انتخابات اتحاد الكرة السوري: مسرحية قديمة بوجوه جديدة.. والمنافسة “شكلية”
يجري اتحاد كرة القدم السوري بعد غد الخميس (20 نوفمبر 2025) انتخاباته لتحديد اللجنة التنفيذية التي ستقود اللعبة لأربع سنوات مقبلة (2025 – 2029).
ومع إعلان القوائم النهائية، ساد الشارع الرياضي تشاؤم واسع بأن العملية لن تكون سوى “نسخة جديدة من المسرحية القديمة”، حيث تبدو النتائج محسومة مسبقًا بفعل التدخلات والولاءات.
اللوائح المتنافسة: واجهات أم مشروع عمل؟
استقر المشهد الانتخابي على لائحتين رئيسيتين، كلتاهما مدعومتان ومقربتان من مركز القرار في الرياضة السورية، مما أثار التساؤلات حول وجود منافسة حقيقية.
1- اللائحة الأولى (جمال الشريف)
الرئيس: الحكم الدولي السابق جمال الشريف.
أبرز الأسماء: نبيل السباعي (مرشح نائب الرئيس)، تاج الدين فارس، أنور عبد القادر، ووليد أبو السل.
نقاط القوة: اللائحة تضم أسماء ذات خبرة رياضية وشعبية واسعة (الشريف محلل دولي ومحكم مونديالي سابق).
السؤال الجوهري: هل ستكون هذه الأسماء مجرد “واجهة محترمة” لتجميل المشهد، أم سيُسمح لها بالعمل بحرية فعلية؟
2- اللائحة الثانية (فراس تيت)
الرئيس: فراس تيت (شغل سابقًا منصب رئيس الألعاب الجماعية في وزارة الرياضة).
أبرز الأسماء: رئيس الاتحاد الأسبق فادي دباس (أحد أكثر الأسماء إثارة للجدل)، ومجموعة من الأسماء التي غابت عن الساحة.
الملاحظات: التقرير يشير إلى أن هذه اللائحة تضم أسماء “غابت طويلاً” وبعضها لا يعرفه الجمهور أصلاً، مما يثير تساؤلات حول إعادة “تدوير الفشل” السابق.
مطرقة الوساطة وسندان الفساد
أشار التحليل إلى أن المشكلة لا تكمن في الأشخاص بقدر ما تكمن في آليات العمل والسلطة التي تحكم القرار الرياضي:
ضغط وتوجيه: كشفت تصريحات سابقة لمرشحين عن وجود “ضغوط وتوجيهات تمارس على الناخبين”.
وأن قوائم التصويت و”توزيع الحصص” تكون محددة مسبقًا قبل فتح الصندوق.
ازدواجية المناصب: أثيرت الريبة حول ترشح جمال الشريف وهو لا يزال يشغل منصب نائب وزير الرياضة.
ما يهدد استقلالية القرار الرياضي ويجعل المنصب الحكومي منصة انتخابية.
الملف المالي الأسود: لم يُفتح ملف الفساد بجدية، وتشمل الفضائح أموالاً مجمدة لدى “فيفا”، وعقود مدربين “وهمية” (مثل المدرب خوسيه لانا الذي قبض مليارات دون تدريب)، ومبالغ كبيرة جمعها أعضاء سابقون تحت شعار “دعم المغتربين” دون تسجيلها رسميًا.
الحسم الإداري والشرعية الزائفة
على الرغم من إعلان الأمانة العامة عن موعد الانتخابات وإعلان القوائم النهائية، يرى التقرير أن الحسم الإداري لا يضمن النزاهة الأخلاقية.
حتى حضور وفد من “الفيفا” قد يُفسر بأنه “ديكور قانوني” لمنح شرعية زائفة لـ “مشهد مطبوخ في مطبخ المصالح والولاءات”.
ويخلص التقرير إلى أن الكرة السورية تحولت إلى مرآة تعكس الفساد الأكبر من حدود الملاعب.
حيث “سُرقت الأحلام قبل الكؤوس”، وبات الانتصار الحقيقي هو الإيمان بأن الرياضة يمكن أن تكون يومًا نزيهة.
إقرأ أيضاً: التوجيهات السياسية: نادي الوحدة الدمشقي يُلغي سفره إلى إيران لمواجهة غورغان
إقرأ أيضاً: سوريا تكتسح باكستان بخماسية وتحسم التأهل لـ كأس آسيا بالعلامة الكاملة!