دلالات وأهداف جولة “نتنياهو” في الأراضي السورية الجولان المحتل

قال الباحث في العلاقات الدولية محمد نادر العمري إن الجولة التي قام بها رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” برفقة وزير جيشه “يوآف كاتس” في الجولان السوري المحتل أثارت كثيراً من الجدل، معتبراً أنها خطوة تصعيدية واستفزازية تحمل رسائل متعددة على المستويات الداخلية والإقليمية والدولية. ويمكن بحسب العمري تلخيص أبرز الدلالات في أربع نقاط رئيسية:

1. دلالات داخلية: تعزيز تماسك الائتلاف وكسب اليمين المتطرف

يسعى “نتنياهو” من خلال هذه الجولة إلى ترميم شعبيته داخل “إسرائيل”، خصوصاً لدى قواعد اليمين المتطرف التي اتهمته بالفشل بعد تمرير مبادرة ترامب في مجلس الأمن، والتي تضمّنت تلميحاً بإمكانية إقامة دولة فلسطينية.

ويهدف “نتنياهو” إلى تثبيت شرعية حكومته وتعزيز تماسك الائتلاف الحاكم عبر استعراض ميداني يحاكي الخطاب الأمني الذي يعتمد عليه سياسياً.

2. رسالة مباشرة لسوريا: التمسك بالجولان ونسف فرص التفاوض

تحمل الزيارة رسالة واضحة لدمشق بأن “إسرائيل” لن تتخلى عن الجولان المحتل ولا عن المواقع الاستراتيجية التي احتلتها بعد سقوط النظام السابق.

ويأتي ذلك بالتزامن مع تسريبات إسرائيلية عن انسداد أفق المحادثات السورية الإسرائيلية، ما دفع وزارة الخارجية السورية إلى إصدار بيان يدين جولةنتنياهو” ويؤكد عدم شرعيتها.

كما تسعى “تل أبيب” إلى تكريس حضورها العسكري في المنطقة لحماية ما يسمى “الأمن القومي الإسرائيلي”.

3. رسالة إقليمية للسعودية: فرض شروط “تل أبيب” في معادلة السلام

تتضمن الخطوة أيضاً رسالة إلى السعودية التي تدفع باتجاه مبادئ سلام قائمة على الاعتراف بدولة فلسطينية.

4. رسالة مزدوجة للولايات المتحدة: دعم اللوبي المؤيد وتخفيف الضغوط

توجّه الزيارة رسالتين متناقضتين إلى واشنطن:

الأولى: طمأنة القوى الداعمة لـ “إسرائيل” في الولايات المتحدة بأن حكومة “نتنياهو” تحقق “إنجازات ميدانية” وتحافظ على المصالح الإسرائيلية.

الثانية: محاولة كسر الضغوط الأمريكية التي تمارسها إدارة ترامب لدفع “إسرائيل” نحو الالتزام بالاستراتيجية الأمريكية في المنطقة وبالمسارات التفاوضية التي تحددها واشنطن.

إقرأ أيضاً: “نتنياهو” يربط التفاهمات مع سوريا بتفكيك الجماعات الجهادية ونزع سلاح الجنوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.