الإداريون: على أعتاب الإلغاء؟

التأثير الأعمق للذكاء الاصطناعي يظهر في سوق العمل. فشركات التكنولوجيا الكبرى تبرر تسريح آلاف الموظفين الإداريين بمكاسب الإنتاجية التي يوفرها الذكاء الاصطناعي.

أتمتة الوظائف:

وفقًا لتقديرات “ماكينزي”، قد يصبح نحو 30% من الوظائف الأميركية مؤتمتة بحلول عام 2030. هذا التحول دفع بعض الخبراء إلى طرح فكرة “الراتب الأساسي الشامل” لضمان الاستقرار الاجتماعي.

الوظائف الجديدة:

في المقابل، يرى البعض أن التغيير سيكون تدريجيًا، وتتوقع شركة “غارتنر” أن الذكاء الاصطناعي سيخلق وظائف جديدة تفوق ما سيلغيه بحلول عام 2027. النقاش يدور حول السرعة والحجم، وليس حول ما إذا كان التغيير سيحدث.

سباق نحو “الذكاء الخارق” (AGI)

متى سنرى ذكاءً اصطناعيًا يضاهي العبقرية البشرية؟ يتنافس عمالقة القطاع على تحديد موعد الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام (AGI):

توقعات متضاربة:

مؤسس شركة “أنثروبيك” داريو أمودي يتوقع وصول AGI بحلول عام 2026، بينما يرى سام ألتمان، رئيس “أوبن إيه آي”، أنه من الممكن إنشاء ذكاء قادر على تحقيق اكتشافات علمية بحلول 2028.

انقسام “ميتا”:

بالرغم من أن “ميتا” جعلت الذكاء الخارق أولوية قصوى، إلا أن رئيس الأبحاث المتعلقة بالذكاء الاصطناعي فيها، يان ليكون، يعتبر فكرة “ابتكار عباقرة في مركز بيانات” مجرد وهم.

مصير الإعلام: تحوّل أكبر من اختراع المطبعة

تشهد منظومة الأخبار أكبر تحول لها منذ قرون. الذكاء الاصطناعي التوليدي، وروبوتات الدردشة، وملخصات “غوغل” باتت تستخدم المحتوى الإخباري وتعيد تقديمه دون أن يحتاج المستخدم لزيارة الموقع الأصلي.

تراجع الإيرادات:

هذا التوجه يقلل من معدل تصفح المواقع الإخبارية ويهدد عائداتها الإعلانية.

حلول مطروحة:

تواجه وسائل الإعلام هذا التحدي عبر تحويل محتواها إلى “منتج فاخر عالي القيمة” (مثلما فعلت “فاينانشال تايمز”)، أو باستخدام تقنيات حجب المحتوى، أو اللجوء إلى الشراكات والتقاضي ضد عمالقة الذكاء الاصطناعي.

“سلوب” (Slop): طوفان المحتوى الرديء

على الرغم من الوعود الهائلة بتحسين الكشف عن السرطان ومواجهة التغير المناخي، يظل التجلي الأكثر وضوحًا للذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية هو التدفق الهائل للمحتوى الرديء أو “السلوب” (Slop).

من صور الدببة القافزة على “إنستغرام” إلى مشاهد المدن المتفجرة على “تيك توك”، هذه المحتويات المُزيفة التي تُنشر غالبًا على أنها حقيقية تساهم في نشر المعلومات المضللة وتعميق الالتباس، في تدفق يبدو أنه لا يمكن كبحه بالكامل حتى مع جهود المنصات لتصنيفه وحذفه.

إن عام 2026 يمثل حقبة حرجة، حيث يتصارع الابتكار المالي والتكنولوجي مع التداعيات الاجتماعية والأخلاقية. هل سنشهد انكماشًا أم استمرارًا للطفرة؟ الإجابة ستحدد شكل مستقبلنا القريب.

ما هو الجانب الذي يثير فضولك أكثر في مستقبل الذكاء الاصطناعي؟ الجانب الاقتصادي، أم تأثيره على الوظائف؟

إقرأ أيضاً : غوتيريش يحذّر من “هيمنة الخوارزميات” ومخاطر الذكاء الاصطناعي على مستقبل البشرية

إقرأ أيضاً : فخ التوظيف الكوري الشمالي: منصة وهمية لاستهداف خبراء الذكاء الاصطناعي الأميركيين.

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

 

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.