مفاجأة علمية: الشرود الذهني قد يكون “دورة تنظيف” قسرية للدماغ!
لطالما اعتبر الكثيرون الشرود الذهني العابر علامة على التشتت أو الإهمال. لكن دراسة حديثة لخبراء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) كشفت عن وجه آخر لهذه الظاهرة اللاإرادية، مشيرة إلى أنها قد تكون في الواقع آلية دفاعية، أشبه بـ “دورة تنظيف للدماغ” تحدث قسراً لتعويض نقص النوم!
اكتشاف “موجات السائل النخاعي” أثناء اليقظة
استخدم الباحثون قياسات متقدمة للدماغ (تخطيط كهربية الدماغ والرنين المغناطيسي الوظيفي) لمراقبة نشاط المشاركين. وكانت النتائج مفاجئة:
تزامن الشرود:
تزامن فترات “فشل الانتباه” أو الشرود الذهني مع موجة سريعة من السائل النخاعي تتدفق خارج الدماغ وتعود إليه بعد ثانية أو ثانيتين.
تشابه مع النوم العميق:
تطابقت هذه الأنماط مع موجات السائل النخاعي التي تحدث عادةً فقط أثناء النوم العميق. يُعتقد أن هذا التدفق الليلي هو ما يساعد الدماغ على غسل الفضلات والسموم المتراكمة خلال اليوم.
تصريح الخبراء:
تقول عالمة الأعصاب لورا لويس من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: “إذا لم تنم، تبدأ موجات السائل النخاعي في التسلل إلى حالة اليقظة حيث لا تراها عادة. ومع ذلك، فإنها تأتي على مستوى الانتباه، حيث يفشل الانتباه خلال اللحظات التي تحدث فيها هذه الموجة.”
الدماغ يحاول تعويض نقصه من الراحة
لإثبات العلاقة بنقص النوم، تم اختبار المشاركين في الدراسة مرتين: مرة بعد ليلة نوم مريحة، ومرة بعد قضاء ليلة كاملة بدون نوم.
الأداء المعرفي:
كان الأداء أسوأ بشكل عام عندما لم يحصل المشاركون على قسط كافٍ من النوم.
تكرار الشرود:
الشرود الذهني كان أكثر شيوعًا بكثير بعد ليلة الحرمان من النوم.
يبدو الأمر كما لو أن الدماغ، في حاجة ماسة للراحة، يحاول الدخول في حالة “نوم خفيف” قسرية لـ “صيانة” بعض وظائفه المعرفية، ولو على حساب التركيز المؤقت.
الباحث الرئيسي يوضح: يقول عالم الأعصاب زينونغ يانغ:
“إحدى طرق التفكير في هذه الأحداث هي أن دماغك في حاجة ماسة إلى النوم، لذلك يحاول قصارى جهده للدخول في حالة تشبه النوم لاستعادة بعض الوظائف المعرفية. يحاول نظام السوائل في دماغك استعادة وظيفته عن طريق دفع الدماغ للتنقل بين حالات الانتباه العالي والتدفق العالي للسائل.”
الشرود الذهني: ظاهرة تؤثر على الجسم كله
لم يقتصر التغيير الفسيولوجي الملاحظ على تدفق السائل النخاعي فحسب، بل وجد الباحثون أيضًا:
تباطؤًا في معدل التنفس وضربات القلب.
انكماشًا في حجم حدقة العين.
هذه النتائج تشير إلى أن فترات “فقدان التركيز” قد تؤثر على الجسم ككل، وربما يتم التحكم فيها جميعًا بواسطة نظام تحكم عصبي موحد. هذا النظام يدير كلاً من الوظائف الدماغية العليا (مثل الانتباه) والعمليات الفسيولوجية الأساسية (مثل ديناميكيات السوائل في الدماغ).
الرسالة الأخيرة:
النوم ضروري للغاية، وهذه الدراسة تُظهر الطرق المعقدة التي يحاول بها الدماغ تعويض النقص فيه عندما لا يحصل على فترات الراحة الكافية.
إقرأ أيضاً : لماذا النساء أكثر عرضة للقلق؟.. السر ليس في “الضغوط” فقط، بل في هرموناتك!
إقرأ أيضاً : اختبار دم بدقة 96% يضع حداً لمعاناة مرضى “التعب المزمن”
حساباتنا: فيسبوك تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام