محاكمة “انتهاكات الساحل” في حلب… حدث تاريخي أم مسار عدالة مثير للجدل؟

وصفت الإذاعة الفرنسية افتتاح أول محاكمة علنية مخصّصة لمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات في قصر العدل بحلب بأنه حدث “تاريخي”، لكنها شددت في الوقت نفسه على أنّ هذه الخطوة لا تمثل عدالة انتقالية حقيقية، وقد تساهم وفق تقديرها في زيادة الاحتقان بين المجتمعات السورية وإثارة أعمال انتقامية خارج إطار القانون.

انتقادات لمسار المحاكمات وبطء الإجراءات:

وبحسب تقرير الإذاعة، فإن المسار القضائي الذي بدأته السلطات السورية يواجه انتقادات واسعة، إذ يرى مراقبون أنّ معالجة الجرائم والانتهاكات أمر ملحّ، لكن الإجراءات الحالية بطيئة وغير مكتملة، ولا تزال تفتقر إلى آليات واضحة تضمن الشفافية والثقة العامة.

وأشارت الإذاعة إلى أنّ الحكومة السورية كانت قد أعلنت في أيار الماضي تشكيل لجنتين:

1- لجنة للعدالة الانتقالية

2- لجنة للمفقودين

إلا أن الغموض الذي يحيط بعمل اللجنتين وطريقة تشكيلهما أثار تساؤلات حول مدى فعاليتهما وقدرتهما على تحقيق العدالة المنشودة.

حساب أولي لمصداقية الإصلاح القضائي:

واعتبر التقرير أنّ المحاكمة الجديدة ستكون اختباراً حقيقياً لقياس مصداقية مسار الإصلاح القضائي الذي تتحدث عنه السلطات السورية. كما رجّح أن تؤدي الأحكام المرتقبة إلى احتجاجات بين ذوي المتهمين وبعض الفئات المتشددة، ما قد يخلق حالة توتر في الشارع.

انعقاد الجلسات في حلب لأسباب أمنية:

ونقلت الإذاعة عن مصدر مطّلع أنّ المتهمين محتجزون حالياً في أعزاز شمال البلاد، وأنّ قرار نقل المحاكمة إلى حلب وليس إلى دمشق جاء لأسباب أمنية تتعلق بتجنب المخاطر المحتملة أثناء نقلهم.

بداية المحاكمة العلنية وتأكيد استقلال القضاء:

وشهدت مدينة حلب، يوم الثلاثاء، أولى جلسات المحاكمة العلنية المتعلقة بـ أحداث الساحل مطلع آذار الماضي، حيث أكد المتحدث باسم لجنة التحقيق لقناة الجزيرة أنّ القضاء في “العهد السوري الجديد” يعمل باستقلالية تامة.

اتهامات تتعلق بالفتنة والاعتداء على الأمن:

وتشمل المحاكمة الموقوفين المتهمين بـ:

1- إثارة الفتنة الطائفية

2- السرقة

3- الاعتداء على قوى الأمن الداخلي

4- الاعتداء على الجيش السوري

وتُعد هذه الجلسات أول تجربة من نوعها في سوريا بعد مرحلة الأحداث الأخيرة، وسط مراقبة محلية ودولية لمدى التزامها بمعايير العدالة وشفافية الإجراءات.

إقرأ أيضاً: تأجيل الجلسة الأولى لمحاكمات الساحل السوري إلى ديسمبر

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.