عندما ينتهي اليوم.. هل ستقوم إيران بضرب مواقع عسكرية في العراق؟
داما بوست | إيران
انتهى اليوم الثلاثاء 19 أيلول/ سبتمبر، الاتفاق الأمني بين إيران والعراق القاضي بنزع السلاح وطرد الإرهابيين من إقليم كوردستان العراق، بعد أن رفضت طهران تمديده على لسان وزير دفاعها “محمد رضا أشتياني”، متوعدة باتخاذ القرار المناسب في حال عدم وفاء الجانب العراقي بالتزاماته.
وكانت وسائل إعلامية قد نشرت تقاريراً تفيد بتوجه أرتال عسكرية إلى الحدود مع إقليم كردستان العراق، قرأها مراقبون على أنها تمهيد لشن ضربات من قبل القوات البرية في الحرس الثوري الإيراني، على مواقع المسلحين في كوردستان العراق.
وفي هذا الإطار نفى المحلل السياسي من طهران “مصدق بور” لـ “داما بوست” نية بلاده شن ضربات عسكرية على مواقع في إقليم كوردستان العراق، معتبراً أن التصريحات الأخيرة الصادرة عن وزير الدفاع الإيراني، تعد بمثابة رسائل لضبط الأمن والاستقرار في المدن الحدودية.
وبين “بور” أن إيران كانت تأمل أن يُتخذ اتفاق حدودها المشتركة مع العراق، بمنحى أكثر جدية منذ أن وقع في شهر آذار/ مارس الفائت، لافتاً إلى أنها تقدر بالفعل أهمية الإجراءات التي اتخذها العراق لإخراج تلك الجماعات المسلحة من المنطقة الحدودية، حسب تصريحات وزير الخارجية الإيراني “حسين أمير عبد اللهيان”.
فيما أوضح “بور” أن المشكلة تكمن في رفض الانفصاليين تسليم أسلحتهم إلى حكومتي بغداد وأربيل، خصوصاً المقيمين في “جبل قنديل” مؤكداً أن بلاده لا ترفض أن تمارس تلك الأحزاب نشاطاتها السياسية وإن كانت معارضة، ما إن كانت وفقاً للقوانين الدولية وبصورة سلمية، دون السلاح الذي يهدد أمنها واستقرارها.
وأشار إلى أن إيران مرتاحة رسمياً، بعد البدء بإزاحة مقار الجماعات الانفصالية من حدود إيران وباقي مناطق الإقليم القريبة منها، إلى مقار جديدة في عمق أراضي كردستان العراق.
وأضاف.. إن ما زاد ارتياحها البيان الصادر عن “الحزب الديمقراطي الكردستاني” والذي أبدى فيه استعداده للتعاون مع الاتفاق الأمني العراقي الإيراني، بهدف تطوير العلاقات مع طهران وبغداد وإقليم كوردستان، وذات الرغبة أبداها حزب “كوملة” الكردي حسب قوله.
واقترح الباحث السياسي أن يكون هناك وساطة من إقليم كوردستان العراق بين طهران والانفصاليين، سيما أن إيران صديقة للأكراد وطالما ساندتهم في محنهم، ما يوجب عليهم الإبقاء على أمن واستقرار حدودها لا زعزعتها، ومن جهة أخرى طالب الحكومة الإيرانية الاهتمام أكثر بالمناطق الكردية عبر تعزيز المشاريع الاستثمارية في مناطقهم.
بينما دعا “بور” الانفصاليين إلى عدم الانصياع إلى المآرب الأمريكية، التي تسعى إلى خلق خلايا إرهابية في المنطقة الحدودية الإيرانية، على اعتبار وجود قواعد أميركية في الإقليم، تدعم وجود المعارضة الإيرانية وتضغط على أربيل وبغداد بهذا الصدد، سيما أن الانفصاليين خارجين عن سيطرتهما.
ويرى الباحث السياسي أن الجيش العراقي لا يمكنه السيطرة بالكامل على مناطق سيطرة الانفصاليين، والإقليم لا يمكنه تجاوز تعاطفه مع تلك الجماعات، وفي ذات الوقت إيران تريد حلاً جذرياً لا مؤقتاً وبالتالي يجب أن تتحول وعود الحكومة العراقية إلى أفعال تمكنها من حل المشكلة وإنهاء الخروقات التي تسببها الجماعات داخل إيران وعلى حدودها، إضافة إلى الأمن القومي العراقي.
جدير بالذكر أن مستشار الأمن القومي العراقي “قاسم الأعرجي” توجه أمس الاثنين على رأس وفد أمني إلى أربيل، لمتابعة تنفيذ الاتفاق الأمني بين العراق وإيران بعد توجيهات من رئيس مجلس الوزراء العراقي “محمد شياع السوداني”.