لماذا تروّج “إسرائيل” لسيناريو “اليوم التالي لأحمد الشرع” في سوريا؟
انتقلت “إسرائيل“ في الآونة الأخيرة من سياسة التشكيك التقليدية بالحكم السوري الجديد ورئيسه أحمد الشرع، إلى مرحلة التحذير والدعوة لاتخاذ إجراءات أمنية استباقية بذريعة احتمال اغتيال الشرع أو إزاحته من الداخل. وتستند هذه الادعاءات إلى تقارير ومواقع استخباراتية إسرائيلية تحدثت عن “تصاعد غضب جهاديين” داخل النظام السوري، إلى جانب تهديدات تنظيم داعش ووصفه للرئيس الشرع بـ“الخائن” عقب زيارته إلى واشنطن.
اعتماد على أحداث محلية:
وربطت التحليلات الإسرائيلية بين عدد من الأحداث داخل سوريا—مثل إطلاق صاروخي “غراد” من كفرسوسة باتجاه المزة، وكتابات مؤيدة لداعش في حماة—وبين ما تقول إنه مؤشرات على “تهديد حقيقي” لحكم الشرع. واستغلت هذه المواقع تلك الحوادث لتقول إن النظام السوري الجديد يواجه خطراً داخلياً متصاعداً.
تال بيري يضع سيناريوهات “اليوم التالي للشرع”:
وفي مقال للباحث الإسرائيلي تال بيري، رئيس قسم البحوث في موقع “ألما” الاستخباراتي، جرى استعراض ما سماه “السيناريوهات الخطيرة” في حال اغتيال الرئيس الشرع أو إسقاط حكمه. ويذهب بيري إلى أن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو انهيار الدولة وتفككها ودخولها في فوضى شاملة، ما قد يؤدي إلى:
1- صراع داخلي بين الميليشيات
2- توسع تنظيم داعش مجدداً
3- تقوية البنية العسكرية المناهضة لـ “إسرائيل” في الجنوب السوري
كما يطرح سيناريو بقاء النظام دون الشرع، لكن بقيادة جديدة قد تتعامل معه “إسرائيل” بحذر.
خطر الفوضى على الحدود الإسرائيلية:
ووفق الرؤية الأمنية الإسرائيلية، فإن فوضى محتملة في سوريا قد تفتح الباب أمام تدخلات إقليمية تشمل تركيا وإيران، بما قد يفرض تهديدات جديدة على الحدود الشمالية لـ “إسرائيل”، ويغيّر التوازنات الأمنية في المنطقة.
دعوات إسرائيلية للتأهب والتدخل الوقائي:
وانطلاقاً من هذه الفرضيات، يوصي بيري “الحكومة الإسرائيلية” والأجهزة الأمنية بـ:
1- الاستعداد الفوري لخطوات “وقائية ودفاعية” بالتنسيق مع الولايات المتحدة
2- تحسين التعاون العملياتي بين “الجيش الإسرائيلي” والقيادة المركزية الأميركية في الجنوب السوري
3- تعزيز الوجود الأميركي في قاعدة التنف وإغلاق المنطقة أمام القوات الموالية لإيران
4- تثبيت “منطقة عازلة” دفاعية في جنوب سوريا لمنع أي هجمات محتملة
5- مواصلة سياسة “جزّ العشب” ضد مواقع في الجنوب السوري قبل وقوع الفوضى
هل تخشى “إسرائيل” من اتفاق أمني أميركي–سوري؟
ويرى مراقبون أن إثارة هذه السيناريوهات قد تكون محاولة إسرائيلية لإقناع واشنطن بضرورة بقاء قواتها داخل الأراضي السورية التي تسيطر عليها منذ سقوط نظام الأسد، خشية أن تُجبر على الانسحاب ضمن أي اتفاق أمني قد يبرمه الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع دمشق و”تل أبيب”.
وبذلك تحاول “إسرائيل” إرسال رسالة واضحة مفادها أن الانسحاب غير ممكن في ظل “عدم استقرار النظام السوري الجديد”، وأن “مخاطر سقوط الشرع” تبرر بقاءها العسكري في الجنوب.
رسالة ضغط على الشرع؟
كما يمكن قراءة الحملة الإسرائيلية كنوع من التحذير السياسي لأحمد الشرع، ورسالة مفادها أن استمرار حكمه قد يكون مرهوناً بتقديم تنازلات أمنية وسياسية ترغب بها “إسرائيل”.
إقرأ أيضاً: حملة منسّقة على ميتا تستهدف الحكومة السورية وتروّج لـ داعش
إقرأ أيضاً: أين اختفى داعش.. ولماذا البادية أقل خطراً الآن؟