ارتفاع إصابات التهاب الكبد الوبائي في سورية.. درعا تتصدر
تشهد سورية زيادة لافتة في عدد إصابات التهاب الكبد الوبائي A، وفق ما أعلنته وزارة الصحة التي سجّلت 2207 حالات في مختلف المحافظات، جاءت محافظة درعا في مقدمتها بنسبة تقارب 20% من إجمالي الإصابات، وهو ما أعاد تسليط الضوء على مصادر العدوى، خصوصاً مياه الشرب، وضرورة تعزيز برامج التوعية الصحية داخل المدارس ومراكز الإيواء.
وقال مدير مديرية الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة، ياسر فيصل الفروح، في تصريح لـ”العربي الجديد”، إن الوزارة تتابع جميع الحالات المشتبه بها عبر نظام الترصد الوبائي، مع إجراء تحاليل مخبرية لعَيّنات المياه بحثاً عن مصدر العدوى، إلى جانب تنفيذ حملات توعية حول الوقاية ونظافة اليدين، وتوزيع حبوب الكلور لتعقيم المياه. وأضاف أن لجنة خاصة تتابع الحالات بشكل يومي، وتتلقى الإبلاغات من المدارس والمراكز الصحية، مشيراً إلى أن أحدث عينات المياه تم سحبها في 16 من الشهر الجاري.
درعا وطرطوس في الصدارة.. وحلب تسجل إصابات محدودةوأوضح الفروح أن عدد الإصابات المؤكدة وصل إلى 2207 حالات، معظمها في محافظتي درعا وطرطوس، بينما سجّلت محافظة درعا وحدها 434 حالة، مؤكداً أن المرض فيروسي ينتقل عبر الطعام والمياه الملوثة، وأن ظروف المعيشة الحالية—مثل تقاسم عبوات المياه أو تناول الأطعمة المكشوفة—تزيد من احتمالات انتشاره. كما أشار إلى أن المرض لا يستدعي عزل الأطفال ما لم تظهر عليهم الأعراض، وأن المدارس لا تُغلق لمثل هذا النوع من الإصابات.
وبيّن الفروح أن لقاح التهاب الكبد A غير مدرج ضمن برنامج التطعيم الوطني، باعتباره مرضاً فيروسياً محدود المخاطر، إذ لا تتجاوز نسبة الوفيات بسببه 1%، بينما لا تظهر الأعراض إلا على نحو 50% من المصابين.
طبيعة المرض والعلاجويُعد التهاب الكبد الوبائي A الأكثر انتشاراً بين الأطفال في سورية. وينتقل غالباً من خلال الطعام أو الشراب الملوث، أو عبر المخالطة المباشرة لشخص مصاب. ولا تحتاج الحالات المتوسطة إلى علاج خاص، إذ يتعافى المصابون غالباً بشكل كامل من دون أي ضرر دائم في الكبد. وتشدد وزارة الصحة على أهمية الالتزام بالنظافة الشخصية، وغسل اليدين المستمر، والحرص على تعقيم المياه، معتبرة اللقاح وسيلة فعّالة للوقاية.
درعا الأكثر تضرراً.. ومراكز الإيواء بؤر انتشارمن جانبه، أكد مدير الصحة في محافظة درعا، يعرب الزعبي، أن المديرية تواصل العمل على التوعية الصحية ومتابعة الحالات، وتقديم العلاج في المراكز والمستشفيات الحكومية. وأشار إلى أن فرق الاستجابة سجّلت حالات عديدة بين الطلاب والمقيمين في مراكز الإيواء، لافتاً إلى أن السبب الرئيسي للانتشار كان المياه الملوثة. وأضاف أن الأطفال المصابين تلقوا علاجاً داعماً يشمل “السيروم” وخافضات الحرارة، مبيناً أن الإصابات موجودة في مختلف المحافظات، لكن درعا هي الأكثر تضرراً.
تفاصيل الإصابات محلياً وتوصيات فريق التقصيووفق تقرير فريق التقصي الصحي، سجّلت بلدة الغارية الشرقية 12 إصابة، بينما ارتفع عدد الحالات في مدينة بصرى الشام والقرى القريبة منها إلى 42 إصابة خلال الأيام العشرة الأخيرة، توزعت على بصرى ومعربة وجمرين وصماد. كما وثّق مركز إيواء “إنعاش الريف” في بلدة غصم 7 إصابات بين العائلات المهجّرة، في حين لم تُسجّل أي إصابات في عشر مدارس أخرى.
وأوصى الفريق بتشكيل لجنة متابعة في مستشفى بصرى، والتنسيق مع مسؤولي شبكة المياه لمراقبة الكلورة، وتعزيز دور المثقفين الصحيين في المدارس، وتزويدها بالصابون ووسائل التعقيم، إلى جانب تفعيل برامج التوعية اليومية للطلاب. وأكدت مديرية الصحة استمرار مراقبة الوضع الصحي بهدف السيطرة على انتشار المرض وحماية الطلاب والمجتمع المحلي.
أهمية مراقبة الأعراضويُعد التهاب الكبد الوبائي من الأمراض الفيروسية التي قد تنتقل بسهولة، وتشمل أبرز أعراضه: الحمى، الغثيان، القيء، فقدان الشهية، آلام المفاصل والعضلات، تغير لون البول إلى الغامق، ألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن، واليرقان. ورغم ذلك، يشير التقرير إلى أن نسبة كبيرة من المصابين لا تظهر عليهم أي أعراض، ما يجعل متابعة الحالات والترصد الوبائي أمراً بالغ الأهمية لمنع تفشّي المرض.
اقرأ أيضاً:الصحة العالمية: تطعيم 1.6 مليون طفل في 13 محافظة سورية