حمص: رفع حظر التجوال واستئناف الدوام المدرسي بعد التوتر
عادت أحياء مدينة حمص إلى حياتها الطبيعية تدريجياً، بعد إعلان مديرية الأمن الداخلي مساء الإثنين رفع حظر التجوال الذي فُرض في عدد من مناطق المدينة على خلفية توترات أمنية شهدتها المحافظة خلال الساعات الماضية. كما أكدت مديرية التربية استئناف الدوام المدرسي في جميع المدارس بدءاً من يوم الثلاثاء، بعد تعليق استمر ليوم واحد.
وقال مراسل تلفزيون سوريا إن قرار رفع الحظر جاء عقب تقييم الوضع الميداني واستمرار انتشار وحدات الأمن الداخلي في مختلف الأحياء لضمان الاستقرار ومتابعة أي تطورات محتملة.
وفي موازاة ذلك، دعت مديرية التربية الكوادر الإدارية والتعليمية والطلاب إلى الالتزام بالدوام وفق الأنظمة والتعليمات المعمول بها، مشيرةً إلى أنها على تواصل مستمر مع الجهات الأمنية والإدارية لمواكبة أي مستجدات قد تؤثر على سير العملية التعليمية.
من جريمة زيدل إلى توتر أمني في حمص
وجاءت هذه الإجراءات عقب حادثة قتل هزّت محافظة حمص صباح الأحد، حيث عُثر على رجل وزوجته مقتولين داخل منزلهما في بلدة زيدل، وكانت جثة الزوجة متفحمة، إضافة إلى وجود كتابات ذات طابع طائفي في موقع الجريمة، ما أثار قلقاً واسعاً بين السكان.
قائد الأمن الداخلي في حمص، العميد مرهف النعسان، أوضح أن الجهات المختصة باشرت فوراً تطويق المكان، وجمع الأدلة، وفتح تحقيق موسع لكشف ملابسات الجريمة وتحديد هوية الفاعلين، مؤكداً اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الأهالي والحفاظ على استقرار المنطقة.
هجوم مسلّح وتصعيد في حي المهاجرين
وبالتوازي مع التحقيقات، شهد حي المهاجرين في مدينة حمص مساء الأحد توتراً أمنياً إثر هجوم نفذته مجموعة مسلّحة من عشائر بني خالد على الحي. وبحسب مصادر محلية، أطلق المهاجمون النار عشوائياً واقتحموا عدداً من المنازل، كما تعرّضت عدة محال تجارية للتخريب، ما تسبّب بحالة من الذعر بين السكان، ودفع الأجهزة الأمنية إلى الانتشار في المنطقة.
وعلى ضوء هذه التطورات، فرضت الجهات المختصة حظراً للتجوال في عدد من أحياء المدينة، فيما أعلنت مديرية التربية تعليق الدوام المدرسي يوم الإثنين ريثما تستقر الأوضاع.
وفي تصريح سابق لقناة الإخبارية، أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، أنه لا يوجد حتى الآن أي دليل مادي يثبت أن الجريمة ذات طابع طائفي، مشيراً إلى أن التحقيقات الأولية أظهرت أن العبارات التي وُجدت في المكان كُتبت بقصد التضليل، وإثارة الفتنة، وصرف الأنظار عن الفاعل الحقيقي.
ولفت إلى أن المعطيات المتوافرة تشير إلى أن الجريمة جنائية، بالرغم من وجود محاولات لاستغلالها لإثارة التوتر الطائفي، موضحاً أن جميع الاحتمالات لا تزال قيد الدراسة من قبل البحث الجنائي الذي يواصل عمله بحياد وشفافية لكشف ملابسات الحادثة.
وحذّر البابا من قيام بعض الجهات باستغلال الحادثة لبث روايات كاذبة ومفبركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بهدف زعزعة الاستقرار وضرب السلم الأهلي، داعياً المواطنين إلى عدم الانجرار وراء المعلومات المضللة والاعتماد على المصادر الوطنية لمتابعة مسار التحقيق.
أضرار واسعة وتحقيقات مستمرة
وفي سياق متصل، أعلن مدير صحة حمص، الدكتور عبد الكريم غالي، أن مشافي المدينة استقبلت أمس جثتي الضحيتين عبد الله العبود الناصر الخالدي وزوجته، إضافة إلى 18 إصابة معظمها ناجمة عن إطلاق نار عشوائي، إلى جانب بعض الإصابات الناتجة عن حوادث مرورية.
وأعلنت محافظة حمص أن الحصيلة الأولية للأضرار الناجمة عن الحادثة شملت تضرر 19 منزلاً، و29 سيارة، و21 محلاً تجارياً، مؤكدة استمرار نشر الوحدات الأمنية في المناطق المتضررة. كما شددت على أن التحقيقات المتعلقة بالجريمة في زيدل تُجرى بإشراف القضاء المختص لضمان الوصول إلى الجناة وتقديمهم للمحاسبة.
عودة تدريجية للحياة
ومع رفع حظر التجوال وإعادة فتح المدارس، تبدو المحافظة في طريقها لاستعادة الهدوء، في وقت تواصل فيه الجهات الرسمية إجراءاتها الأمنية والإدارية لضمان عدم تجدد التوتر وطمأنة السكان بأن الوضع تحت السيطرة.