متحف دمشق تحت المجهر بعد حادثة السرقة
تتكشف تباعاً تفاصيل جديدة حول حادثة السرقة التي طالت قاعة الآثار الكلاسيكية في المتحف الوطني بدمشق قبل أيام، في وقت يواصل فيه وزير الثقافة، محمد ياسين الصالح، متابعة التحقيقات والإجراءات المتخذة لضمان حماية المقتنيات الأثرية.
وخلال جولة تفقدية أجراها الوزير برفقة معاونيه ومدير عام الآثار والمتاحف أنس حج زيدان، اطّلع على واقع القاعات المتضررة، واستمع من الموظفين والمسؤولين إلى المعطيات المتوافرة حول الاقتحام الذي أدى إلى سرقة ستة تماثيل رومانية نادرة تجسّد المعبودة “فينوس”، مصنوعة من الجص والرخام والمرمر، ويتراوح ارتفاعها بين 23 و40 سنتيمتراً.
لجنة خاصة وجرد شامل لمقتنيات المتحف ومنذ اللحظات الأولى للحادثة، وجّهت وزارة الثقافة بإخلاء القاعات لتسهيل عمل فرق التحقيق ومنع العبث بمسرح الجريمة. كما أصدر الوزير قراراً بتشكيل لجنة اختصاصية لدراسة الوضع الراهن للمتحف، والبدء بعملية جرد شاملة لمقتنياته، بما يشمل مراجعة القطع المفقودة منذ عام 2011 وتقييم أي أضرار محتملة لحقت بالمتحف خلال السنوات الماضية، سواء نتيجة الإهمال أو أعمال السرقة أو التلف.
وفي إطار التحقيق، استعانت الوزارة بخبرات تكنولوجية سورية مستقلة بهدف تحليل الأدلة المتوافرة واستخراج أكبر قدر ممكن من المعلومات التي قد تسهم في تتبع مسار التماثيل المسروقة.
دلائل أولية على هوية المشتبه بهم وقال مصدر خاص لموقع تلفزيون سوريا إن الوزارة تعمل بالتنسيق مع الجهات الأمنية على دراسة المعطيات التي ظهرت مؤخراً، مشيراً إلى أن “أسلوب تنفيذ العملية، إضافة إلى جهل الفاعلين بعمل المنظومة الأمنية في المتحف، ساعد في تحديد مواصفات جسدية لبعض المشتبه بهم”. وتأمل الوزارة أن تقود التحقيقات الجارية إلى الوصول للجناة واستعادة القطع المسروقة في أسرع وقت ممكن.
وكانت عملية الاقتحام قد وقعت ليلة الأحد – الإثنين (10–11 تشرين الثاني)، حيث تم كسر بعض الخزائن الزجاجية داخل قاعة الآثار الكلاسيكية وسرقة التماثيل الستة، ما دفع الوزارة إلى إصدار تعميم رسمي يتضمن مواصفات القطع المسروقة، داعية المواطنين للإبلاغ عن أي معلومات قد تساعد في العثور عليها.
إلى ذلك، باشرت لجنة تطوير النموذج الأمني في المتحف عمليات جرد إضافية للمقتنيات بهدف التأكد من عدم فقدان أي قطع أخرى، بالتوازي مع تعزيز منظومة الحماية والمراقبة.
اقرأ أيضاً:أخبار كاذبة لا أساس لها الآثار السورية ترد على مزاعم تفريغ المتحف الوطني