تهديدات توقف عودة سكان معرة مصرين الشيعة.. وتعثر خطة تسليم العقارات لأصحابها
علم موقع “المدن” أن عملية عودة السكان المنتمين للطائفة الشيعية إلى مدينة معرة مصرين شمالي إدلب توقّفت خلال الأيام الماضية، وذلك بعد تلقي عدد من العائدين تهديدات شعبية استهدفتهم عقب محاولتهم استلام عقاراتهم التي كانت مصادرة لصالح مكتب الغنائم التابع لهيئة تحرير الشام سابقاً.
توجه حكومي لإعادة العقارات لأصحابها:
وكان موقع “المدن” تحدث في تقارير سابقة، قد أشارت إلى وجود توجه حكومي لإعادة الممتلكات العقارية والأراضي الزراعية إلى مالكيها الأصليين من أبناء الطائفة الشيعية، الذين شكّلوا قبل عام 2012 نحو 20% من سكان المدينة.
وبحسب مصادر المدن، سُمح للعائلات الشيعية خلال الأسابيع الماضية بتفقد بيوتها تحت حماية وفرت لهم، شرط تقديم وثائق ملكية رسمية (طابو، عقد بيع، حكم محكمة) تمهيداً لتسليمها خلال فترة قصيرة بعد إخلائها من الشاغلين الحاليين، سواء كانوا مدنيين أو شخصيات مرتبطة بوزارة الدفاع.
حلّ جزئي للملف.. ثم عودة التوتر:
وذكرت مصادر مطلعة أن الحكومة قامت بالفعل بتسليم بعض العقارات إلى مالكيها بعد إخلائها، ضمن تفاهم يقضي بالسماح للسكان الشيعة بزيارة المدينة وتفقد ممتلكاتهم من دون الإقامة الدائمة في الوقت الحالي. وشهدت معرة مصرين خلال الأشهر الماضية زيارات عديدة لهؤلاء الملاك الذين استلموا ممتلكاتهم بعد استكمال الإجراءات الروتينية المتعلقة بإثبات الملكية.
وبحسب “المدن” فإنّ تصاعد الغضب الشعبي وتحوّله إلى تهديدات مباشرة للعائدين أدى إلى عرقلة التحرك الحكومي، في ظل استمرار التوتر الطائفي وما يتردد عن “موالاة” الشيعة للنظام السابق، وفق ما يرى بعض أهالي المنطقة، وفق “المدن”.
رفض شعبي واسع لعودة السكان الشيعة:
وقال “أبو هشام”، وهو أحد سكان المدينة، إن هناك “رغبة شعبية كبيرة بعدم عودة أبناء الطائفة الشيعية”، معتبرًا أن كثيرًا من أهالي معرة مصرين ينظرون إليهم كموالين وأعوان للنظام السابق، الأمر الذي يجعل حياتهم تحت خطر دائم.
وأعرب مواطن آخر يُدعى أحمد عن تخوف الأهالي من “استئناف نشاط التشيع” الذي كان مدعوماً سابقاً من النظام، حسب وصفه، مشيراً إلى وجود خشية من “ارتباطات محتملة” بين الشيعة والنظام الإيراني، وفقاً لما نقلت “المدن” عنه.
تراجع أسعار العقارات وعمليات بيع واسعة:
ورصدت “المدن” نشاطًا متزايدًا في بيع العقارات العائدة للسكان الشيعة بعد توقف مسار العودة. وتشهد المدينة عروضًا كثيرة لبيع منازل وأراضٍ زراعية تعد من أغلى العقارات قيمة في المنطقة، لكن الاستعجال في البيع أدى إلى انخفاض الأسعار بنسب تتراوح بين 30% و50%.
وأكد عاملون في المجال العقاري أن الشقق التي كان سعرها لا يقل عن 30 ألف دولار باتت تباع بنحو 15 ألف دولار فقط، وهو ما استغلّه عدد من السكان من الطائفة السنية لتملك هذه العقارات بأسعار منخفضة.
خلفية التهجير والسيطرة على الممتلكات:
وكان السكان الشيعة قد نزحوا بشكل جماعي عام 2012 نحو بلدة الفوعة ثم خرجوا ضمن اتفاقيات التهجير التي شملت الفوعة وكفريا. وبعد مغادرتهم، سيطر “مكتب الغنائم” في هيئة تحرير الشام على ممتلكاتهم، والتي تشمل نحو 1000 دونم من الأراضي المزروعة بالزيتون جنوب المدينة، وقرابة 700 عقار سكني في منطقتيها الجنوبية والشرقية.
ملف عقاري واجتماعي معقّد:
ويعد ملف عودة السكان الشيعة أحد أكثر الملفات حساسية في مدينة معرة مصرين، نظراً لطبيعته الطائفية وتداخلاته العقارية والاجتماعية، إلى جانب المخاوف من تجدد التوتر بين مكونات المجتمع المحلي.
إقرأ أيضاً: الفوعة بلدة سورية بين التهجير والتملّك المؤقت
إقرأ أيضاً: إدلب: توجه رسمي لإعادة ممتلكات الطائفة الشيعية في معرة مصرين.. والإقامة مؤجّلة