روبلوكس تعلن “انفصال الأعمار”: إنهاء عصر الدردشة العشوائية بين الأطفال والبالغين!
المنصة تواجه اتهامات بالتقصير وترد بـ “ماسح الوجه” الإجباري لحماية القُصّر.
في خطوة وصفت بأنها الأجرأ والأكثر إثارة للجدل في تاريخ السلامة الرقمية لمنصات الألعاب، أعلنت “روبلوكس”، عملاق عالم الميتافيرس والألعاب الذي يضم ملايين المستخدمين، عن تغييرات جذرية في سياسات التواصل والدردشة. الهدف المعلن: وضع حد للتفاعل غير المُرغوب فيه بين الأطفال والمستخدمين البالغين.
القرار المفاجئ لم يأتِ من فراغ، إذ تزايدت الضغوط التنظيمية والقانونية على الشركة في الفترة الأخيرة، مع ظهور دعاوى قضائية وتحقيقات إعلامية تتهم المنصة بأن تصميمها “جعل الأطفال فريسة سهلة للمعتدين”. فكم من مرة سمعنا عن بالغ انتحل شخصية طفل للاقتراب من قاصرين؟
لكن كيف تخطط روبلوكس لتنفيذ هذا الحظر؟
الإجابة تكمن في تقنية قد تُغير وجه اللعب عبر الإنترنت: خاصية التحقق من العمر عن طريق مسح الوجه.
ابتداءً من أوائل العام المقبل، لن يكون التصريح الذاتي بتاريخ الميلاد كافياً لاستخدام ميزات التواصل الأساسية. سيُطلب من اللاعبين الذين يرغبون في الدردشة إجراء فحص آلي لتقدير العمر عبر كاميرا الهاتف أو الحاسوب. هذه العملية، التي أكدت روبلوكس أنها تحافظ على الخصوصية ويتم فيها حذف الصور فوراً، ستصنف المستخدمين إلى “فئات عمرية” صارمة (مثل 9-12، 13-15، 18+).
مرحباً بكم في “الفصول العمرية الرقمية”
المُبتكَر في هذا النظام هو مبدأ “التواصل قرب العمر”، حيث لن يُسمح للقاصرين بالدردشة إلا مع مستخدمين ضمن مجموعتهم العمرية أو المجموعات القريبة منها. على سبيل المثال، لن يتمكن اللاعب البالغ من فتح حوار مع مراهق أو طفل دون الـ 16 عاماً.
وفي منشور رسمي، وصفت روبلوكس هذه الخطوة بأنها “تأسيس لمعيار جديد في الصناعة”، مؤكدة أنها أول منصة ألعاب أو تواصل تفرض فحص الوجه للوصول إلى ميزات الدردشة. هذا التصريح يحمل في طياته رسالة تحدٍ للعمالقة الآخرين.
وفي الوقت الذي تُرحب فيه هيئات حماية الطفل بهذه الضوابط المشددة التي تهدف إلى كبح جماح المحتوى المسيء والاستمالة، يخشى البعض من التداعيات على حرية التواصل والخصوصية، متسائلين:
هل أصبحت الحاجة إلى إثبات هويتنا في العالم الافتراضي هي الثمن الحقيقي للسلامة؟
قرار روبلوكس بفرض “انفصال الأعمار” ليس مجرد تحديث لسياسة، بل هو إعلان عن تحول عميق في كيفية إدارة السلامة والأمان في الفضاءات الافتراضية. العالم الرقمي يتغير، وهذه الخطوة تدعو جميع المنصات الأخرى لإعادة النظر في معاييرها
إقرأ أيضاً : هل نُربي أطفالنا لروبوتات؟ الذكاء الاصطناعي بين الوعود التعليمية ومخاوف العزلة الاجتماعية.
إقرأ أيضاً : بين التسلية والخطر: أسباب حظر لعبة روبلوكس في دول عربية وعالمية